رؤية سبورت

السر وراء عض الأبطال الأولمبيين للميداليات بعد الفوز

كتبت مريم مصطفى

يعد عض الميداليات الذهبية في الألعاب الأولمبية من أكثر اللحظات التي تترقبها الجماهير والمصورين على حد سواء، حتى أصبحت جزءًا من الثقافة الرياضية العالمية، إلا أن السر وراء هذه الحركة الشهيرة يعود إلى تقاليد قديمة تمتد لأكثر من قرن.

ويرجع أصل هذه العادة إلى القرن التاسع عشر عندما كان المنقبون عن الذهب في كاليفورنيا يختبرون ما إذا كان الذهب الذي عثروا عليه “حقيقيًا” من خلال عضه، فالذهب الخالص ليّن ويمكن ترك علامة عليه بسهولة، مما جعله اختبارًا بسيطًا لكشف التزييف.

في الألعاب الأولمبية الأولى الحديثة عام 1896 بأثينا، كان الفائزون يتلقون ميداليات فضية، ولكن مع إدخال الميداليات الذهبية والبرونزية عام 1904، أصبح الذهب هو الهدف النهائي للرياضيين. ومع مرور الوقت، انتقلت عادة “العض” من اختبار المعدن إلى إظهار الفرحة والانتصار أمام الكاميرات.

ومن الناحية المادية، تحتوي الميداليات الذهبية الأولمبية على نسبة عالية من الفضة تصل إلى 94%، مع طلاء خارجي من الذهب بنسبة 6%،ورغم أن قيمتها الفعلية كمعدن تتراوح بين 500 و600 دولار، إلا أن قيمتها المعنوية والرمزية تفوق ذلك بكثير، حيث تعكس سنوات من التدريب والتضحية.

ويرى المؤرخون أن جزءًا من السبب وراء استمرار عادة عض الميداليات يعود إلى المصورين الذين يطلبون من الرياضيين القيام بهذه الحركة لالتقاط صورة مثيرة وأكثر بيعًا،ويقول ديفيد واليشنسكي رئيس الجمعية الدولية للباحثين الأولمبيين التاريخيين، إن المصورين يسعون لالتقاط لحظات تخلد في ذاكرة الرياضة، ومن ثم بيع هذه الصور لوكالات الأنباء بأثمان تتجاوز قيمة الميداليات نفسها.

سواء كانت من أجل اختبار الذهب أو لجذب عدسات الكاميرات، أصبحت عادة عض الميداليات جزءًا لا يتجزأ من تقاليد الألعاب الأولمبية،إنها لحظة تجسد الانتصار والشهرة، وتظل محفورة في ذاكرة كل من الرياضيين والمشجعين حول العالم.

MEU

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا