الموسيقى في مصر القديمة: لغة الروح وأداة التواصل مع الآلهة
كتبت/ ملك ياسر
قال أفلاطون عن الموسيقى في مصر القديمة ” علموا أولادكم الموسيقى المصرية القديمة ولا تعلموهم اليونانية، فعندما يتعلموا الموسيقي المصرية القديمة كأنهم تعلموا كافة الفنون لأنهم عندما يتذوقون الفنون وقتها تغلق السجون”؛ من هذا المنطلق أشير إلى أهمية الموسيقى في مصر القديمة وارتباطها بالإحتفالات الدينية والجنائزية والحياة اليومية للترفية.
الشواهد الأثرية والأدلة على وجود الآلات الموسيقية والغناء
وتجسّد ذلك في الشواهد الأثرية والنقوش على جدران المعابد والتماثيل الضخمة من أشكال الآلات الوترية والصوتية، واستخدموا أيضاً الموسيقى في أفراحهم ومآتمهم وداخل ساحات القتال تحميسًا للجنود في المعركة وكذلك كوسيلة للعلاج للمرضي النفسيين وسائر الأمراض عن طريق بعض المعزوفات التي كان يلقيها الكاهن في مصر القديمة على المريض للشفاء من مرضة. وأضيف إلى أن الموسيقى عرفت منذ عصور ما قبل التاريخ
من هو إله الموسيقى والغناء عند المصري القديم؟
نسبوا قدماء المصريين الموسيقي للإله تحوت واستخدم أوزوريس الموسيقى في تحضير الكون في أسطورة نشأة الكون عند المصريين القدماء وكان اليونانيون يعلمون أولادهم الموسيقى داخل المدارس وخارجها وكانوا يمنعوها عن العبيد وفي بداية الأمر لم يكن المغني يغني بجانب الآلات الموسيقية المختلفة بل كانت الآلات بدائية بسيطة مثل التصفير ثم التصفيق ثم النقر بالأصبع وبعد ذلك ضرب الأرجل في الأرض لإعطاء نغمة مع صوت المغني .
وكان الغناء في مصر القديمة يتم بواسطة التصفيق فكان المغنيين في مصر القديمة يقومون بتحريك الذراعين بشدة لإعطاء نغمة موسيقية بينما المغنيات كانوا يكتفون بتحريك الأيدي فحسب، ولدينا الدلائل والشواهد الأثرية مثل كلمة مغني ومشتقاتها وكانت تكتب في الخط الهيروغليفي بمخصص علامة الذراعين لتوضيح الإرتباط الوثيق بين المغني واستخدام ذراعية في التصفيق وأنوه إلى أن المصريين القدماء كانوا يفضلون المغنين والعازفين على الآلات الموسيقية المختلفة من مجموعة كفيفي البصر وذلك لأنهم لديهم إحساس عالي في آذانهم، وهذا يدل أيضًا على تقدير المصريين القدماء لذوي القدرات الخاصة.
من هو أبو الموسيقى عند المصري القديم؟
ويعد (يوبال) أبو الموسيقى في مصر القديمة ومخترع الموسيقى الأول وهو من سلالة قابيل ابن آدم وحواء وكان أبًا لكل عازف علي العود والمزمار، وكان أول من عرف العزف على العود والنفخ في المزمار وكان ذلك قبل الطوفان بحوالي ٤,٠٠٠ سنه قبل الميلاد، وقد روي علينا الفيلسوف يوسينوس قصة تتعلق بأن آدم تنبأ بخراب العالم مرة بالنار ومرة بالطوفان، فبدأ بتشييد عمودان من الحجارة والطوب ونقش عليهم إسم الآلات الموسيقية العود والمزمار تخليدًا لذكراهم ولدينا رواية أو أسطورة تتعلق باختراع آلة القيثارة أو ما تعرف حاليًا بالجيتار رواها علينا أبولوا تقول الأسطورة
علاقة النيل بإختراع الآلات الموسيقية عند المصري القديم:
أنه عندما تراجع النيل عن حدوده الطبيعية وجفت الشواطئ فأخذت الحيوانات المائية تطفو على الشواطىء وكان من أهم هذه الحيوانات حيوان السلحفاة، وأثرت العوامل الخارجية على جسم السلحفاة عدا الصدفة الخارجية فأخذها الإله عطارد إله الفصاحة والتجارة عند اليونانيين والرومانيين وركّب عليها أوتار وأعصاب الحيوان المائي ومن هنا جاءت فكره اختراع القيثارة، وتنوعت الأغاني في مصر القديمة بين أغاني الحفلات والشراب وأغنية شكوي القروي الفصيح وأغاني العمال والفلاحين وأغاني الحياة والموت والخلود والأغانى العاطفية والوطنية والشعبية وأغاني الملكات والملوك.