الأمم المتحدة: 89 ألف امرأة قتلت عمدًا سنة 2022
✍️ روان عبدالعزيز
مَن منا لم يسمع يوماً عن “وأد البنات” و بالقصة الشهيرة “لريا وسكينة”، كما سمعنا عن “السفاح” ومؤخراً سمعنا عن “سفاح الجيزة”، قد تختلف قصة كلٍ منهم ولكن يتفقوا على شيء واحد وهو قتل الأنثى.
إن قتل الإناث حادثة منتشرة منذ قديم الزمن، قد لا نبالغ إذا قلنا أنه منذ بدأ الخلق والخليقة، كما أننا رأينا تفنن كلٍ منهم بطريقة معينة للقتل وإخفاء الجثث حتى إشعار آخر.
وكما اختلفت الطريقة أيضاً اختلف السبب، فمنهم من يقتلها لأنها كانت تمثل عاراً عليهم، وآخر لاحتياجهم المال الذي كان يكمن في المصوغات الذهبية التي يرتديها الضحايا، وآخر بسبب عقدة نفسية عانى منها قديماً.
وبمرور الوقت، وجدنا الأمر يتطور أكثر فأكثر، فقد ذكرت الأمم المتحدة بأن عدد النساء والفتيات اللواتي تم قتلهن بشتى أنحاء العالم في سنة 2022 قد ارتفع إلى نسبة مهولة لم تحدث منذ 20 عاماً. و تم قتل ما يُقارب 89 ألف امرأة وفتاة عمداً، وهذا ما قد ذكرته هيئة الأمم المتحدة للمرأة ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة.
والمرعي في الأمر أنه تم ارتكاب أكثر من نصف هذه الجرائم عدد يُقارب 55٪ من أفراد الأسر أو الشركاء، هذا إذا قارناهم بحوالي 12 في المئة من ضحايا القتل الذكور، وسالف الذكر أن أكثر جرائم قتل هؤلاء النساء والفتيات، بما يقارب 20 ألفاً في أفريقيا و تليها آسيا.
وختاماً، فقد صرحت غادة والي، المديرة التنفيذية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، في بيان : “إن العدد المقلق من جرائم قتل الإناث هو تذكير صارخ بأن الإنسانية لا تزال تتصارع مع أوجه عدم المساواة المتجذرة والعنف ضد النساء والفتيات”.
وحتى اليوم مازلنا نرى قصص غريبة تقشعر لها الأبدان، ويشيب لها الرأس، للقتيلة وسبب قتلها، إن القتل عمداً لهو من أبشع الأمور إجراماً بالحياة، وجدير بالذكر أن الإنسان قبل أن يقتل جثيم آخر، قد قتل نفسه ودينه وقلبه وأخلاقه قبلها.
ولكن إذا أردنا ذكر الحق فلا أحد يستحق أن يُعاقب هذا العقاب على يد رفيقه أو حبيبه أو قريب له، فقد خُلقت العدالة حتى تقرر بالأدلة والبراهين مَن يستحق هذا العقاب المُفجع.
وقد قال الله -عز وجل- في كتابه العزيز عن جريمة القتل العمد..
– { وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُۥ جَهَنَّمُ خَٰلِدًا فِيهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُۥ وَأَعَدَّ لَهُۥ عَذَابًا عَظِيمًا} سورة النساء.
– {فَطَوَّعَتْ لَهُۥ نَفْسُهُۥ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُۥ فَأَصْبَحَ مِنَ ٱلْخَٰسِرِينَ}سورة المائدة.
-{وَكَذَٰلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَٰدِهِمْ شُرَكَآؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا۟ عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} سورة الأنعام.
– {وَلَا تَقْتُلُوا۟ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِى حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلْحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِۦ سُلْطَٰنًا فَلَا يُسْرِف فِّى ٱلْقَتْلِ إِنَّهُۥ كَانَ مَنصُورًا} سورة الإسراء.
{صدق الله العظيم}
والكثير والكثير من الآيات القرآنية التي نهانا عن القتل العمد، خاصةً إذا كان القتيل مظلوماً، فحسابه عسيراً مع الله -سبحانه وتعالى-، إن ذنب القتل أمراً ليس بالهين أبداً ولا يجب مهما تأزمت الأمور أن نقع تحت وطأة هذه الجريمة.
إقرأ أيضاً:-
العنف ضد المرأة ظاهرة مروعة يجب محاربتها