بركان إتنا يثور.. من يتحمل غضبه؟
بركان إتنا يثور.. من يتحمل غضبه؟
كتبت – نضال حمدي
إلغاء رحلات الطيران في المدينة وتحويل البعض الآخر لمطارات أخرى، هذا ما تشهده جزيرة صقلية في الآونة الأخيرة حيث تعطلت الملاحة الجوية في الجزيرة، الخارجة والعائدة إليها عقب ثوران بركان إتنا.
تم إغلاق مطار كتانيا الدولي بأمر من السلطات، حيث تسبب البركان في سحابة كثيفة من الدخان ارتفعت إلى حوالي 8 كم، ولكن تعود الرحلات بمجرد توقف تساقط الرماد. جبل إتنا يقع على الساحل الشرقي لجزيرة صقلية بإيطاليا، وبركانه هو الأكثر نشاطا في أوروبا خلال الخمس سنوات الماضية. لم تكن هذه المرة الأولى لثورته، ولكن الفارق هذه المرة في وصول حممه إلى القرى المجاورة والتي لم يسبق لها أن حدثت منذ أكثر من قرنين.
وللبركان أكثر من ٢٠٠ فوهة، وتقع على سفحه مدينة كاتانيا التي ينالها الحظ من رماده البركاني، على الرغم من مناطق المشي والتجول الآمنة.
تم تسجيل أكثر من ٢٠٠ انفجار منذ بداية ثوران البركان، وعليه فقد تم إصدار التحذير باللون الأحمر للطائرات تنذر بنشاط بركاني، ولم يتم تسجيل أية إصابات ناجمة عن ثوران البركان رغم رفع مستوى التأهب وحالة الطوارئ القصوى لحماية الأرواح والتصدي للمخاطر من هذه الكارثة الطبيعية.
حالة الثوران الحالية
النشاط الأخير للبركان يعتبر في الحالة الطبيعية فهو الأكثر نشاطا في العالم، وتتفاوت فترات انفجاراته كما حدث أخيرا بارتفاع أكثر من 5 كم وتغطي المنحدر الجنوبي الشرقي بطبقة من الرماد.
بركان إتنا ليس الوحيد فحسب ولكن تشهد إيطاليا حاليا انفجار بركان سترومبولي ويبعد عن السابق بحوالي 180 كم، مما يضع إيطاليا في حالة الاستعداد القصوى. البركان ينذر بخطر وشيك، وقد أثار قلق العديد من الدول، والتي بينت محطات رصد جودة الهواء فيها انخفاض مستويات ثاني أكسيد الكبريت على سطح الأرض خلال فترة نشاط البركان، من بين هذه الدول تونس والذي أكد الخبراء على أن جودة الهواء لم تتأثر بالبركان بتاتا، لكنه قد وجد في درنة وبنغازي بالشرق الليبي ثم تحرك بفعل الرياح إلى طرابلس.
كما أن بركان إتنا لا يعتبر ضمن البراكين العنيفة ولكنه قد يعود للنشاط بصورة أعنف ربما في السنوات القادمة، أما حاليا فقد انتقلت غازاته إلى الصحراء الليبية والمصرية وتلاشت مع الوقت، وأن نسبة تركز الغاز السام ضعيفة جدا وبعيدا عن سطح الأرض ولا يمثل أي خطورة بيئية حاليا.