حفلات التخرج بين التربية .. والتعليم
حفلات التخرج بين التربية .. والتعليم
كتبت – نضال حمدي
ضجت وسائل التواصل الاجتماعي الفترة الماضية بالجدل الواسع الذي يثار حول حفلات التخرج والشكل العام لها، خاصة مع التعدي الحالي على كل مبادئ التربية قبل التعليم.
رأينا الانقسام بين الأطراف، فمجموعة تؤيد الحرية التي تعبر عن الفرحة أولًا وأخيرًا غير عابئة بالشكل العام، ولا لأسس التربية والشرقية، ومجموعة تنتظر إنهاء المهزلة التي تتفاقم وتهدد الحياء والقيم.
تحولت حفلات التخرج من الهدف السامي لها بالفرحة العارمة لاجتياز مرحلة تعليمية وحياتية مهمة ل “حنة بنات” تتبارى فيها الفتيات في اختيار الأغاني والمهرجانات لفرقعة التريند.
الأولى في الحقيقة هي التي تختار الأغنية الأكثر لفتا للانتباه والمشاهدة وتجيد “تكاتها وحركاتها”، وكأنه حفل تخرج تيك توكي بجدارة. أيهم يجيد الأداء الحركي والغنائي؟
الفاصل في مسألة التخرج التيكتوكي ليس الفتيات ولا المتخرجات مِن مَن لم يتجاوزن حدودهن، الفاصل الحقيقي ليس حتى أسلوب التربية أو البيئة التي نشأت فيها الفتيات “أصحاب الحنة”، الفيصل الحقيقي هو أساتذة كرام سمحوا بمثل هذه الفوضى في تسليم شهادة عليا مقدسة، السماح بمثل هذا الهرج في حضور أسر الخريجين ومصافحة فتاة بعد إنهاء وصلتها الفنية للترفيه عن مدعوين حفل التخرج.
يضعنا ذلك أمام سؤال هام هل نحن في ورطة أخلاقية أم تعليمية؟ هل تحتاج القيم والمبادئ لوقفة جادة؟ أو يحتاج التعليم لها؟ المجتمع الشرقي ذات العادات والتقاليد والعرف الاجتماعي الثابت هل يتزعزع؟
منصة تسلم الشهادة العليا ذات الرهبة والقدسية تشهد أسوأ عصورها، الجامعة بمكانتها بحرمها تحت تهديد “فرحة الشباب” وحرية التعبير.
من يتحمل مسئولية الإساءة؟ ومن يصدر قرار التوقف؟ نحن في انتظار معالجة التدني والانفلات.
التعليم العالي في مواجهة الحزم، التربية في مواجهة “فرحة التخرج التيك توكي”، الدور الأسري في مواجهة الخلل والحفاظ على أمهات الأجيال القادمة.