الذكاء الاصطناعي : بين الواقع والخيال
الذكاء الاصطناعي : بين الواقع والخيال
كتبت : أميرة رجب
بحث الإنسان منذ فجر الحضارة عن اختراع يمكنه محاكاة العقل البشري في طريقة تفكيره، حتى جاء عام 2018 وتحول الحلم إلى حقيقة، إذ خرج الذكاء الاصطناعي من مختبرات البحوث وأصبح واقعاً ملموساً، فقد غزا الذكاء الاصطناعي عالم التكنولوجيا الحديثة وأصبح جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وبقي السؤال الذي شغل العديد من الناس: هل ستحل الآلة مكان البشر؟ وهل سيتم التحكم فينا بواسطة الذكاء الاصطناعي؟ في هذا المقال، سنتناول الفرق بين الذكاء الاصطناعي في الواقع والخيال.
ما هو الذكاء الاصطناعي؟
الذكاء الاصطناعي هو مجال علم الكمبيوتر الذي يتمتع بالقدرة على التعلم، والإدراك، والابتكار، وحل المشكلات المتعددة بطريقة تجعله يحاكي القدرات الذهنية للبشر، وقد تطور الذكاء الاصطناعي بشكل هائل، حيث أصبح يُستخدم في حياتنا اليومية بطرق متعددة.
استخدامات الذكاء الاصطناعي
التعليم
يساهم الذكاء الاصطناعي في تحسين كفاءة المعلمين، وإتاحة فرص تعلم جديدة مثل التعلم عن بُعد والتعلم الذاتي، كما يساعد في التقييم الفوري للطلاب، مما يسهم في معرفة نقاط القوة والضعف لديهم.
الرعاية الصحية
يُستخدم الذكاء الاصطناعي في تطوير الأدوية، وتشخيص الأمراض، وتحليل الصور الطبية، مما يساعد في تقديم رعاية صحية أفضل وأكثر دقة.
خدمة العملاء
يستخدم الذكاء الاصطناعي للرد على العملاء على مدار الساعة، وتقديم إجابات فورية تساعدهم في حل مشكلاتهم بسرعة وفعالية.
الصناعة
يُستخدم الذكاء الاصطناعي في تحسين العمليات الداخلية مثل خطوط التجميع والإنتاج وتتبع المنتجات،فأصبح قراءة الباركود قائمه بشكل أساسي على AI وأحد الأمثلة على ذلك هو برنامج RapidRx، الذي تم تطويره بواسطة TrackTraceRx، وهي شركة رائدة عالميًا في مجال تتبع المنتجات.
ماذا عن استبدال البشر بالذكاء الاصطناعي؟
في عشرينات القرن الماضي، ساهم الخيال العلمي في خلق مخاوف بخصوص الذكاء الاصطناعي، في بعض الروايات والأفلام مثل فيلم “Metropolis”، تم تصوير الآلات ككيانات ذات وعي وذكاء وقوة قادرة على التفوق على البشر والتحكم في العالم، وتصويرها كعدو شرس للبشرية، ولكن الواقع مختلف تماماً؛ فالآلات ليست قادرة على التفكير الذاتي أو الإدراك والتفكير الإبداعي.
بالنسبة للتساؤلات حول ما إذا كانت الآلة ستحل محل البشر، وهل ستسيطر الآلة على البشر؟
الإجابة: لا
حيث قال عالم الرياضيات الحائز على جائزة نوبل، روجر بنروز، إن الإدراك ليس عملية حسابية وإن العقل لا يشبه برامج الكمبيوتر كما إن الآلات والبرامج بعيدة كل البعد عن الذكاء البشري، فهي تنفذ أوامر الخوارزميات التي يضعها الإنسان دون أي إدراك لما تفعله.
على سبيل المثال، يمكن لـ Chat GPT أن يجيبك على معظم الأسئلة التي تطرحها عليه، وعند استخدامك له ستشعر بمدى تطور وذكاء الآلة، ولكن عندما تفهم آلية عمله، ستدرك أنه يجمع لك كل المواضيع المتعلقة بسؤالك عن طريق خوارزمية ذكية جداً، ولكنها ما زالت من صنع البشر.
القلق الأساسي من الذكاء الاصطناعي هو أن الآلات قد تتسبب في البطالة وفقدان العديد من الوظائف، خصوصاً الوظائف الروتينية، ولكن يبقى الإبداع ميزة ينفرد بها البشر، ولا تستطيع أي آلة أن تنافس البشر فيها.
التحدي القادم: هل ستتحول البشرية إلى شبه آلات؟
تسعى شركات التكنولوجيا إلى خلق عالم وهمي مثل النظارات الافتراضية VR، التي تجعل الفرد يدخل عالماً وهمياً خاصاً به وينفصل عن الواقع الذي يعيشه، مما قد يتسبب في عزلة اجتماعية ويحد من التضامن بين البشر والذي كان سبب رئيسي لبقاء الإنسان .
في نهاية المقال رغم غموض مستقبل الذكاء الاصطناعي، إلا أن الواقع يبرز بوضوح أهميته الكبيرة للبشرية كأداة قوية تساعدنا في مختلف مجالات الحياة، وبالنسبة للتخوفات من أن الآلات ستحل محل البشر، فلا يوجد خطر حقيقي من هذه التقنية، بل أن التهديد الفعلي يأتي من البشر أنفسهم وكيفية استخدامهم لهذه الأدوات بشكل مسؤول وأخلاقي.