مابين خضر وخلدون وكواليس وتفاصيل استثنائية وحوار خاص مع مايسترو الدراما العبقري طارق لطفي
حوار- كريمة عبد الوهاب
لا يعيش حياة النجومية على الإطلاق، فالبساطة والتواضع سبب حب الجمهور له إلى جانب طلته على الشاشة وموهبته الفذة، ورغم أن حياة النجوم تمتاز بالشهرة والأضواء إلا أنه يكتفي بأن يقدم عمل فني جيد للجمهور على الشاشة وغير ذلك لا نجده حاضرًا في المهرجانات أو الفعاليات، وعلى السوشيال ميديا فهو بعيدًا كل البعد عن التريند وكل ما هو مثير للجدل، أما حياته الخاصة فتمثل خط أحمر فمن الصعب أن تجد صورة له مع أبنائه أو صورة لأسرته، و بأداء غير متوقع، استطاع الفنان طارق لطفي تحقيق نجاح باهر في شهر رمضان الماضي عن طريق دوره في مسلسل العتاولة، فقد قام بدور الشرير الشعبي صاحب الطلة الهادئة ج.
ومن خلال حوار رؤية وطن معه أعدك عزيزي القارئ أن تستمتع معنا بكلماته وردوده على اسئلتنا التي تكاد من فرط صدقها أن تسمعها بصوته الرخيم الهادئ المعروف لنا جميعا و المحبب إلى النفس ومن خلال سطورنا القادمة عرفنا الكثير عنه .. كيف كانت بدايته والتحديات التي واجهته وتفاصيل وكواليس شخصية خضر في مسلسل العتاولة وكيف غامر بدخول أجواء المسلسلات الشعبية التي لم يتوقع أحد أن تكون مجال لفنان عرف عنه دائما الابتعاد عن هذا الجانب وغيرها من التفاصيل.
كيف كانت بدايتك في عالم التمثيل، وما هي أبرز التحديات التي واجهتك في بداية مشوارك؟
بدأ الموضوع منذ وقت طويل جداً عندما كنت طالب في المرحلة الإعدادية والثانوية واشتركت في مسرحيات في قصر ثقافة الريحاني مع المخرج الكبير مراد منير وهذه كانت بداية المشوار وقد واجهت الكثير من التحديات وذلك لأنني منذ البداية اريد الحفاظ على نفسي وتقديم ما أريده ولست على عجلة من أمري فكانت هذه أكبر التحديات بالنسبة لي وفي بدايتي كان المخرجين يفضلون حصر الممثلين في أدوار معينة لكي يضمن النتيجة وذلك كان تحدي بالنسبة لي لكي أخرج من التكرار والقوالب الذي من الممكن أن يضعوني بداخله.
ما هو الدور الذي تعتبره نقطة تحول في مسيرتك الفنية، ولماذا؟
الكثير من الأدوار ولكن ممكن أن نذكر صعيدي في الجامعة الأمريكية و دماء على الاسفلت والحقيقة والسراب كان نقطة تحول وكذلك عملي مع المخرج محمد سامي أيضاً فدائماً ما تواجهنا نقط لكي نعبر ونثبت للناس أننا نستطيع فعل ذلك وذلك وتحدث عملية الدهشة فقد اكتشفت أن الدهشة شئ مهم للغاية في مهنتنا.
كيف تستعد لأداء شخصياتك، وما هي العملية التي تتبعها للدخول في تفاصيل الدور؟
بقرأ دوري كثيراً جداً ثم اترك خيالي يعمل مع تفاصيل كثيرة أتفق بها مع المخرج والمؤلف فأكون له تاريخ وشكل وطريقة كلام ونبرة الصوت وحركة اليدين والكثير من الأشياء.
من هو المخرج الذي تحب العمل معه دائماً، وما هي الأسباب؟
الكثير من المخرجين كما أنني أحب المخرجين الشباب فأنا أحب التجارب الأولى مع الأشخاص الموهوبة لأنهم يحاولون إثبات ذاتهم فيكونوا منتبهين للعمل ولكنني ليس لدي مخرج معين، فأنا أحب العمل مع جميع الموهوبين وهناك مخرجين صغار لا أعرف عنهم شئ مهتم للغاية بالأشخاص الجديدة فأنا أرى أعمالهم ومشاريعهم، وعملي القادم مع مخرج جديد.
ظهورك حليق الرأس في “العتاولة” أشبه بالمغامرة.. من صاحب الفكرة؟
كانت فكرتي أنا أن احلق شعري تماماً ولم أكن أريد حلقه بالكامل ولكن عندما أجريت التجارب مع أحمد خالد وجدنا أنه من الأفضل أن يتم حلقه بالكامل.
البعض يرى أن خضر هو محور الشر في المسلسل.. ما تعليقك؟
بالطبع هو محور الشر وذلك لأنه المحرك لكل الأحداث فهو من يدفع للسر طوال الوقت كما أنه وقف التحدي للأطراف الأخرى فهو محور من محاور الشر في المسلسل.
ما الذي جذبك لقبول الدور في مسلسل “العتاولة”؟
الذي جعلني أقبل بذلك الدور أنه جديد بالنسبة لي فلم أقم بدور شعبي من قبل وكنت أتمنى تأدية دور شعبي بشكل مختلف تماماً عن كل ما يقدم.
كيف كان التعاون مع الفنان أحمد السقا؟
السقا صديقي وحبيبي وعشرة عمر، برتاح للغاية معه وليس فقط في العمل فعلاقتنا منذ سنوات طويلة.
صوت الشخصية مختلف أيضًا كيف حافظت عليه رغم أن ذلك مرهق جدًا على الممثل؟
أحاول أن يكون لكل شخصية تون صوت وطريقة أداء خاصة بتلك الشخصية وليس مرهق ذلك بالنسبة لي فهو ليس مفتعل لكي يرهقني ولكن أشعر أن كل شخصية تختار أدواتها
كيف كانت أجواء كواليس التصوير مع طاقم عمل مسلسل العتاولة؟
كانت الكواليس ممتعة بدايةً من المخرج أحمد خالد فهو من ألطف المخرجين الذين أعمل معهم والسقا أخويا وصديق عمر لي وانضم لنا باسم وكان اكتشاف كبير للغاية وزينة كانت من ألطف الشخصيات ومي كساب أيضاً فهي بمثابة أخت لنا تهتم بأمورنا.
هل يحتمل مسلسل العتاولة جزءًا ثانياً؟
بالتأكيد يحتمل جزءاً ثاني وثالث أيضاً.
ما أكثر شخصية أرهقتك قمت بها؟
كل الشخصيات بشكل أو بأخر ولكن من أصعب الشخصيات التي قمت بأدائها كانت خلدون في جزيرة غمام فهي شخصية لا أستطيع أن أجد لها تاريخ فلم يتطرق لها أحد من قبل ولذلك كان يجب عليّ أن أقوم بأدائها من البداية حتى النهاية وأحافظ عليها بهذا الشكل
هل أثرت عليك شخصية حتى أنك وجدت صعوبة في الخروج منها؟
ليس بدرجة صعوبة الخروج منها ولكن اكتسب من الشخصية التي أؤديها بعض الأشياء أثناء التصوير حيث يتكلم خارج التصوير مثلما تتكلم الشخصية أحياناً ويستخدم مفرداتها ويتكلم بطريقتها أحياناً ولكن مسألة الخروج من الشخصية نفسها أمر لم يواجهني.
ما أكثر شخصية قدمتها وتشبهك في الحقيقة؟
كل الشخصيات التي قمت بأدائها بها جزء مني ولكن الأقرب في تعاملي مع أسرتي كان في الحقيقة والسراب.
ما القضايا التي ترى أنها من المهم مناقشتها على الشاشة؟
قضايا كثيرة للغاية فهو حمل كبير جداً على الفنان أو المثقف عموماً ان يحتك بمجتمعه ويناقش قضاياه ويطرحها سواء على المستوى الاجتماعي أو السياسي أو حتى الديني على الرغم من أن هناك قضايا يكون من الصعب المناقشة بها ولكن أنا ليس لدي ذلك فعندما أجد نص جيد جداً مكتوب ومفيد جداً بشتغل فوراً بلا خوف.
كيف ترى تطور السينما والتلفزيون في مصر في السنوات الأخيرة؟
الحقيقة أن التطور كبير جداً في كلاهما بسبب ظروف أحداث يناير فقد أثرت جداً على السينما فأتجه السينمائيين للمسلسلات وأصبح لدينا مديرين تصوير أهم ومصورين أهم ومخرجين مختلفين يفكرون في المسلسل التليفزيوني مثل الفيلم وهذا لا يعني أننا لم يكن لدينا مخرجين تليفزيون عظام بالعكس ولكن أصحاب السينما بمعداتهم أضافت للمسلسلات وأيضاً الأموال وصناعة الترفيه التي أضيفت للسينما أدت إلى تطور ونقلة كبيرة سواء في المسلسلات أو الأفلام.
ما هو الدور الذي تلقيت عنه أكثر ردود فعل إيجابية من الجمهور، وكيف أثر ذلك على حياتك المهنية؟
الكثير من الأدوار خلال السنوات الأخيرة فدائماً ما يكرمني الله ويكافئني الجمهور عليها.
هل تحب تجربة الإخراج أو الإنتاج في المستقبل، ولماذا؟
ليس لدي تجارب في الإخراج أو الإنتاج فأنا ممثل.
ما هي النصيحة التي تقدمها للشباب الذين يرغبون في دخول مجال التمثيل؟
حب تلك المهنة ولا تتناول ولا تستسهل وأصبر فهو سلاح صعب فالصبر سلاح قاتل ولكن نتائجه مبهرة.
كيف تحافظ على التوازن بين حياتك المهنية والشخصية؟
لا أقوم بعمل أي شئ في حياتي غير ذلك ولذلك يحدث هذا بشكل أو بأخر وأحياناً حياتي المهنية تأتي على حياتي الشخصية ولكن بقدر الإمكان أحاول تعويض هذا فلا اتواجد في برنامج أو ندوة فعندما لا يكون لدي عمل أجلس مع أبنائي وزوجتي وأسرتي لكي اعوضهم عن فترات غيابي.