مقالات

“المرأة في الدين : بين التقاليد والتفسير الحديث” 

“المرأة في الدين : بين التقاليد والتفسير الحديث” 

 

كتبت / روان عبدالعزيز

 

المرأة هي نصف المجتمع، مقولة يتفق عليها الكثير، ويختلف عليها الكثير أيضاً، وبين نعم و لا، وصواب وخطأ، وجائز ومحظور، جاء الفارق، الحق، الفيصل في كل شيء وهو نزول الإسلام.

 

جاء الإسلام ليتمم مكارم الأخلاق، فقد نزل في وقت حرج، وقت كانت تنتشر فيه كل أنواع المعصية التي نهانا الله -عز وجل- عنها، وحرمها و من ضمن ما نصَّ الإسلام عليه هو حفظ حقوق المرأة.

 

كانت المرأة قبل الإسلام موءودة من قبل أن تحيا، جارية تُباع وتُشترى، ولإن الدين دين حق ورفعة و تعظيم للخلق، حفظ لها حقوقها و عظَّم شأنها وجعلها مُكرمة وذات شأن رفيع، فانتشرت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية لتُعلمنا مكانتها ودورها وأهميتها وتُعرفها على حقوقها وكيف تمارسها وتأخذها من الحياة والآخرين.

 

نزول الإسلام كان كالطفرة أو الثورة الفكرية التي حدثت بهذا الوقت، انتشر وتشعب بين الجميع كالريح الطيب، ليُسكن بعض الجروح عند أُناس، ويهيج بعض الجروح عند أناس آخرين، وقد تلقت هذه الثورة الكثير من العقبات والأمور المحبطة لتجد من انتشارها، وهذا كان بسبب جمود التفكير والاتباع للعادات التي وُلدوا وتربوا عليها منذ الصغر، وما كان عليها الأباء.

 

ولأن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً، أصبحنا مع مرور الوقت نرى أشياء وتقاليد وعادات غريبة، تكاد تبعد عن الدين وما يحويه، وهذا يمكن إدراجه تحت كثرة عدد المفسرين للقرآن والحديث، أو انشغال الناس في أمور حياتيه أخرى، فيتركوا النَصَّ الديني ويمشون بمبادئ يضعونها هم، أو بصورة مجملة يأخذون النَصَّ كما هو جامداً لا يهتمون بتفسيره ومعرفة ماذا يقصد به.

 

الكثير والكثير من الأسباب التي تجعلنا نبعد عن التعاليم الدينية التي وجهها الله -سبحانه وتعالى- لنا، فنحن نعيش في مجتمع يتبع العادات والتقاليد -حتى لو كانت خاطئة- ويكاد لا ينظر نظرة حقيقية لما علّمه لنا ديننا، فيفهم الشيء كما يريد هو ليس كما يقصد المعني من النَصَّ الديني.

 

ورغم ما وصلنا له من تطور وتقدم في الحياة، إلا أن مازال أناس يحيط بهم الجمود ولا يفكرون ويفسرون ما يقرأون من تعاليم دينية، كمن قرأ الآية الكريمة التي تنص : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ…} وتغاضى عن تكملة الآية والتي بدأت بنهي ولكن للحديث بقية وهو التحذير {….وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا ﴾.

السورة ورقم الآية: النساء (43).

 

وهذا أبسط شيء يعلمنا ألا نأخذ الأمور من الخارج ونترك جوهر الموضوع أو على الأقل نُتمم قرائته حتى تتضح الأمور بصورتها الكاملة، والأهم ألا نجعل العادات والتقاليد تنهانا عن الاقتراب من ديننا واتباع أوامره ونواهيه.

MEU

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى