فن الأيقونات القبطية
بقلم/آية أحمد حسن
الأيقونةوالجمع الأيقونات ، وهي الصور المقدسة التي ترفع وتعلق على الحوائط والأحجبة في الكنائس والأديرة ، وتلقى عند المسيحيين كل التقديس والتبجيل والتعظيم، حيث تمثل هذة الصور صورة العذراء وابنها الطفل (عليهما السلام)، أو صورة السيد المسيح (عليه السلام)، بالإضافة إلى صور الرسل والقديسين وحواريي سيدنا عيسى (عليه السلام).
وعندما حل السلام القسطنطيني ، وأخذ الفن البيزنطي المسيحي يتطور ، وبدأت توضع له قواعد وأسس تميزه عن الفن اليوناني ، الذي كان يهدف إلى أن مطابقة الرسم للأصل إلي أقصى حد ممكن ، أو الفن القبطي الذي يميل إلي التجريد.
مادة صنع الأيقونة:
وقد صنعت الأيقونات من الخشب الذي توضع عليه طبقة بطانة ثم يرسم عليها ، أو تلصق على الخشب طبقة من القماش الكتاني الذي توضع عليه البطانة ثم يرسم عليها ، وفي بعض الأحيان تصنع الأيقونة من قماش سميك وتوضع عليه طبقة بطانة؛ ثم تنفذ التصويرة عليها باستخدام الألوان المختلفة سواء ألوان التمبرا باستخدام الغراء أو الصمغ مع زلال البيض ، أو الألوان الزيتية التي استخدمت في أيقونات العصر العثماني.
وجاءت موضوعات هذه الأيقونات من الكتاب المقدس حيث تصويرة للسيدة العذراء وهي تحمل الطفل وتقوم برضاعته وعلى جانبيها رؤساء الملائكة ومنهم ميخائيل وسوريال وغبريال وغيرهم. وظهرت الأيقونة في الفن البيزنطي الذي حدد ملامح صورة السيد المسيح (عليه السلام) ، وفرضها على جميع الرسومات التي سماها ب “الأيقونات” ومن هنا رسم المسيحيون الأول صورة معلمهم (المسيح) وفقاً للأسلوب الروماني في التصوير.
ففي دياميس برسقلة بروما نجد رسماً يظهر فيه المسيح شابا حليقا ، يرتدي الزي الروماني ، أي ثوباً ينزل حتى ركبتيه ، ويترك ساقيه عاريتين ، ويحمل كبشا على كتفيه ، ويقف في وسط القطيع تحيط به جنة غناء ، ويسمى هذا المشهد باسم “الراعي الصالح”.
ومن أقدم الأيقونات التي وصلتنا أيقونة موجودة في دير القديسة كاترين بجبل سيناء ، ترجع إلى ق ٧م ، تصور السيد المسيح جالساً على عرش تماماً كالاباطرة ، ففي ذلك الزمان كان المسيحيون يربطون بين سلطة الملك وسلطة المسيح.
فالأول يستمد سلطتة من الثاني لحماية الكنيسة والدفاع عن الإيمان القويم ، وتحيط به الكائنات الأربعة المجنحة التي ترمز إلى الإنجيليين: الأسد والثور والملاك والنسر. هذا وتوجد أيقونة بكنيسة السيدة العذراء مريم (عليها السلام) بحارة زويلة ، والتي كانت مقراً للكرسي البطريركي في القرون الوسطي، ونلاحظ هنا أن الفنان كان حريصاً على إيضاح المفاهيم العقدية والطقسية في الأيقونة. فنجده يرسم السيدة العذراء عن يمين السيد المسيح (علية السلام) ، وذلك تحقيقاً لنبوءة داود النبي (عليه السلام).
ونجد بالأيقونة التاج على رأس السيدة العذراء ؛ لأنها ملكة وكذلك على رأس السيد المسيح ، كما نجد حول رأسها هالة من النور ، ونرى ملاكان يضعان التاج على رأسها وفوق الأيقونة في البرواز الخشبي نجد باللغة القبطية عبارة” شيري ني ماريا”ومعناها: السلام لكي يا مريم”، وهي العبارة المحببة إلى قلب الكنيسة. كما نلاحظ في الأيقونة جمال فن الحفر على الخشب الذي نراه بوضوح ، على جانبي الأيقونة؛ وفي الزخارف الرائعة من صلبان وأوراق الشجر التي نراها في الجزء العلوي.