التاريخ والآثار

مايكلآنجلو وبراعته في فن التصوير

 

 بقلم/آيه أحمد حسن

مايكلآنجلو هو من كبار المصورين بالإضافة إلي كونه معمارياً ونحاتاً، وتعد أهم أعماله بالفاتيكان بروما هي تصاوير مصلى كنيسة ” سستينا” بروما والذي يصور فيها موضوعات من الكتاب المقدس ، مثل:(آدم وحواء والطرد من الجنة) ، (خلق آدم)، (خلق حواء) ، (الإله يفصل عن النور عن الظلام)، (الإله يخلق الكواكب)، (الإله يبارك الأرض)، (قصة الطوفان) .

 مايكل ودراساته للجسد البشري 

وقد فضل مايكل أن تظهر شخصياته المرسومة في هذه الموضوعات وهي عاريه بدون ملابس وهنا نطرح تساؤل لماذا فضل مايكل أن تظهر شخصياته المرسومة في هذه الموضوعات بأنها عاريه بدون ملابس ج-لكي يتسنى له عمل دراسات للجسد البشري.

مايكل وتأثره بأفكار أفلاطون

وقد تأثر مايكل بمعتقدات أفلاطون بأن الإنسان قد عبر مرة من مياة نهر النسيان فأنسى أصله الإلهي ، حتى إذا خطرت على باله أنثى فاتنة أيقظت ذكرياته الغافية وذكرياته بصلته الطبيعية بالجمال لكن ما لبث الإغراء الجسدي والجمال الوقتي أن يشداه إلي فكرة جمال الحقيقة الأبدي ثم في النهاية إلى تأمل حقيقة الحق والخير الخالدة.

وكما رأي مايكلآنجلو في المثل الأفلاطونية روحانية مطلقة ، وعشق الجمال بوصفه مثالاً مطلقاً أزلي وأبدي بأن تحتفظ الروح بذكرى مبهمه لمعايشته في ماضي بعيد سابق على الحياه فوق الأرض ، فلا تنفك الروح تعشق ذلك الجمال وتصبو إليه وتبحث عنه خلال العلاقات التي اصطلحنا على تسميتها بالحب.

الحب الدنيوي عند أفلاطون

فالحب الدنيوي عند أفلاطون إن هو إلا عشق الجمال الجسدي ، الذي هو انعكاس لمثال الحب الروحي المطلق الأزلي الأبدي ، فعلى العاشق أن يسمو من الحب الجسدي إلي الحب الروحي ، إلي حب الجمال المثالي الذي جزي من القداسة والخير ، وذلك هو الذي جعل ” بوتيتشيللي” يجسد في فينوس صورة هذا الجمال المثالي الذي تعشقه الروح وتصبو إليه عن طريق الحب.

وفي نهاية المقال أود أن أوضح للقارئ أشهر أعماله الفنيه وهي صورة خلق آدم ولوحة يوم الحساب؛ صورة “خلق آدم “وتعد صورة “خلق آدم” في سقف مصلى سستينا أرفع منجزات مايكل التصويرية قرباً من الكمال الأبولوني، وجمال الجسد الإنساني ، في هذا الجسد المتوازن ، ومما يلفت النظر وضعة آدم التي لا تختلف عن وضعة ديونيسوس ، وإن كان ثمة اختلاف في الأثر العام إذ أحدهما يمثل الإنسانية والآخر يمثل الألوهية.

وتعد أيضاً لوحة يوم الحساب من أشهر أعمال مايكلآنجلو وهي لوحة جصية جدارية تغطي كامل جدار هيكل كنيسة سيستينا في مدينة الفاتيكان بروما وهي تمثيل للمجيء الثاني المسيح وحساب الله الأخير والسرمدي للبشرية جمعاء ؛ حيث تمثل فيها بأن ترتفع أرواح البشر وتنحدر إلي مصائرهم ، بعد أن يحكم عليهم المسيح المحاط بالقديسين البارزين وأيضاً تمثل صورة المسيح الديان العاصف بقوة الظلام إلا أنها عودة إلي صورة أبوللو بوصفة شمس العدالة التي تضيء تحرق في وقت واحد. وقد استغرق مايكل في عمل هذه اللوحة أكثر من أربعة أعوام.

MEU

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا