السلطان الأشرف… قائد الانتصارات والتحديات في العصر المملوكي
كتب / عبدالرحمن حسين
السلطان الأشرف خليل بن قلاوون أحد حكام المماليك في مصر ، تولي الحكم من 1290 إلي 1293 م ، اشتهر بتوسيع سلطته و تعزيز الاستقرار في دولته ، وشهدت فترة حكمه محاولة للتوسع في الشام ، وتعرض لحملة صليبية بقيادة ملك أراغون ، ولكنه استطاع الدفاع عن مصر بنجاح. صعود السلطان الأشرف خليل إلي الحكم كان بعد وفاة والده، السلطان قلاوون، عام 1290.
في البداية ، واجه خليل تحديات كبيرة، كانت البلاد في حالة فوضى و تقلبات سياسية، و صراعات داخلية بين المماليك و القوى المعارضة، وتمكن الأشرف خليل من إستعادة الإستقرار النسبي و تعزيز سلطته بفضل قدرته علي إداراة الصراعات و التعامل مع التهديدات الخارجية. السلطان الأشرف خليل بن قلاوون حقق عدة إنجازات عسكرية خلال فترة حكمه القصيرة. خلال فترة حكمه، تمكن من توطيد السيطرة علي اراضٍ في الشام،مما ساعد في تعزيز النفوذ المملوكي .
قدم الأشرف خليل دفاعاً قوياً ضد الهجمات الصليبية ، تمكن من صد هجوم حملة ملك أراغون، مما عزز سمعة المماليك كقوة عسكرية بارزة في المنطقة. رغم أن التركيز كان بشكل رئيسي علي التهديدات الصليبية ، فقد كان هناك إهتمام أيضاً بمراقبة تهديدات المغول في المناطق الشمالية الشرقية .
فتح عكا كان أحد أبرز الأحداث في تاريخ المماليك ، في عام 1291 ، قاد الاشرف خليل حملة عسكرية ضد المدينة الساحلية عكا ، التي كانت تعد واحدة من آخر معاقل الصليبيين في الشام. إدارة السلطان الأشرف خليل البلاد شملت عدة جوانب:
تولي الأشرف خليل الحكم في فترة تميزت بالفوضي السياسية و الإضطرابات ، عمل على إستعادة النظام وتحقيق الإستقرار للبلاد ، مما ساعد في تقوية الدولة وتحسين أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية، وقام بتعزيز الإدارة المحلية من خلال تنظيم الدوائر الحكومية و تحسين نظام الضرائب ، لمواجهة التحديات المالية و تعزيز الإيرادات .
استثمر في تحسين تجهيزات الجيش و تدريبه ، مما ساعد في تعزيز القوة العسكرية للدولة و قدرتها علي مواجهة التهديدات، بالإضافة إلي الدفاع عن البلاد ضد الحملات الصليبية ، عمل علي تعزيز العلاقات مع القوى الإقليمية الأخرى لضمان دعم و تحالفات استراتيجية.
رغم إنجازاته فإن حكم الاشرف خليل لم يكن طويلاً ، حيث توفى بعد فترة قصيره من توليه الحكم ، لكن جهوده في الاستقرار و الإصلاح كانت خطوة مهمة في تاريخ الدولة المملوكية. توفى السلطان الأشرف خليل في 10 رمضان 1293 م ، كانت وفاته مفاجئة و غامضة.
تفاصيل إغتيال السلطان الأشرف خليل بن قلاوون تظل غير واضحة ، لكن الروايات التاريخية تشير إلى بعض الإحتمالات حول مقتله. تزامنت وفاة الاشرف خليل مع فترة من الاضطرابات السياسية ، وكان هناك تباين في الروايات حول كيفية الوفاة ، مما يزيد غموض التفاصيل .
تُشير بعض المصادر إلي ان الأشرف خليل قُتل نتيجة مؤامرة داخلية ، قيل إن القتل ربما كان نتيجة مؤامرة ضد السلطان من قِبل بعض من حوله او من المعارضة الداخلية. هناك نظرية تفيد بأن وفاه الأشرف خليل قد تكون نتاجاً لمحاولة إنقلاب من قِبل بعض العناصر المملوكية التي كانت تسعي للوصول إلي السلطة. الضبابية حول تفاصيل إغتيال الأشرف خليل تجعل من الصعب تحديد الجوانب الدقيقة لوفاته، لكنها تُعتبر واحدة من الأحداث البارزة في تاريخ المماليك التي تشير إلي التوترات السياسية داخل الدولة.