التاريخ والآثار

الجماجم المصرية: هكذا عالج قدماء المصريين مرض السرطان

 

كتبت الباحثة : أمل مصطفى أبو خاطره

لقد انتشر مرض السرطان في السنوات الأخيرة، لكن تاريخه يبدأ من الحضارة المصرية القديمة. وهذا ليس عجيبًا بالنسبة لتلك الحضارة العريقة ، لقد أبدع قدماء المصريين في مجال الطب بشكل متميز، فوصلت إلينا العديد من البرديات الطبية التي تختص بعلاج بعض الأمراض. ومن ضمن تلك البرديات: بردية إبيرس الطبية، بردية إدوين سميث (التي احتوت على وصف لمرض السرطان)، بردية كاهون، بردية الرامسيوم، بردية هيرست، بردية لندن الطبية، وبردية بروجش، والعديد من البرديات الأخرى في مجال الطب. وهذا يدل على إبداع المصريين القدماء في علاج الأمراض. سنتعرف في مقالنا هذا على أسرار القدماء المصريين مع مرض السرطان.

مرض السرطان
مرض السرطان

●السؤال الذي يشغل عقولنا الآن هو: هل وصل المصريين القدماء إلى مرض السرطان، وهل تم علاجه؟

اكتشف خبراء إسبان، وفقًا لصحيفة ذا صن البريطانية، علامات قطع يُعتقد أنها كانت بواسطة أدوات معدنية، وذلك داخل جماجم تحمل علامات الأورام، منذ أكثر من أربعة آلاف سنة. وجاءت النتائج التي توصلوا إليها من فحص جمجمة رجل توفي في الثلاثينات من عمره عام 2500 ق.م، وامرأة في الخمسينات من عمرها عام 500 ق.م.

وكان كلاهما يشير إلى أنهم يعانون من تلف في العظام، وهذا ما يدفعنا للاعتقاد أنهم ربما كانوا يعانون من سرطان الدماغ. وكلاهما يحملان أيضًا نفس علامات الأدوات. وقال العلماء إنه دليل على أن المعالجين حاولوا إجراء عملية جراحية لإزالة أورام المخ والدماغ.

● هل تعامل المصريين القدماء مع مرض السرطان ؟

يقول الأستاذ إدجارد كاماروس، وهو عالم الحفريات في جامعة في إسبانيا، إن هذا دليل فريد على كيفية محاولة الأطباء في مصر القديمة التعامل مع السرطان واستكشافه.

وعرف المصريون القدماء المعادن وأبدعوا في استخدامها، حيث استخدموا النحاس والذهب والحديد في الزخارف. وقد تم إدخال المعادن في الطب، حيث استخدموا المعادن في حشوات الأسنان، وكذلك تثبيت العظام بالجبائر. كما استخدموا العسل والنباتات في علاج بعض الأمراض. وتشير النتائج إلى أن المصريين القدماء كانوا يفهمون السرطان واكتشافه، لكن لم يتمكنوا من علاجه. ويُعتقد أن حالات السرطان في مصر القديمة كانت أكثر ندرة مقارنةً باليوم.

● من هو اول مكتشف لمرض السرطان؟

أخبر الخبير الأثري مجدي شاكر أن المصريين القدماء هم أول من توصلوا إلى مرض السرطان، وأوضح أن ذلك جاء ذكره في ( بردية إدوين سميث ) التي سُجلت منذ حوالي 3500 عام. وهي تحتوي على كتابات عن أشهر طبيب في مصر القديمة وهو (إيمحوتب)، حيث احتوت البردية على تعليمات وتشخيصات لأمراض لهذا الطبيب.

وفي الفقرة رقم 45، جاء وصف لمرض غريب الوصف كالتالي:

“إذا رأيت حالة تحتوي على كتل بارزة وصلبة تنتشر في الثدي بحجم حبة فاكهة، وهي باردة عند اللمس، ولا تحتوي على سوائل، ولا ينزف منها أي سائل، فهذا يعني وجود أورام كبيرة.”

يُعَدُّ هذا وصفًا دقيقًا لمرض سرطان الثدي، ويعتبر هذا أول وصف لذلك المرض في التاريخ. في كل حالة تم تسجيلها في تلك البردية، كان الطبيب إيمحوتب يكتب لها العلاج. أما عندما جاء إلى الفقرة رقم 45 ووصفها وصفًا تفصيليًا، فلم يتم تسجيل أي علاج لها، بل اكتفى بكتابة (ليس له علاج).

واتخذ المصريون هذا الطبيب إلهًا الطب والشفاء بسبب جهوده في معالجة الأمراض في مصر القديمة.

●هل أدرك قدماء المصريين خطورة ورم السرطان ؟

كان قدماء المصريين يفرقون بين الأورام الحميدة والأورام الخبيثة. ففي حالة الأورام الحميدة، يتم وصف علاج ووصفات مناسبة، أما في حالة الأورام الخبيثة، فكان يُكتب لا علاج لها. وعلى الرغم من ذلك، لم يستسلم المصري القديم، بل حاول علاج تلك الأورام من خلال التدخل الجراحي. ويقول الخبير الأثري مجدي شاكر: من خلال العمليات الجراحية الدقيقة التي قام بها قدماء المصريين، أعتقد أنهم ربما عالجوا بعض أمراض السرطان.

إن هذه الاكتشافات تثبت أن الطب في مصر القديمة لم يكن فوضويًا أو بسيطًا، بل كان طبًا مبنيًا على الأسس العلمية والتجارب المدروسة والمنظمة. كما أثبتت أن المصري القديم كان لديه نظام علاجي منظم ومتطور

MEU

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى