التاريخ والآثار

قصر البارون ذات المقصد السياحي المتميز

 

بقلم / آيه محمد الخطيب

يبرز قصر البارون إمبان بطرازه وبرجه الهندي المتميز وسط المناظر الطبيعية الصحراوية، متميزًا عن باقي أنحاء المدينة. يعكس القصر المكانة الرفيعة لمالكه ويمثل علامة بارزة في المشهد الحضاري في مصر الجديدة. ويعد قصر البارون إمبان أبرز المعالم الأثرية في العاصمة، فصورته الفريدة والمبتكرة تجذب حشود المارة على الطريق.

مؤسس القصر

أسسهه إدوارد لويس جوزيف إمبان بين عامي 1907 و1911. وهو رجل أعمال بلجيكي حصل على لقب “البارون” من قبل رئيس فرنسا بسبب مساهماته الاقتصادية ف السكك الحديدية وتنفيذ شركته لمترو باريس. وتم تكليف المهندس المعماري الفرنسي ألكسندر مارسيل ببناء هذه التحفة الفنية وهو قصر البارون.

قصر البارون
قصر البارون

التخطيط الداخلي للقصر

التصميم الداخلي للقصر يتكون من طابق سفلي وطابقين يعلوهما سقف. ويحيط بالقصر حديقة كبيرة من جميع الجهات. أما الطابق السفلي فكان يحتوي على سكن لخدم القصر، ويتكون من مجموعة غرف متصلة بواسطة ممرات والأبواب. ويحيط بمبنى القصر درج حلزوني ومصعد يربط جميع طوابق القصر بالبدروم. يتكون الدور الأرضي من غرفة استقبال وغرفة طعام وغرفة بلياردو. أما الطابق الأول فيتكون من أربع غرف، لكل منها شرفة خاصة بها وحمام. وأخيراً يأتي سقف القصر كمساحة مفتوحة على أحد جوانب البرج المميزة لقصر البارون. بالإضافة إلى تماثيل بوذا والتنين الأسطوري.

يتكون القصر من طابقين وسرداب وبرج كبير مبني على الجانب الأيسر يتكون من 4 طوابق متصلة بواسطة درج حلزوني جوانبه الخشبية مزينة بالرخام. ويوجد على درابزين الدرج نقوش مصنوعة من ألواح برونزية مزينة بتماثيل هندية منحوتة بدقة. وقد تم تصميم القصر بحيث لا تغرب الشمس في غرفه وقاعاته. واستخدم في بنائه المرمر والرخام الإيطالي والزجاج البلجيكى البلجيكى، حتى يتمكن من بالداخل من رؤية الجميع بالخارج.

برج القصر

يحتوي القصر على برج يدور على قاعدة متحركة دورة كاملة كل ساعة ليتيح للجالسين فيه رؤية ما حولهم في كل الإتجاهات. كان الطابق الأخير من القصر هو المكان المفضل للبارون أمبان لتناول الشاي عند غروب الشمس. وكان حول القصر حديقة مورقة بها أزهار ونباتات نادرة.

أين دفن البارون

يوجد في القصر نفق يربط القصر بالكنيسة القديمة “كنيسة البازيليك” الموجودة حتى يومنا هذا وهي الكنيسة المدفون بها ادوارد امبان. يتكون الطابق الأرضي من قاعات ضخمة احتوت على عدد كبير من الأبواب والشرفات. وفي قاعة الطعام تم توزيع رسومات مأخوذة من مايكل أنجلو ودافنشي ورامبرانت، وحملت كل زاوية من الزوايا الأربع عمودًا يحمل تمثالًا متقن الصنع من التماثيل الهندية الثمينة.

أما الطابق السفلي فيتضمن غرف جلوس واسعة ومساكن للخدم وأفران ضخمة ومغاسل رخامية. وتتصل غرفه بغرفة الطعام عبر مصعد فخم للغاية مصنوع من خشب الجوز. توجد على جدران قاعة الطعام رسومات مأخوذة من مايكل أنجلو وليوناردو دافنشي ورامبرانت وأرضيات. الغرف مصنوعة من الباركية، ولكل غرفة حمام خاص بها، حيث تم تغطية جدرانها ببلاط الفسيفساء ذو الألوان الأزرق والبرتقالي والأحمر في مجموعات لونية رائعة.

اتخاذ درج رخامي مزين بدرابزين يحتوي على تماثيل هندية صغيرة متقنة الصنع. نصعد إلى الطابق الثاني الذي يتكون من صالة كبيرة وأربع غرف نوم، لكل منها حمام خاص بها مغطى ببلاط الموزاييك. أما الطابق الثاني من القصر فيحتوي على عدة غرف واسعة تطل على شوارع القصر الأربعة، حيث يطل القصر على شوارع العروبة وابن بطوطة وابن جبير والحسن الصادق. تحتوي هذه الغرف على شرفات أرضياتها مغطاة بالفسيفساء الملونة، وفي كل شرفة توجد كراسي ملتوية، وإذا جلس أحد على أي منها تحيط به التماثيل من كل جانب.

أما سقف القصر الأسطوري فكان بمثابة حديقة تستخدم في بعض الحفلات التي يقيمها البارون. وكانت جدران السطح تحمل رسومات لنباتات وحيوانات ومخلوقات أسطورية، ويمكن الصعود إليها عن طريق سلم مصنوع من خشب الورد الفاخر. كان أشبه بكافتيريا تضم طاولات كبيرة، وكانت جدران السطح مزينة برسومات نباتية وحيوانية.

التماثيل ومن أين تم جلبها

معظم التماثيل الموجودة في القصر جلبها البارون إمبان من الهند، كما يوجد أيضًا عدد من التماثيل ذات الطراز الأوروبي، المصنوعة من الرخام الأبيض، والتي لها ملامح رومانية تشبه فرسان العصرين اليوناني والروماني. وكشفت الأبحاث التي أجراها أحد المتخصصين في مجال الفنون التشكيلية عن أصول هذه التماثيل وأهميتها المتحفية الكبيرة ؛ كما كشفت عن بعض التماثيل التي كانت موجودة في القصر قديما ولم تعد موجودة اليوم، بالإضافة إلى تماثيل راقصات تؤدي حركات تشبه حركات راقصات الباليه، بالإضافة إلي تماثيل الفيلة المنتشرة على مدرجات القصر وفي شرفاته وأبوابه مطلية بزخارف يونانية قديمة مصنوعة بدقة مما يجعلها ذات منظر جميل للغاية.

وفاة البارون

توفي البارون إمبان في 22 يوليو 1929. ومنذ ذلك التاريخ، تعرض القصر لخطر الإهمال لسنوات عديدة. لقد تحولت حدائقها الخضراء إلى أنقاض، وأصبح القصر مهجورًا. وتعرض القصر بعد ذلك لخطر الإهمال لسنوات طويلة، تحولت خلالها حدائقه إلى أطلال، وتفرقت جهود ورثته، ومنهم من حاول شراء القصر والاستثمار فيه، حتى اتخذت الحكومة المصرية قرارًا بضمها لقطاع السياحة وهيئة الآثار المصرية.وبلغت تكلفة مشروع ترميم القصر 100 مليون جنيه.

MEU

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى