حقوق الراعي والرعية في الأسلام
حقوق الراعي والرعية في الأسلام
كتبت : إيمان حامد
لقد اهتم الإسلام بشأن المجتمع ووضع الأسس والقواعد لبناء هذا المجتمع وسعى في تحقيق استقراره وثباته ليعيش الناس في طمأنينة وأمن وإن من أعظم الأسس التي يقوم عليها بناء مجتمع قوي متماسك متعاون هو التلاحم بين الراعي والرعية فكلما وجد التلاحم كلما شاعت الرحمة .
لذلك يجب أن نكون على دراية ان هناك حقوق للراعي وايضا الرعية ليعرف كل فرد من أفراد المجتمع ما له وما عليه وكي تكون الحقوق مصانة من قِبل الجميع لأن بيان الحقوق يعني احترامها والتركيز عليها خاصةً أن الحقوق يقابلها واجبات يجب القيام بها على أكمل وجه لذلك فإن حقوق الراعي والرعية لها أهمية كبرى ولا يجوز أبدََا إغفالها أو التغاضي عنها.
عند معرفة حقوق الراعي والرعية يكون قد حققنا توازن المجتمع إن لحقوق الراعي والرعية أهمية عظيمة يجب أن ننتبه إليها كي نمنح كل ذي حق حقه وتنبع أهميتها من أنها تحفظ توازن المجتمع كي تكون حياة أقرب للمثالية ليس فيها ظلم أو تجني وهذا يجعل افراد الجميع يشعرون بالأمان والطمأنينة لثقتهم التامة بأن حقوقهم مصانة ولن تضيع خاصة إذا حافظ الجميع عليها.
كما يجب على الراعي الذي لا يتعدى على حقوق رعيته لا يمكن أن تثور الرعية ضده لأنهم يعلمون جيدََا أنهم أخذوا حقوقهم كاملة غير منقوصة فتنموا المجتمعات بسرعة أكبر ولا يكون فيها إلا كل ما هو جميل لأن المجتمع الذي يعرف فيه الراعي ورعيته حقوقهم وواجباتهم جيدًا هو مجتمع متحضر وراقي يعرف أهدافه جيدََا ويسعى إليها بكل ثقة.
لذلك ينبغي علي الجميع أداء الحقوق لأصحابها دون نقص فيها فالرجل راع في بيته وبين أهله والمرأة راعية في بيتها والموظف راع في عمله لهذا لا يمكن أن يخرج أحد من كونه راعياً أو من الرعية لأن الجميع في مرحلة ما ومكان ما يكونون رعاة ومرعيين ولهم حقوق وواجبات.
فحقوق الراعي والرعية ليست مجرد كلمات تقال ولا جمل تعاد وتكرر دون تنفيذ بل هي أولويات ضرورية لبناء الشخصية المجتمعية التي ترتكز في الأساس على جملة من الحقوق والواجبات والتي لا يجوز التغاضي عنها فالإسلام أمر بأن يكون لحقوق الراعي والرعية اهتمام بالغ وأن تؤدى الحقوق والواجبات على أكمل وجه لهذا من واجب المجتمع أن يعزز في أفراده انتماء كبيرًا جدا تجاه تأدية الواجبات وأخذ الحقوق كي يعيش الجميع بسعادة وهناء وينعمون ببيئة صحية نقية من الحقد والبعد عن كل ما هو سيئ .
حقوق الرعية هي :-
1/ إقامة العدل:-
ينبغي على الراعي أن يقيم العدل بين رعيته وألا قد يميل لأحد على حساب أحد وقد يخلق هذا نوعا من النزاع والشقاق بينهم.
2/ الرفق والرأفة:-
يكون الراعي رؤوف بحال رعيته وأن يرفق بهم وألا يكلفهم فوق طاقتهم وألا يطلب منهم ما لا يستطيعون فعله.
3/ النصح:-
يمكن للراعي أن ينصح رعيته على فعل الخير وأن ينصحهم بسلوك طريق الخير إن ابتعدوا عنه.
4/ الحكم بينهم بشرع الله:-
يحكم الراعي بين الراعية بما أمر به الله سبحانه في كتابه وألا يحيد عن شرع الله.
حقوق الراعي منها :-
1/ النصح له وتبيين الحق بلطف:-
يمكن للراعية أن ينصحوا رعيتهم بفعل الحق بأسلوب لين لطيفٍ مع تنبيهه إلى الأمور التي قد يغفل عنها في بعض الأحيان.
2/ إعانته على الخير:-
ينبغي على الرعية أن تعين راعيها على الخير وعلى القيام بالأعمال الصالحة التي وكله الله بها والعمل على تيسير أموره، وتمكينه من النجاح علماً أن هذا العون يعتبر من سبل التقرب إلى الله.
3/ تأليف القلوب على طاعته:-
على الرعية أن يؤلفوا قلوب بعضهم البعض على طاعة الراعي ضماناً لاستجابة الناس لأوامره.
4/ تعظيم مكانته وقدره:-
يجب على الرعية أن يوقروا الراعي في نفوسهم ويحترموه لمكانته التي منحت له.