فريد النقراشي لرؤية وطن.. بعدت عن الفن للتركيز على التدريس وحالياً يقتصر دور الفن في الترفيه فقط
كتبت- كريمة عبد الوهاب
فنان له من اسمه نصيب فهو فريد من نوعه فى قدرته على تجسيد أدوار متنوعة، وهو فريد فى أدواره فاستطاع تجسيد أشخاص البطاركة والقديسين، فريد فى إلمامه بأدوات التمثيل حتى استطاع أن يكون من كوادر تدريس التمثيل وفريد فى تفكيره ليستطيع استغلال قدراته التمثيلية أن يجعل منها رسالة إنسانية من خلال قناته على اليوتيوب فهو الفنان الدكتور فريد النقراشى وليس من المبالغة أن نشير بهذا المنطق الفريد للتعرف على أحد أهم الفنانين المؤثرين في مجال التمثيل ذو الشخصية المتميزة ، هو الفنان صاحب الرسالة.
وخلال حوار رؤية وطن معه عرفنا كيف كانت بدايته في عالم الفن ولماذا تراجعت أعماله وكيف يتعامل مع النقد السلبي وغيرها من التفاصيل وإلى نص الحوار
كيف كانت بدايتك في عالم الفن؟
كانت بداية تقليدية للغاية في مسرح المدرسة ثم عندما أصبحت في الثانوية العامة أصبح هناك الثقافة الجماهيرية ثم بعد ذلك مسرح الجامعة وهكذا.
من هم الفنانون الذين تأثرت بهم في مسيرتك الفنية؟
جميع الفنانين الجيدين والسيئين قد استفدت منهم والسئ قبل الجيد وذلك لأنني لم أرتبط بأي شخص ولم أتخذ أي شخص مثل أعلى ولكنني استفدت من الجميع وتعلمت من أخطاء البعض واستفدت من مميزات البعض.
هل يمكنك أن تخبرنا عن العملية الإبداعية التي تتبعها عند البدء في عمل فني جديد؟
عندما ألتحق بأي عمل فني، هناك مجموعة من الخطوات التي يجب أن أنفذها مثل دراسة السيناريو بشكل تحليلي ثم بعد ذلك أبدأ في البحث عن نموذج مشابه للشخصية التي سأقوم بأدائها من الحياة شخص حقيقي على معرفة به ثم بعد ذلك أضع سمات وأبعاد الشخصية ثم ابدأ بعد ذلك في مراحل تجسيد الشخصية فتتحول من مجرد أفكار على الورق إلى شخصية حقيقية وتبدأ بعد ذلك في العمل على مشاعر تلك الشخصية وأفكارها وتعبيراتها الخارجية الخاصة بلغة الجسد وروحها.
بدايتك الفنية شهدت إنطلاقه قوية مع كبار النجوم، لكن بعد ذلك حدث تراجع في عدد أعمالك وظهورك.. ما السبب؟
بالفعل كانت بدايتي مع عدد كبير من النجوم وكذلك الأعمال المهمة وبعد ذلك حدث التراجع وندرة في الظهور وذلك لأنني تفرغت لفكرة التدريب والتدريس فأنا أعمل دكتور جامعي في كلية الآداب جامعة حلوان قسم علوم المسرح كما أنني أدرس في جامعة بدر كلية علوم السينما والمسرح، فأنا مهنتي الأساسية أستاذ تمثيل وإخراج بالإضافة إلى كوني مدرب تمثيل وهو الجانب الذي أخذ مني مجهودي الأكبر.
ما هي الرسالة التي تحاول إيصالها من خلال أعمالك الفنية؟
الوعي فقد كان هناك رواية مهمة لأستاذ توفيق الحكيم تسمى عودة الوعي ونحن نحتاج لذلك أن نعود للوعي بمعنى الفهم والعلم والإدراك والوعي هو الذي يرشدني للفعل الصحيح ولذلك أعتقد أن أهم هدف ممكن أن يقدمه أي عمل درامي أو تليفزيوني أو سينمائي هو أن يوقظ المشاهدين
كيف ترى تأثير الثقافة والتاريخ المصري على أعمالك الفنية؟
أرى أنه ضلع أساسي جداً وذلك لأنني مغرم بالثقافة المصرية وعلى الأخص الثقافة المصرية القديمة من القدماء المصريين لعصورهم المختلفة وهي بالنسبة لي هواية أعشقهم فأعتقد أنا لها تأثير ضخم جداً على اختيار الأدوار وتناولي لها.
ما هو العمل الفني الذي تعتبره نقطة تحول في مسيرتك الفنية، ولماذا؟
تعتبر هذه الأعمال مهمة بالنسبة لي على مستوى السينما فيلم ال AUC وعلى مستوى الدراما المسيحية كان فيلم نسر البرية وهناك العديد من الأعمال المهمة التي عملت بها ولكن أعتقد أن هذين الدورين تركوا بصمة قوية عند الشارع المصري.
هل تفضل العمل بأساليب وأدوات فنية معينة؟ ولماذا؟
طبعاً أفضل العمل بأساليب وأدوات فنية معينة بعدها يخصني بشكل شخصي أو أصبح أسلوبي الخاص الذي أعمل به فبالإضافة إلى مناهج التمثيل المعروفة فأنا لدي طرقي وعلاقاتي الخاصة بالشخصيات التي أقدمها فيجب أن يكون هناك درجة كبيرة من الحميمية والعشرة وليست المعاشرة فتتحول الشخصية وكأنها أحد أقاربي أو أصحابي وذلك لكي اتعرف عليه وافهمه وادرسه وأيضا يعرف روحه بشكل متعمق وذلك بالنسبة لي شئ مهم للغاية.
كيف تتعامل مع النقد الفني؟ وهل هناك نقد معين ساعدك في تطوير مهاراتك؟
إنني أحب النقد الفني ولكني أتصور أننا أصبحنا في زمن لا نحب فيه النقد الفني بل نحاربه وأصبح النقد الفني لدينا فاقد لهويته وشكله الحقيقي العلمي فيجب أن يحتوي النقد الفني على إيجابيات وسلبيات وليس إيجابيات فقط وبالتالي عندما اقرأ مقال يسمي مقال نقدي وهو في النهاية يمتدح ذلك العمل فقط فأنا أعتقد أنه أصبح مقال احتفائي بالعمل وليس مقال نقدي وأيضاً أن أعرف لماذا ذلك الأمر إيجابي ولماذا ذلك الأمر سلبي وذلك هو دور النقد أن يشرح لي كفنان لماذا يقول على ذلك جيد وعلى ذلك سئ فيجب أن تكون الأشياء مفهومة ومشروحة لي وذلك لأن الناقد شخص دارس وفاهم في مهنته فيرشدني كممثل لكي أطور من أدواتي فإذا حدث ذلك يكون شئ رائع وإذا لم يحدث ذلك أعتبره أصبح مقال صحفي عادي وليس متخصص.
كيف ترى دور الفن في المجتمع؟
أعتقد أننا بعدنا عن دور الفن في المجتمع بشكل كبير فالدور الذي كان يلعبه الفن مثل فيلم أزمة شرف وفيلم أريد حلاً والأفلام التي غيرت في قوانين وتوجهات المجتمع، نحن أصبحنا لا نقدم ذلك، فدور الفن الآن يتواجد في الترفيه فنحن نقدم فن فقط للتسلية
هل هناك نصيحة تود تقديمها للفنانين الشباب الذين يطمحون لدخول عالم الفن؟
إذا كان هناك نصيحة تقدم للشباب الذين يريدون التمثيل أن يقوموا بالدراسة جيداً جداً فيجب أن يكون ما يقدمونه قائم على فهم ووعي وعلم وليست مجرد أشياء انطباعية ، ولذلك الدراسة شئ مهم للغاية.
ما هو أكبر تحدٍ واجهته في مسيرتك الفنية وكيف تغلبت عليه؟
فكرة الفوضى والعشوائية وعدم النظام واللخبطة وللأسف لم انتصر على تلك الأشياء حتى الآن فمشكلتي دائماً حالة اللخبطة والا نظام وهي أنني أعمل بمناخ لا يوجد به سيستم وهذا يتعارض مع فكرة الإبداع.
أيهما أقرب إلى قلبك العمل في المسرح أم الدراما أم التليفزيون؟
أقرب الأعمال لي هو الدور الجيد في العمل الجيد أياً كان موقعه مسرح او تلفزيون أو سينما، فممكن أن يكون افضل من ناحية المال أو الشهرة ولكن فنياً يكون حسب الدور وعناصر العمل نفسه.
بعدك عن الساحة الفنية وتركيزك أكثر في مهنة التدريس.. هل ذلك كان مقصودا؟
تركيزي على التدريس وتأليف الكتب فأنا امتلك اكثر من كتاب خاص بفن الممثل ومازالت مستمر في الكتابة والنشر فهذه منطقة مهمة وفارغة وتحتاج عمل كبير فيها ولذلك أنا توجهت لها وركزت عليها.
ما هي المشاريع المستقبلية التي تعمل عليها حالياً؟
لدي الكثير من الأشياء خلال الفترة القادمة فهناك فيلم معروض عليّ وأيضاً مسلسل ومسرح وكل تلك الأشياء في طور التحضير.