التاريخ والآثار

الاكتشافات الأثرية تحت مياه النيل في أسوان

بقلم: منة الله محمد

في أعماق النيل العظيم حيث يخفي كنوز الحضارة المصرية القديمة؛ كشفت البعثة الأثرية المصرية الفرنسية المشتركة عن نقوش وصور نادرة لملوك مصر العظماء، مثل تحتمس الرابع و أمنحتب الثالث وبسماتيك الثاني و إبريس. تأتي هذه الاكتشافات لتُزيد خزائن مصر من الآثار، وتُقدم معلومات تاريخية جديدة عن فترات حكم هؤلاء الملوك.

موقع الإكتشاف

تقع النقوش المكتشفة بين خزان أسوان والسد العالي، وهي منطقة غنية بالآثار الفرعونية التي تم إنقاذها خلال بناء السد العالي في ستينات القرن الماضي. وتعد هذه المنطقة من المناطق المميزة ، حيث أنها تحتفظ بآثار من فترات زمنية مختلفة، مما يجعلها كنزًا أثريًا لا ينضب.

تقنيات حديثة لكشف أسرار الماضي

استخدمت البعثة المصرية الفرنسية تقنيات حديثة للوصول إلى هذه النقوش ودراستها، بما في ذلك الغوص والمسح الأثري والتصوير الفوتوغرافي والفيديو تحت المائي، بالإضافة إلى تقنية التصوير المساحي الضوئي (فوتوجرامتري) والرسم الأثري. ساهمت هذه التقنيات في توثيق النقوش بدقة عالية، وتحديد مواقعها، وتكوين صورة شاملة عن حالتها.

أهمية الاكتشافات

تُعتبر هذه الاكتشافات ذات أهمية تاريخية كبيرة، حيث أنها تُقدم معلومات جديدة عن فترات حكم الملوك الذين تم العثور على نقوشهم. حيث يعتبر الملك تحتمس الرابع: اشتهر الملك تحتمس الرابع بانتصاراته العسكرية وإنجازاته العمرانية، وتُعد نقوشه المكتشفة دليلًا جديدًا على عظمته وقوته. بينما الملك أمنحتب الثالث: عُرف الملك أمنحوتب الثالث بعصره الذهبي، حيث شهدت مصر خلال حكمه ازدهارًا ثقافيًا وفنيًا. تُقدم نقوشه المكتشفة لمحة جديدة عن ثقافة وفن تلك الفترة.

وأيضاً الملك بسماتيك الثاني: حكم الملك بسماتيك الثاني مصر خلال فترة مضطربة، لكنه تمكن من تحقيق الاستقرار والازدهار. تُعد نقوشه المكتشفة دليلًا على حكمة الحكيم وقدرته على قيادة مصر في أصعب الظروف. وفي النهايه الملك إبريس: حكم الملك إبريس مصر خلال العصر المتأخر، وهي فترة شهدت مصر العديد من التحديات الخارجية والداخلية. تُعد النقوش المكتشفة مصدرًا هامًا لدراسة تاريخ تلك الفترة.

دراسة وتوثيق النقوش

تعمل البعثة حاليًا على إنتاج نماذج ثلاثية الأبعاد للنقوش المكتشفة ودراستها بشكل دقيق، تمهيدًا لنشرها في مجلات علمية متخصصة. سيساهم ذلك في حماية هذه النقوش من التلف، وإتاحتها للباحثين والجمهور على حدٍ سواء.

مستقبل الاكتشافات

تُشير أعمال المسح الأثري إلى احتمالية اكتشاف المزيد من النقوش والآثار في هذه المنطقة. وتبذل البعثة حاليا مزيد من الجهود ح لضمان استمرار أعمال البحث والتنقيب، بهدف الكشف عن المزيد من كنوز الحضارة المصرية القديمة التي تُخفيها أعماق النيل.

وفي النهاية تُعتبر الاكتشافات الأثرية في أسوان بمثابة شهادة حية على عظمة الحضارة المصرية القديمة، حيث تُقدم هذه النقوش معلومات تاريخية جديدة تُزيد من معرفتنا و فهمنا لتاريخ مصر، وتُشكل مصدرًا إلهامًا للأجيال القادمة.

MEU

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى