
مقالات
كل ما تود معرفته عن أيقونة العلوم ورائد البصريات الحسن بن الهيثم
كتبت: إيمان قاسم
اتسم عصر الحسن بن الهيثم والازدهار الفكري والعلمي للحضارة الإسلامية، وامتلأت المكتبات بمؤلفات العديد من العلماء واجتماعاتهم لتبادل المعرفة، فكان لهذه البيئة عظيم الأثر في تنشئته على حب العلم والمعرفة.
النشأة
ولد الحسن بن الهيثم في مدينة البصرة في العراق عام ٣٥٤ هجرية ٩٦٥ميلادية، وشهد هذا العصر تطورًا في مختلف العلوم كالرياضيات، ودرس الحسن علم الهندسة والبصريات وقراءة كتب من سبقوه وأكمل ما بدأه العالم الزهراوي، وكان حريصًا على التراخيص ووضع المذكرات للكتب التي يطالعها بغرض فهم معانيها.
كان يعمل محاسبًا في البصرة وبرزت مهارته بالإضافة إلى عمله كمهندس، فكان الناس يأتون إليه من البصرة ليضع لهم تصميمات بيوتهم ويبدأ البناءون بالتنفيذ، وذاع صيته حتى وصل إلى أمير البصرة فطلب منه أن يبني له قصرًا جديدًا، وأوكل إليه مهمة الإشراف على البناء فقال له الحسن بن الهيثم: “أيها الأمير ما تريد مني فعله هو عمل طلبة المال والمنصب، وأنا مهندس عالم أعيش بعقلي ولست بهما طالب مال أو منصب”، مما أثار غضب الأمير واتهمه بالغطرسة والزندقة.
حينها اتخذ قراره بالرحيل إلى بغداد ، وهو في عمر الثلاثين وحصل على رخصة طبية ومزاولة مهنة الطب، فكان يعمل بنسخ الكتب نهارًا وفي الليل يخصص وقته للدراسة العلمية.
وغادر بغداد متجهًا إلى الشام بعدما ازداد التضييق والتشديد عليه من قبل المتشددين والمتعصبين، وازدهرت في عصره العلوم مثل الفلسفة والطب والرياضيات والفلك، اجتذبته لقراءتها فصار مولعًا بها حتى ذاع صيته، كما اشتهر في العالم الإسلامي باعتباره عالمًا في الهندسة بآرائه واجتهاداته.
