التاريخ والآثار

الطبقة الفقيرة في مصر القديمة بين الكفاح والصمود

بقلم/ منة الله محمد

تظهر دائماً الحضارة المصرية القديمة غالبًا على أنها عصر من العظمة والرخاء، حيث يتم تسليط الضوء علي الأهرامات الشاهقة والمعابد الضخمة. ولكن؛ خلف هذا الوجه اللامع كانت هناك شريحة ليست قليلة من الشعب المصري تعيش في فقر . في هذا المقال، سنتحدث عن حياة الطبقة الفقيرة في مصر القديمة، و نستكشف ظروف معيشتهم الصعبة، ودورهم في المجتمع، وكيف استطاعوا البقاء على قيد الحياة في ظل نظام اجتماعي هرمي.

الحياة اليومية للفقراء: 

كانت الطبقة الفقيرة الغالبية العظمى من سكان مصر القديمة. كانوا يعملون في الزراعة والحرف اليدوية والبناء ، وحياتهم اليومية كانت بسيطة تتسم بالدفئ .

• السكن: كانت مساكن الفقراء بسيطة ، مبنية من الطوب اللبن، . وفي الغالب كانت تقع في المناطق المحيطة بالمدن، وتتأثر بالفيضانات والعواصف الترابية والمؤثرات الطبيعية بشكل عام .

• الغذاء: اعتمد غذاء الفقراء بشكل أساسي على الخبز المصنوع من الحبوب، ، والخضروات الموسمية والأسماك المجففة. كانت اللحوم والفاكهة من الكماليات التي لا يستطيعون تحمل تكلفتها.

• الملابس: كانت ملابس الفقراء مصنوعة من الأقمشة الخشنة والطبيعية مثل الكتان والقطن، وبالطبع اذا تحدثنا عن تصميمها ستجدها بسيطة التصميم.

ظروف العمل: 

كان عمل الفقراء مجهدًا وشاقًا حيث كانوا يعملون لساعات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة. كانت الإصابات والمرض أمرًا شائعًا.

• الزراعة: اعتبرت الزراعة العمود الفقري للاقتصاد المصري القديم، وكان الفقراء هم القوة العاملة الرئيسية فيها. كانوا يعملون في الحقول لزراعة الكتان والقمح والشعير ، وبالنسبة للنساء كانت تقوم بعمليات الغزل والنسيج.

• البناء: شارك الفقراء بشكل كبير في بناء الأهرامات و ايضا المعابد الضخمة، وهو عمل كان يتطلب جهدًا بدنيًا هائلاً.

• الحرف اليدوية: عمل بعض الفقراء في الحرف اليدوية مثل الفخار والنجارة وصناعة السلال.

المكانة الاجتماعية والحقوق: 

كانت الطبقة الفقيرة تحتل أدنى مكانة اجتماعية في مصر القديمة. لم يكن لديهم أي حقوق سياسية، وكانوا يعتبرون مجرد أدوات لإنتاج الثروة.

• الضرائب: كان الفقراء يدفعون ضرائب عالية، مما زاد من معاناتهم.

• العبودية: يجب علينا التوضيح أنه لم تنتشرت العبودية في مصر القديمة، بل كان العمال يتمتعون بكثير من الحقوق .

التكيف والبقاء:

ولكن على الرغم من الظروف القاسية التي كانوا يعيشون فيها، تمكنوا من التكيف والبقاء على قيد الحياة. فكانوا يعتمدون على بعضهم البعض في الحصول على المساعدة والدعم، وكان لديهم مجتمعات قوية.

• الدين: لعب الدين دورًا هامًا في حياة الفقراء، حيث كانوا يعتقدون في الحياة الآخرة ويأملون في حياة أفضل بعد الموت.

• العائلة: كانت العائلة هي الوحدة الاجتماعية الأساسية للفقراء، وكانت توفر لهم الحماية والدعم.

خاتماً تُظهر لنا دراسة حياة الطبقة الفقيرة في مصر القديمة صورة أكثر واقعية عن هذه الحضارة العظيمة. فبينما نتعجب من الأهرامات والمعابد، يجب ألا ننسى أن هذه الإنجازات العظيمة كانت مبنية على جهود شاقة للطبقات العاملة .

MEU

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا