التاريخ والآثار

أقدم وثائق بردية في التاريخ

 

كتبت/ريــم جمـال

إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة كان خلف وجودها تنظيم مصري مذهل لإدارة أعظم مشروعاً هندسياً في التاريخ القديم برديات وادي الجرف تعد من أهم الاكتشافات الأثرية، حيث تم العثور عليها في عام ٢٠١٣ من قبل فريق أثري فرنسي- مصري بقيادة بيير تاليه. تقع هذه البرديات في موقع وادي الجرف، الذي يبعد حوالي ١١٩ كيلومتراً جنوب شرق مدينة السويس، وهو ميناء قديم يعود إلى عهد الملك خوفو من الأسرة الرابعة.

أهمية البرديات:

تعتبر برديات وادي الجرف أقدم وثائق بردية مكتشفة حتى الآن، تتناول هذه البرديات الأنشطة اليومية لعمال الميناء والمسؤولين، وتوثق عمليات نقل الحجارة من المحاجر في طرة إلي موقع بناء الهرم الأكبر.

محتوى البرديات:

من بين الوثائق المكتشفة، هناك بردية كتبها “ميرير”، وهو مسؤول في الموقع، وتصف البردية تفاصيل الحياة اليومية للعمال، وكذلك التفاصيل المتعلقة ببناء الهرم. وتشير إلي استخدام الميناء لنقل الأحجار عبر البحر الأحمر ثم نهر النيل إلي الجيزة، وأيضاً كيف تم تقسيم العمال إلى فرق ذات أهداف واضحة، تضم كل فرقة حوالي ١٦٠ رجلاً، وتنقسم إلي أربع مجموعات، تضم كل مجموعة مثل التي قادها المفتش “ميرير” ٤٠ رجلاً من نخبة العمال، وأنه تم استخدام العديد من هذه الفرق التي شكلت قوة عاملة ضخمة بالآلاف.

 الجانب اللوجستي:

البرديات تقدم تفاصيل مهمة عن كيفية تنظيم العمل والموارد في بناء الهرم الأكبر، فهي تتحدث عن فرق العمال، وتوضح الأنظمة الإدارية الدقيقة التي كانت موجودة في ذلك الوقت. كما توضح كيفية استخدام القوارب لنقل كتل الحجر الضخمة عبر النهر، مما يعكس التنظيم المتقدم والتخطيط الدقيق الذي كان موجوداً وقتها.

تمت كتابة هذه البرديات من قبل فريق من البحارة الذين عملوا في الميناء القديم، والتي ضمت حسابات للسلع التي تم تسليمها للعمال، ودفاتر تسجيل أنشطتهم اليومية على مدار عدة أشهر. وعليه فإن اكتشاف برديات وادي الجرف يضيف بعداً جديداً لفهمنا لكيفية بناء الأهرامات وهو دليل على عظمة المصريين القدماء، كما يعزز فهمنا لإحدى أقدم وأكبر الحضارات.

MEU

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى