مقالات

الجينات الخفية..كيف تؤثر الوراثة على صحتنا وسلوكنا؟

الجينات الخفية..كيف تؤثر الوراثة على صحتنا وسلوكنا؟

 

كتبت / سلمي محمد

 

علم الوراثة هو العلم الذي يدرس الجينات،والوراثة وما ينتج عنه من تنوع الكائنات الحية. وكانت مبادئ توريث الصفات مستخدمة منذ زمنٍ بعيد لتحسين المحصول الزراعي وتحسين النسل الحيواني عن طريق تزويج حيوانات من سلالة ذات صفات جيدة.

 

بدأ علم الوراثة على يد العالم المشهور مندل بدراسة انتقال الصفات الوراثية من الآباء للأبناء ونسب توزيعها بين أفراد الأجيال المختلفة. تعرف هذه الدراسات الآن بعلم الوراثة الكلاسيكي.

 

لكن التقنيات الحديثة سمحت لعلماء الوراثة حالياً باستقصاء آلية عمل الجينات ومعرفة التسلسل الدقيق للأحماض الأمينية ضمن دنا ورنا المادة الوراثية ليقوموا بعد ذلك بربط هذا التسلسل بالمورثات، وقد سمح هذا بإتمام واحد من أضخم مشاريع القرن العشرين: وهو مشروع الجينوم البشري.

 

إن الجينات الوراثية تتحكم في شخصية وطباع الإنسان في كونه شخصا لطيفاً أو شخصاً أنانياً، مما لا ينفى أن يكون الإنسان قد ولد بتلك الطباع والخصال.

 

إن الإنسان لا يكتسب الطباع الحميدة مثل السلوك الحسن والقلب الطيب أو الطباع الخبيثة مثل الكذب والكره والأنانية من الأشخاص المحيطين أو البيئة التى نشأ بها، بل هى خصال قد اكتسبها عبر الجينات الوراثية الخاصة بالأبوين أو أحد الأقارب.

 

وأشارت دراسات علمية سابقة إلى وجود رابط بين هرمونات “الأوكسيتوسين” و “فاسوبريسين” وبين طريقة تعامل الأشخاص مع بعضهم البعض، خاصة في العلاقات شديدة الارتباط ، وقد أظهر هرمون “أوكسيتوسين” إشارات إيجابية حول تعزيز سلوك الأمومة، وقد أجرى الباحثون بجامعتى بافالو وكاليفورنيا في أمريكا دراستهم لتطبيق النتائج السابقة على نطاق أوسع وأشمل لمعرفة هل كان لتلك المواد الكيميائية تأثير في تعزيز بعض السلوكيات مثل لطف الإنسان ووداعته وكونه محبا للتبرع بالأموال لصالح الأعمال الخيرية .

 

وطلب الباحثون من المشاركين الإجابة عن أسئلة تتعلق بمواقفهم تجاه واجب المجتمع المدنى ، مثل واجبهم الأخلاقي في الإبلاغ عن جريمة ، وهل يرون المجتمع مكانا جيداً أو سيئاً ، وحول قيامهم بالأنشطة الخيرية، مثل التبرع بالدم أو الذهاب لاجتماعات مجلس الآباء والمعلمين.

وطلب الباحثون من المشاركين الإجابة عن أسئلة تتعلق بمواقفهم تجاه واجب المجتمع المدنى ، مثل واجبهم الأخلاقي في الإبلاغ عن جريمة ، وهل يرون المجتمع مكانا جيداً أو سيئاً ، وحول قيامهم بالأنشطة الخيرية، مثل التبرع بالدم أو الذهاب لاجتماعات مجلس الآباء والمعلمين.

 

وشملت الدراسة 711 شخصاً تم أخذ عينة من اللعاب الخاص بهم لتحليل الحمض النووى، والتي أظهرت لديهم شكلا من أشكال هرمونات “الأوكسيتوسين و “فاسوبريسين” المتحكمة في سلوك الإنسان.

 

وأظهرت النتائج أن هناك بعض المشاركين لديهم الجينات المتعلقة باللطف والمحبة والطيبة والتي تجعلهم أكثر عرضة لمساعدة الآخرين.

MEU

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى