التعليم عن بعد بين التحديات والفرص في العصر الرقمي

كتبت: إيمان قاسم

أصبح التعليم عن بعد جزءًا أساسيًا من النظام التعليمي العالمي، في عصر التكنولوجيا الرقمية حيث يوفر فرص تعليمية للجميع دون التقيد بالحدود الجغرافية، ويعد جزء من تطور التعليم ليصبح أكثر مرونة وشمولية.

تعريف التعليم عن بعد

إن التعليم عن بعد هو الطريقة التي يمارس بها المعلم وظيفته مع تلاميذه عبر الانترنت، وسمي عن بعد لوجود مسافة أو حواجز بين الطرفين مع توافر عناصر العملية التعليمية المتمثلة في المادة والمنهج، والمعلم والطلاب ومقاعد مع وجود وسائل الاتصال، لكن التواصل لا يكون مباشر لأنه يتم عبر شبكة الإنترنت.

أهمية التعليم عن بعد

في ظل التطور التكنولوجي المستمر تبرز أهمية التعليم عن بعد كحل لمواجهة القيود والتحديات في التعليم التقليدي، وفي عام ٢٠٢٠ تحديدّا في جائحة كورونا تجلى أهمية ومزايا التعليم الإلكتروني والذي تجاوز القيود الجغرافية والزمنية.

المرونة

يوفر التعليم عن بعد المتعلم المرونة في اختيار الوقت والمكان المتعلم دون التقيد بالمكان الجغرافي أو الوقت، حيث يتيح التعلم عبر الإنترنت المتعلم إمكانية التعلم الذاتي في أي وقت واختيار الوسيلة المناسبة سواء عن طريق الهاتف أو الكمبيوتر.

توفير الجهد والوقت

في نظام التعليم التقليدي يضطر الطالب إلى قضاء ساعات في وسائل المواصلات للذهاب للمدرسة أو الجامعات أو أماكن التدريب، باستخدام الانترنت في التعلم يوفر الجهد في التنقل والوقت في الدراسة، فبإمكان المحاضر أو المعلم تعداد محتوى تعليمي جذاب قائم على الصور والفيديوهات.

التوازن بين العمل والتعلم

يساعد التعليم عن بعد العاملين في إكمال دراستهم أو التعلم الذاتي أو الاستزادة، مقارنة بالتعليم التقليدي الذي يؤثر على جودة العمل أو على الدراسة فإن التعليم عبر الانترنت يحقق للعامل التوازن بين العمل والتعلم ويمكنه من متابعة كلاهما في نفس الوقت دون أن يؤثر بالسلب على أداءه المهني أو التخلي عن الوظيفة أو تأجيل الدراسة.

تحديات التعليم عن بعد

على الرغم من أهمية التعليم عن بعد في ظل التطور التكنولوجي في تلك الفترة إلا أنه يواجه تحديات تتطلب معالجة وتقديم حلول.

ومن أكبر التحديات التي تواجه التعليم عن بعد هي الفجوة الرقمية ففي العديد من المناطق حول العالم لا يستطيع الطلاب الوصول إلى الإنترنت أو الحصول على الأجهزة الإلكترونية؛ فتخلق هذه الفجوة الرقمية تفاوتًا في فرص الحصول على التعليم بين الطلاب.

ولمعالجة تلك المشكلة يجب على الحكومات والمؤسسات التعليمية الاهتمام بالبنية التحتية الرقمية وتوسيع نطاق الوصول إلى الإنترنت وتوفير أجهزة الحاسوب والألواح الذكية الطلاب.

ويعد التفاعل المباشر عنصرًا أساسيًا في العملية التعليمية ومع الاعتماد على التعلم الإلكتروني يندثر التفاعل المباشر ويجد الكلاب صعوبة في طرح الأسئلة أو المشاركة في النقاشات، مما يؤثر بالسلب على فهم الطلاب للمواد الدراسية ويقلل من التعاون والنقاشات الجماعية.

ويمكن حل هذه المشكلة باستخدام تقنيات تفاعلية مثل الفصول الافتراضية التي تمكن الطلاب من التواصل المباشر مع المعلمين عبر الفيديو، بالإضافة إلى استخدام المنتديات الإلكترونية وغرف الدردشة لتشجيع النقاشات.