التاريخ والآثار

أخلاق المصريين القدماء من خلال كتابتهم

بقلم الباحثة / مى نعمان

أنتشرت الكثير من الشائعات التي أرادت أن تلوث تاريخ قدماء المصريين وتشوه أخلاقهم منها ما قيل عن تشيد الآثار العظيمة للملوك المصريين بالإستعانة بالقوة والقسوة وتسخير العمال الذين يقومون بالبناء ، ويتبادر إلي الذهان فكره أن الملوك المصريين كانوا ظلمه قُساة القلوب وأن الأمراء وحكام الأقاليم كانوا اعواناً للملوك في هذه المظالم فكأن تاريخ مصر سادته مظاهر الشده والإرهاب ، وبالنسبة لهذا الأمر فإنه يجب توضيح أن هذه الآثار الخالدة لم يشيدها ملوك الأسرة الرابعة بالسخرة بالإضافة إلي أنهم كانوا يستخدمون العمال أوقات الفيضان حيث لا يكون لديههم ما يشغلهم من أعمال الزراعة وورد إلينا الكثير من الكتابات التى كانت تؤكد حرص الملوك على رعاية العمال وحسن المعاملة وحفظ الحقوق .

أخلاق المصريين القدماء من خلال كتابتهم
أخلاق المصريين القدماء من خلال كتابتهم

عُرف من خلال الوثائق أيضاً شفقة الملوك فما كانوا يقتلون الناس ظلماً ، وما كانوا يجلدون العبيد كما يتوهم البعض ، كما كان للدين عليهم سلطان كبير نافذ على عقولهم فكان يدعوهم إلى التدين و التقوى والصلاح والإحسان إلي الغير والعمل الصالح ومد يد المعونة لغير القادر إذ أعتقدوا أن الإنسان لا يمكنه الوصول إلي جنات الخلد والنعيم الدائم في السماء إلا إذا أظهر عند وزن القلب أن روحة تقية طاهرة ، وأنه لم يأت شراً ولا إثماً ولم يسبب فى حياته ضرراً أو قسوة لأحد ، وأن صفحة أيام حياته على الدنيا كانت ناصعة البياض خالية من الآثام والسيئات وأنه لم يعتد على أحد ولم يتدخل فى شئون الغير .

لقد قام المصريين القدماء بوضع أسس المدنية والتشريع فى العالم وسار على اثرهم العالم فى الحضارة والرقى ففي أحد النصوص التي توضح أخلاق المصرى القديم : يقول أحدهم
” لم أرتكب إثماً ضد الرجال ، ولم يشعر أحد بالجوع ،ولم أسبب بكاء أحد ، وما أمرت بقتل نفس ، ولا أرتكبت جريمة القتل بنفسى ، ولم أسرق أى شخص ، وما جعلت الناس تخافنى، ولم اك جباراً عاتياً ، ولم أك قاسياً ، فقد كنت امد الجائع بالخبز ، وأروى العطشان بالماء ، وكنت أكسى العراه ” وهذه الكلمات كتبها صاحبها يرجو بها الجزاء والثواب من الآلهه .

ومن الكتابات الخلاقية أيضا ما تركه لنا أحد القادة الحربيين ويدعى ” إنتف” يقول فيها :

” قد كنت رجلاً حارب القسوة وأمرت بتطبيق القانون بالعدل وكنت لطيفاً مع متقلبى المزاج ، أفهم قلوبهم وأعرف الكلمات التى تجول بخاطرهم قبل أن يتفوهوا بها ، وكنت خادماً للفقير ، ووالداً لليتيم ،وحامياً للضعيف ، وزوجاً للأرمله ، وكنت أسعد من يشقى ”

.. ويتفاخر أحد الأمراء بقوله” لم أنتهك حرمة بنات أحد من الناس ، ولم تكن عندى ارمله حزينه ، ولم أنزع ملكية أرض أحد من الفلاحين ، وما كان هناك رجل تعيس بين رجالى ، وما كان هناك جائع واحد فى عهدى”

.. ونصائح ” بتاح حتب” حكيم الدولة القديمة المشهور لأبنه قائلاً :

“لا تجعل الناس تخافك وعاملهم بالرفق واللين ” ، وقال أيضاً ” إذا كنت زعيماً يحكم الناس فلا تسعى إلا وراء كل ما أكتملت محاسنه حتى تظل صفاتك الخلقية دون ثغرة فيها “، وعن طاعة الوالدين يقول” ما أجمل ان يصغى الأبن عندما يتكلم أبوه فسيطول عمره جراء ، إن من يسمع يظل محبوباً من الله ولكن الذى لا يسمع مكروه من الآلهه ”

ويقول أيضاً ” لا تتفاخر بقوتك بين أقرانك فى السن وكن على حذر من كل إنسان حتى من نفسك إن الإنسان لا يدرى ماذا سيحدث أو ما الذى سيفعله الله عندما ينزل عقابة ”

ومن النصائح التى تحض على الشجاعة ” يذهب الشر بالخير، فم الإنسان ينجيه ، أعطف على من هو اقل منك ، لا تقل الكذب ، العمل باق إلى الأبد ، أصنع طيباً ، خير الإنسان أن يبقى سره فى بطنه ، لا تجعل الطمع رائدك فى جمع الثروة ، لا تصاحب الشخص الطائش ، أحترم نفسك أمام الناس ، لا تؤذ نفسك بشرب الجعه ، عامل زوجتك بالحسنى “.

اقرا ايضا:-

الألعاب الرياضية عند المصري القديم

MEU

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا