
التحديات الاجتماعية التي تواجه الشباب في العصر الحديث
التحديات الاجتماعية التي تواجه الشباب في العصر الحديث
كتبت/ روان عبدالعزيز
فترة الشباب هي الفترة التي يستطيع فيها المرء أن يبني حياته، ينجح، يعلو، يزدهر و يسعي لتحقيق أحلامه، هكذا يظن البعض أو هكذا الخيال والأحلام التي توجد بداخل عقولنا.
ولكن في الواقع..
هذا ليس صحيح كلياً، فالحياة هي مجموعة من الدرجات التي نصعد عليها واحدة تلو الأخرى حتى نستطيع تحقيق أحلامنا المتاح تحقيقها، والتي تؤجل لحين إشعار آخر والتي تحلق في السماء وتظل قيد الأحلام لصعوبتها وصعوبة تحقيقها.
في مرحلة الشباب تواجهنا الكثير والكثير من التحديات التي تعيق من تحقيق أحلامنا حتى نعلو، ومن ضمن هذه التحديات :
البطالة :
بالطبع البطالة مشكلة منذ قديم الأزل ونحن نعاني منها، وهذا له العديد من الأسباب كالزيادة السكانية مثلاً وعدم انتظام سوق العمل مع عدد الخريجين من الجامعات والمعاهد، فعدد الخريجين يتخطى عدد الوظائف المتاحة التي تناسب الشباب و مؤهلاتهم و مستواهم التعليمي، بالإضافة للمشكلات الاقتصادية التي تقع تحتها البلد منذ فترة ليست قليلة.
الانفتاح الثقافي والتطور التكنولوجي:
الكثير من الشباب يبحث عن الحرية وعن التصرف بدون راجع له وهذا ما يجده بصورة كبيرة في الدول المتحررة التي تعطي الشخص الحرية في فعل كل ما يريد دون حساب أو ما هو الصواب من الخطأ، وبسبب التطور التكنولوجي الذي جعل العالم قرية صغيرة والذي قد سَهّل الاطلاع على ثقافات العالم، أحدث خلل في الانتماء و اضطراب لدى الشباب يجعلهم يتسائلون لأي هَّوية أنتمي؟
الحالة النفسية :
منذ فترة كبيرة نجد الفئة الشبابية تعاني من أمراض أو اضطرابات نفسية كبيرة كالاكتئاب والقلق الدائم واللجوء أحياناً إلى الانتحار، وهذا يعود إلى الشعور دائماً بالضغط على أكثر من مستوى منذ فترة تعليمه حتى وصلوا لمرحلة العمل فيجدوا مشكلات كبيرة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية وغيرهم، بالإضافة لإحساسه بالعجز و عدم فعل شيء ناجح له وهذا يزيد من الحالة الغير جيدة على الإطلاق، فأحياناً كثيرة نحتاج للشعور بالدعم والمساندة من الآخرين حتى نستطيع المواصلة في الحياة ومواجهة صعوباتها.
المشكلات الصحية :
الكثير من الشباب يهمل حاله وصحته ولا يلتفت لها، فيظل هائماً على وجهة في طرقات الحياة حتى يُفاجئ بإصابته بمرض خطير أو مُزمن أو في مرحلة متأخرة من علاجه وهذا لإهماله في ذاته منذ البداية، وقد قامت الدولة المصرية في السنوات الأخيرة بإطلاق العديد من المبادرات الصحية للفحص والتعرف على الفرد وصحته حتى نحاول تفادي المشكلات الأخطر في المستقبل -بقدر الإمكان-، فالموت انتشر بشكل مُفاجئ بصورة كبيرة بين الشباب -حفظكم الله جميعاً- .
التخطيط الغير جيد للمستقبل :
فالكثير من الشباب يقع في هذه الكبوة، وهي أنه يعيش على الحياة الروتينية يظل يدرس طوال فترة التعليم على أمل أن بمجرد التخرج من الجامعة أو المعهد سيلتحق بوظيفة حكومية وينتهي الأمر، ولكن ليت الأمر بهذا اليسر فكانت حُلت معظم مشاكلنا.
فالأمر يتطلب مننا بعض المجهود والعمل والتفكير والتدريب على النفس وتنمية مهاراتنا والتفكير خارج الصندوق، حتى نجد حلول لمشاكلنا التي تتعاظم مع الوقت، نحن في عصر السرعة والذي يتطلب مننا التفكير والتنفيذ بسرعته حتى لا يسبقها قطار الحياة ونجد أننا مازلنا في أماكننا ولم نحقق أي هدف في حياتنا.
الاضطراب الأسري :
إن الأسرة هي أهم عوامل الحياة وهي الدعم الأول والأكبر في حياة الشباب والذي يساعدهم على التقدم والتطور، بتشجيعهم و مساندتهم و دعمهم الكامل لأبنائهم، ولكن الذي يحدث هو أن مؤخراً تزايدت بشكل ملحوظ حالات الطلاق في المجتمع المصري بالأخص، مما ينتج أطفال وشباب غير سوية نفسياً وغير قادرة على السير في الحياة بشكل صحيح.
“ليت الشبابُ يعودُ يوماً”، مقولة شهيرة تُذكر كثيراً من جيلنا الأكبر، وعلى قدر صحتها فهي موجعة، فلن يعود الشباب يوماً مهما تمنينا، لذا لا تكن ممن ينتظروا مرور الزمن ويعودوا يتحصرون على ما فات، ابني نفسك الآن، وقوّمها، وثابر وصابر حتى تحقق ما تتمنى، فالحياة رحلة شاقة وعلى قدر شقائها ممتعة، فاستمتع برحلتك.