الحياة على المريخ.. هل يمكن للإنسان أن يعيش على كوكب آخر؟
الحياة على المريخ.. هل يمكن للإنسان أن يعيش على كوكب آخر؟
كتبت / سلمي محمد
المِرِّيخ أو ما يعرف بالكوكب الأحمر هو الكوكب الرابع من حيث البعد عن الشمس في النظام الشمسي وهو الجار الخارجي للأرض، ويصنف المريخ كوكباً صخرياً، من مجموعة الكواكب الأرضية.
كلمة المريخ مُشتقة من كلمة «أمرخ» أي صاحب البقع الحمراء، ولقب الكوكب الأحمر فسببه لون الكوكب المائل إلى الحمرة أو الاحمرار بفعل نسبة غبار أكسيد الحديد الثلاثي العالية على سطحه وفي جوه.
أبرز أوجه التشابه بين العيش على الأرض والمريخ
الغلاف الجوي
يتشابه كوكباً الأرض والمريخ بوجود غلاف جوي لكل منهما. فالمريخ يمتلك بالفعل غلافًا جويًا حقيقيًا، وهو رقيق بنحو مئة مرة مقارنة بالغلاف الجوي للأرض.
ويتكوّن الغلاف الجوي للمريخ من 95% من ثاني أكسيد الكربون، و0.13% من الأوكسجين. وإذا كنّا لا نستطيع التنفّس بشكل طبيعي على المريخ، إلا أنّه إذا تمكنّا من تحويل هذه الكمية الهائلة من ثاني أكسيد الكربون إلى أكسجين باستخدام النباتات، فقد يتحسّن الأمر.
جداول زمنية مماثلة
يتألف اليوم على الأرض من 24 ساعة، حيث اعتاد البشر وجميع الحيوانات على هذه الدورة المتباعدة بشكل متساوٍ بين النهار والليل. وتم تصميم جداول نومنا لتلائم ذلك، كما أنّ ثقافاتنا مبنية عليها.
أما بالنسبة إلى المريخ، فإنّ مدة اليوم مماثلة لتلك على الأرض بزيادة 40 دقيقة فقط، بحيث لا تُشكّل اضطرابًا كبيرًا.
لكنّ الشيء الرئيس الذي سيكون مختلفًا تمامًا، هو المدة التي تستغرقها السنة. ونظرًا لأن المريخ ليس قريبًا من الشمس مثل الأرض، فإن السنة المريخية تدوم 687 يومًا، أي حوالي ضعف السنة على الأرض (365 يومًا). وبالتالي، ستكون الفصول أطول بمرتين.
الإشعاع المؤين
على عكس الأرض، لا يملك المريخ غلافًا مغناطيسيًا لحمايته من الإشعاع، وهو السبب الذي يجعلنا نواجه صعوبة في الاستقرار على الكوكب الأحمر.
وفي ظل غياب الحماية من الإشعاع، بالإضافة إلى التوهّجات الشمسية المرعبة والأشعة الكونية، يمكن أن تصل كمية الإشعاع إلى معدلات عالية ما يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
سطح أصغر مثل مساحة الأرض
المريخ أصغر حجمًا بكثير من الأرض، ما يؤدي إلى مخاوف محتملة بشأن عدم وجود مساحة كافية للمستعمرات الكبيرة.
ويصبح هذا الأمر أكثر إثارة للقلق إذا تحوّلت الخطة في النهاية إلى انتقال البشرية كلها إلى المريخ.
وبما أنّ المريخ كوكب صحراوي أيضًا، هناك حاجة إلى استخدام المياه لاستصلاح أراضيه.
ومع ذلك، فإن محيطاتنا الضخمة التي تحتوي على المياه المالحة، ليست مفيدة لذلك.
حياة سابقة
إنّ العلماء غير متأكدين تمامًا من أنّ المريخ لم يكن يومًا قابلًا للحياة. ولا يوجد حيوانات أو نباتات على المريخ، لكنّه يضمّ كائنات حيّة دقيقة مثل البكتيريا.
واكتشف العلماء علامات واضحة على وجود غاز الميثان على الكوكب، وهو غاز يمكن أن تُنتجه الحياة البدائية.
درجات حرارة متفاوتة
المريخ هو كوكب بارد نظرًا لبعده عن الشمس وغلافه الجوي الرقيق جدًا بحيث لا يُمكن إيصال حرارة الشمس بشكل جيد.
لكنّه في الوقت نفسه، وبوصفه كوكبًا صحراويًا، يُحاكي الصحارى الموجودة على الأرض ببعض الأشكال الرئيسية.
وتختلف درجات الحرارة بشكل كبير على السطح، فهي باردة جدًا طوال معظم العام، ولا سيما في الليل، حيث يمكن أن تصل درجات الحرارة إلى أقلّ من الصفر.
الجاذبية
الجاذبية على سطح المريخ أقلّ بـ38% فقط مما هي موجودة على الأرض، أي أنك تزن 38% فقط من وزنك الحالي.
وقد يبدو العيش في جاذبية منخفضة ممتعًا للوهلة الأولى، لكنه يبدو أكثر صعوبة، حتى مع مراعاة أشياء مثل الرياح العاتية.
ويصبح الأمر أكثر إثارة للقلق فقط، عندما تدرس تأثيره على أجسادنا، والعقبات التي قد تشكّلها.
تطوّر جسم الإنسان لتحمّل قوة الجاذبية الأرضية. فبعد ثمانية أيام فقط خلال رحلات أبولو الفضائية، كان رواد الفضاء ضعفاء للغاية.
كما يؤدي انخفاض الجاذبية إلى صعوبة عمل نظام القلب والأوعية الدموية بشكل صحيح، مما يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية.
وبالإضافة إلى ذلك، قد تجعل عملية الولادة صعبة أو مستحيلة، نظرًا لحقيقة أنّها آلية تطوّرت لتُلائم جاذبية الأرض.
مياه مجمّدة أو مالحة
يحتوي المريخ على مياه، لكنّها للأسف مجمّدة ومالحة للغاية. وتمامًا مثل محيطاتنا، فإن المياه المالحة ليست مفيدة.
ومع ذلك، على كوكب آخر ليس بالضبط الأكثر ملاءمة للحياة، قد تكون المياه منقذة.
وهناك قدر متزايد من الأدلة على أنّ المريخ كان يحتوي على مياه سائلة ومالحة تتدفّق بالقرب من خط الاستواء منذ 400 ألف عام.
التغلّب على الاختلافات
ربما تكون النقطة الأكثر أهمية حقًا هي حقيقة أن العيش على المريخ قد يكون أكثر واقعية مما ندرك.
النباتات قادرة على النمو
تُمثّل زراعة النباتات على كوكب المريخ تحديًا، وهي أيضًا مهمة ضرورية لبقائنا على المدى الطويل هناك.