التاريخ والآثار

فعلها المصريين القدماء..كيف تمت صناعة قناع الملك توت عنخ آمون؟

 

كتبت/ريـم جمـال

قناع ذهبي يكسوه وقار ساكن، يحمل هالةً مقدسة وملامح ملكية لأحد أبرز ملوك مصر القديمة، الملك توت عنخ آمون وهو أحد أشهر وأجمل القطع الأثرية في العالم، ويعكس المستوى العالي من الحرفية التي وصل إليها المصريون القدماء. صُنع القناع من الذهب الخالص ويزن حوالي 11 كيلوجرامًا،وهو مطعم بأحجار شبه كريمة مثل الفيروز والعقيق؛ صُنع من نوعين من الذهب، وعيونه من حجر السج والكوارتز، وتزينت حواجبه وجفونه باللازورد. يظهر على غطاء رأسه رمز يحمل صورة ثعبان الكوبرا، مع صورة النسر، مما يرمز إلى سيطرة الملك الشاب على مصر العليا والسفلى. وصناعة القناع مرت بخطوات دقيقة ومعقدة :

1-اختيار المواد: 

– تم اختيار الذهب لصناعة القناع لكونه مادة ثمينة مرتبطة بالنثرو والخلود. كما استخدمت الأحجار شبه الكريمة لتزيين القناع.

2-تشكيل القناع:

– تم تشكيل القناع عن طريق طرق الذهب وتشكيله بعناية ليأخذ شكل وجه الملك. واستخدم الحرفيون تقنيات مثل النقش لإنشاء ملامح الوجه البارزة.

3-التطعيم بالأحجار الكريمة:

تم إدراج الأحجار الكريمة في الأماكن المخصصة لها بعناية بعد تشكيله، وتم استخدام اللازورد لإضافة اللون الأزرق إلى لحية الملك والغطاء الذي يحيط برأسه، بينما تم استخدام الفيروز والعقيق لتزيين باقي القناع.

4-النقش والتفاصيل:

-قاموا بنقش تفاصيل دقيقة مثل العينين والحواجب وملامح الوجه لتعكس ملامح توت عنخ آمون.

5-التلميع: 

– بعد الانتهاء من التشكيل والنقش، تم تلميع القناع لإعطائه لمعانًا براقًا يعكس مكانة الملك.

6-الطقوس الدينية:

-في النهاية، خضع القناع لطقوس دينية تضمنت وضع القناع في التابوت الملكي مع باقي المومياوات لمنح الملك حماية خاصة في الحياة الأخري.

هذا القناع يُعد أيضاً رمزًا دينيًا، وكان يُعتقد أنه يساعد الملك في الانتقال إلى الحياة الآخرة ويمثل وجهه الأبدي، وعلى ظهر القناع يوجد نص كُتب بالهيروغليفية وهو عبارة عن كتابة غامضة يقال إنها “تعويذة”والهدف منها مساعدة الملك الصغير في العبور للحياة الأخرى.

ختاماً يبقى قناع توت عنخ آمون رمزًا خالدًا للحضارة المصرية، التفاصيل الدقيقة والتصميم الفريد يعكسان قوة الملكية والمعتقدات الدينية وقتها، وما زال يجذب اهتمام العالم بأثره.

MEU

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى