الخبايا الأثرية في مصر القديمة
بقلم✍️ / أمل مصطفى أبوخاطره
أولا: ماذا تعني الخبايا الأثرية؟ ولماذا لجأ المصري القديم لعمل الخبايا؟. وجد مصطلحين للخبايا الأثرية في علم المصريات Egyptology الأول: cashe -cache بمعني خبيئة ومخبأ والفرق بينهما أن خبيئة هو المكان الذي اختاره المصري القديم لإخفاء مقتنياته حتى يبعث مرة أخري ، أما مخبأ فهو المكان الذي اختاره المصري القديم لإخفاء مقتنياته في اوقات الحرب فقط ، أي أنه مكان مؤقت.
أما عن السبب الذي جعل المصري القديم يلجأ لعمل الخبايا فهي عدة أسباب من أهمها سرقات المقابر. في الحقيقة أن سرقات المقابر كانت موجودة في مصر منذ أقدم العصور وكان المصري القديم في حالة دائمة من الصراع لمقاومة هذه السرقات.
و لجأ لعمل العديد من الوسائل لمنع عبث اللصوص في جميع مراحل تاريخه، ففي عصر الدولة القديمة عملوا على (إقامة آبار الدفن – إقامة الممرات كثيرة – إقامة سور خارجي – و وضع حراس المقابر ) أما في عصر الدولة الوسطي عملوا علي إخفاء مدخل المقبرة مع دمج المعبد الجنائزي وعملوا على تعداد آبار الدفن.
أما في عصر الدولة الحديثة ، أدرك مهندسين هذا العصر أن الشكل الهرمي للمقبرة لم يحمي الملوك السابقون فعملوا على:
●التخلي عن الشكل الهرمي للمقبرة .
●فصل المعبد الجنائزي عن المقبرة .
●اختيار مكان بعيد عن مظاهر الحياة .
و علي الرغم من كل هذه المحاولات استطاع اللصوص انتهاك المقابر الملكية سوء في عصر الدولة القديمة او الوسطى أو الحديثة .
أهم الخبايا الأثرية في مصر القديمة الموجودة في العاصمة طيبة وهي الاقصر حالياً. ويوجد خبايا في البر الشرقي والغربي ، ومن أهم خبايا البر الغربي:
-خبيئة الدير البحري DB320
-خبيئة مقبرة أمنحتب الثاني KV35
أولا: خبيئة الدير البحري DB 320
و هي مقبرة منحوتة في وادي يقع جنوب معبد الدير البحري ، وهي كانت مقبرة لأميرة تسمى( إبن حابي) من عصر الدولة الوسطي ، وفي عصر الأسرة ٢١ في العام الخامس من حكم سا آمون تم نقل المومياوات و الأثاث الجنائزي بعد ترميم المومياوات
ماذا يعني ترميم المومياوات؟
بعد انتشار سرقات المقابر بأشكال متعددة لن تقدر الحكومة و لا الملك و لا الكهنة عن صدها حيث تحمل كهنة آمون بترميم المومياوات التي تعرضت للضرر والمقابر حيث عملوا علي إعادة لف المومياء بكتان جديد بدلاً من الكتان التي تم انتهاكه بحثاً عن الأثاث الجنائزي. للمتوفي( الذهب و التمائم ) ، وإصلاح ومعالجة المومياء في حالة حدوث ضرر للجثة، وقاموا بتسجيل كل هذه الأحداث علي الكتان الجديد أو التوابيت التي أعادوا استخدامها وربما كان ذلك يصاحب طقوس مثل طقوس الدفن المعتادة .
اكتشاف الخبيئة
في عام 1871م تم اكتشفها عائلة عبد الرسول و هم في الاقصر و اخفوا هذا الاكتشاف لمدة عشر سنوات ، وفي تلك الفترة تم فتح الخبيئة ثلاث مرات فقط لبيع الأثاث الجنائزي و الإتجار فيه ثم بدأ ظهور في سوق الاثار آثار لن نعرف عنها شيء حتي شك ماسبيرو في الأمر وعمل علي التحقق منه وفي الأخير افشي بالسر محمد عبد الرسول ، وانتقلت مقتنيات المقبرة خلال 48 ساعة و نقلت إلى القاهرة وهي الآن موجودة في متحف الحضارة . واحتوت هذه الخبيئة على حوالي 40 مومياء ومن أهم المومياوات هي مومياء الملك رمسيس الثاني -أمنحتب الأول – أحمس الأول والعديد من الملوك الكهنة.
-خبيئة مقبرة أمنحتب الثاني KV35:
في المقبرة KV35 وجد في الغرفة الجانبية لحجرة دفن الملك أمنحتب الثاني خبيئة مومياوات، اكتشافها العالم لوريه في 9 مارس 1898م وعندما اكتشف المقبرة أتضح أنها سرقت من قبل اللصوص، ولكنه عثر علي كنزاً من المومياوات الذي عوضه عن سرقة الأثاث الجنائزي.
تم نقل هذه المومياوات بطريقة أكثر انتظاما من الخبيئة السابقة ، حيث تم إخلاء المقبرة بعناية شديدة ونشر دارسي محتوايات المقبرة وحدد مكان عثور كل قطعة وذلك اعتماداً علي خريطة لوريه ولكنها مفقودة الآن. وهذه الخبيئة احتوت علي حوالي 12 مومياء ومنهم مومياء الملك تحتمس الرابع – الملك مرنبتاح والعديد من مومياوات ملوك اخرين .
وأدرك لوريه أن خبيئة الدير البحري كانت معاصرة لخبيئة مقبرة أمنحتب الثاني حيث كانوا معاصرين للكاهن الأكبر باي نجم الأول . وأيضاً سبب عمل الخبيئتين هو سرقات المقابر. والمومياوات تم دخولها إلى القاهرة تحت مسمى سمك مجفف.
أما الخبايا الأثرية في البر الشرقي أهمها :
-خبيئة معبد الكرنك
-خبيئة معبد الاقصر
-خبيئة معبد الكرنك : من أكبر خبايا الاثار ،وجدت هذه الخبيئة في الفناء الاول خلف الصرح السابع وهو عبارة عن فناء كبير مفتوح. في 26 ديسمبر 1903م تم اكتشاف فتحة الخبيئة ، وعثروا على لوحة لسيتي الاول ، وعثروا على 700 تمثال من الحجر و17 الف تمثال من البرونز .
وفي 19 نوفمبر 1904م :25 يوليو 1905م عثر على 200 تمثال من الحجر و 800 تمثال اخر من البرونز ، وبعض اللوحات الخشبية ومن الطبيعي أن العدد الأكبر من التماثيل هي قطع عادية ولكن هناك بعض القطع من الدرجة الأولي مثل تمثال الملك تحتمس الثالث من الشست الأخضر ويعتبر أكثر التماثيل شبها للملك .
-خبيئة معبد الأقصر : عثر على الخبيئة في الفناء الثاني من المعبد. تم اكتشاف الخبيئة عن طريق الصدفة عندما كانت هيئة الاثار المصرية تقوم بعمل اختبارات لتقوية أرضية الفناء ، وفي يوم 9 فبراير 1989م اصطدم فأس أحد العمال في قطعة حجر من الجرانيت وعند استمرار الحفر وجد انها قاعدة لتمثالين علي عمق 50 سم من الناحية الغربية للفناء وهذا أدي إلى استمرار الحفر حتى 29 مارس. واكتشفوا العديد من التماثيل تم حفظهم في متحف الأقصر للفن المصري القديم. وفي عام 1991م تم إنشاء قاعة خاصة لأهم تماثيل الخبيئة وسميت بقاعة الخبيئة .