المرأة والحياة

الزيف العميق مصدر قلق للنساء

 

 

✍️رؤية وائل 

 

الزيف العميق أو الـ “Deepfake” هو تقنية تعتمد على الذكاء الاصطناعي  لإنشاء مقاطع فيديو أو صور مزيفة تكون شديدة الواقعية بحيث يصعب التفريق بينها وبين الحقيقة.

يُستخدم هذا النوع من التكنولوجيا في تعديل وجوه الأشخاص أو أصواتهم في مقاطع فيديو لتبدو كما لو كانوا يقولون أو يفعلون أشياء لم يقولوها أو يفعلوها في الواقع.

وعلى الرغم من أن هذه التقنية قد بدأت كابتكار تقني يمكن استخدامه لأغراض مشروعة مثل الترفيه، إلا أنها أصبحت مصدر قلق كبير، خاصة فيما يتعلق بالنساء.

 

اذا ما علاقة الزيف العميق بالنساء؟ 

 

اولاً الاستهداف الجنسي:

 

واحدة من أخطر وأكبر المشاكل المتعلقة بالزيف العميق هي استهداف النساء لأغراض جنسية.

غالبًا ما تُستخدم هذه التكنولوجيا لإنشاء مقاطع فيديو إباحية مزيفة، حيث يتم وضع وجوه النساء على أجساد في مشاهد غير لائقة دون موافقتهن.

هذا النوع من الاستخدام يمكن أن يدمر حياة المرأة وسمعتها الاجتماعية والمهنية، حيث يمكن نشر هذه المقاطع على الإنترنت واستخدامها كأداة للابتزاز أو التشهير.

 

ثانياً التحرش الإلكتروني:

 

الزيف العميق أصبح أداة قوية في يد المتحرشين الإلكترونيين، حيث يمكن استخدامه لتشويه سمعة النساء أو ترويعهن.

بعض المستخدمين يلجأون إلى استخدام هذه التقنية لإنتاج مقاطع فيديو مزيفة تظهر النساء في مواقف محرجة أو غير لائقة، مما يجعلها عرضة للهجوم النفسي والضغوط الاجتماعية.

 

ثالثاً تشويه السمعة المهنية:

 

النساء الناجحات في مجالات مثل السياسة، الإعلام، والرياضة، هن أهداف متكررة لهذه التقنية.

يتم استخدام الزيف العميق لتلفيق مقاطع فيديو تظهرهن وهن يشاركن في مواقف سلبية أو غير لائقة، ما يؤدي إلى تشويه سمعتهن والإضرار بمسيرتهن المهنية.

مثل هذه المقاطع قد تضر بسمعة المرأة بسرعة كبيرة، وقد يكون من الصعب جدًا تصحيح الضرر بعد انتشاره.

 

رابعاً الصعوبات القانونية:

 

على الرغم من أن الزيف العميق يشكل تهديدًا كبيرًا للنساء، إلا أن التعامل معه قانونيًا ليس دائمًا سهلًا. في العديد من البلدان، لا توجد قوانين واضحة تجرّم إنتاج أو نشر مقاطع الفيديو المزيفة باستخدام هذه التقنية، مما يجعل من الصعب على النساء الحصول على الحماية القانونية المناسبة أو مقاضاة الأشخاص المسؤولين عن إنتاج أو نشر مثل هذه المواد.

 

خامساً التأثير النفسي والعاطفي:

 

تعرض النساء لمثل هذه التقنيات لا يؤثر فقط على سمعتهن، بل قد يكون له تأثير نفسي كبير. شعور المرأة بأنها ضحية للتلاعب الرقمي قد يؤدي إلى القلق، الاكتئاب، وانعدام الثقة في الآخرين.

في بعض الحالات، قد تجد النساء أنفسهن معزولات اجتماعيًا أو غير قادرات على العودة إلى حياتهن الطبيعية بسبب الشعور بالخوف من استخدام الزيف العميق ضدهن مرة أخرى.

 

سادساً الاستخدام في العلاقات الشخصية:

 

في بعض الحالات، يتم استخدام الزيف العميق كأداة للابتزاز في العلاقات الشخصية.

قد يقوم شركاء سابقون أو أعداء باستخدام هذه التقنية لإنتاج مواد مزيفة ونشرها في محاولة للانتقام أو الإساءة إلى سمعة المرأة.

هذا الاستخدام المسيء يمكن أن يجعل المرأة عرضة للعنف النفسي والتهديدات المستمرة.

 

في النهاية، تقنية الزيف العميق تمثل تهديدًا كبيرًا للنساء في العصر الرقمي. على الرغم من فوائدها المحتملة في بعض المجالات، إلا أن استخدامها بطريقة غير أخلاقية أدى إلى زيادة التحديات التي تواجه النساء، سواء من الناحية الاجتماعية أو النفسية أو القانونية.

هناك حاجة ماسة لتشريعات وقوانين تحمي النساء من هذا النوع من الإساءة الرقمية، ولزيادة الوعي المجتمعي حول خطورة هذه التقنية وكيف يمكن استخدامها لإلحاق الضرر بالآخرين.

كما يجب أن يكون هناك دعم نفسي وقانوني فعال للنساء اللواتي يتعرضن لهذا النوع من الهجمات الرقمية.

إقرأ أيضاً:

كيف تضعين حدود لكن بمرونة؟

 

MEU

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا