مقالات

أسرار تعزيز المرونة في بيئة العمل

كتبت: إيمان حامد

يعد العمل مكان دائم التغير وديناميكي بطبعه وكذلك الطريقة التي تتعامل بها في مكان العمل من الممكن أن تختلف جذريًا يوم بعد الاخر وقد شاهدنا جميعًا هذا بشكل مباشر خلال السنوات القليلة الماضية حيث تكيفت الشركات مع تقلبات العمل وأحدثت تغييرات كبيرة غير مسبوقة وحتى التعديلات الطفيفة التي شهدتها أنظمة تشغيل البرامج والأدوات والبرامج الجديدة التي أصبحت شائعة في العمل مثل تطبيقات الاجتماعات الافتراضية والتي يمكن أن تسبب اضطرابات لك ولفريق عملك بشكل كبير وفي الغالب ما تكون تلك التغييرات خارج نطاق سيطرتك وإرادتك والشيء الوحيد الذي يمكن القيام به بكامل إرادتك هي طريقة وكيفية تفاعلك مع تلك التغيرات

ما هو معنى القدرة على التكيف في مكان العمل؟

هو القدرة على الاستجابة بفعالية للتحديات المختلفة التي تواجهها بشكل مستمر في مكان العمل حيث يقوم الأشخاص القادرون على التكيف بتطوير مجموعات من المهارات والعمليات والسلوكيات التي تسمح لهم بالتعامل بسرعة وكفاءة مع المواقف المختلفة عند مواجهتها وتعد القدرة على التكيف من المهارات الأساسية التي يمكن تعلمها حتى تتمكن من مواكبة التغيرات غير المتوقعة في مكان العمل والنمو في ظل وجودها.

وقد يستغرق تعلم تلك المهارة وقت وتركيز كبير وهو أمر ليس ببساطة الالتحاق بدورة تدريبية جديدة للتطوير المهني أو حتى الحصول على درجة الماجستير في إدارة الأعمال وقد لا تقاس مهارات القدرة على التكيف كغيرها من المهارات لكن يمكن أن يضمن لك تطبيق النصائح التالية أن تكون قائد وعضو ناجح في فريقك.

تعرف على أهمية المرونة في بيئة العمل وكيفية تحقيقها من خلال الخطوات التالية :-

1/ قبول التغيير :-

أصبح التغيير أمر لا مفر منه في أي مكان عمل وقدرتك على التكيف معه أمر بالغ الأهمية يمكنك النظر إلى كل تغيير باعتباره فرصة للتعلم والنمو وليس كعقبة تسمح لك هذه العقلية بالتنقل عبر التحولات برشاقة وخفة حركة من خلال تبني التغيير فإنك لا تصبح أكثر مرونة فقط بل تضع نفسك أيضاً كأحد الأصول القيمة لفريقك وقادر على القيادة بالقدوة في أوقات التغيير.

2/ السيطرة على التوتر :-

تعتبر الإدارة الفعالة أمراً حيوياً للحفاظ على النظرة الإيجابية حيث يمكن أن تساعد تقنيات مثل التنفس العميق والتمارين المنتظمة واليقظة الذهنية في تخفيف مستويات التوتر بالإضافة إلى وضع حدود واضحة بين العمل والوقت الشخصي يضمن أن لديك فرصاً لإعادة الشحن وذلك من خلال الاهتمام بسلامتك العقلية والجسدية ستكون مجهزاً بشكل أفضل للتعامل مع ضغوط مكان العمل بعقل هادئ وواضح.

3/ التعلم المستمر :-

التعلم المستمر يبقيك ذكياً ومستعداً لما هو غير متوقع ابحث عن المعرفة والمهارات الجديدة التي يمكن أن تساعدك في التنقل في مشهد صناعتك من خلال البقاء فضولياً ومنفتحاً للتعلم لن تتكيف بسهولة أكبر مع التغييرات بل ستتوقعها أيضاً مما يمنحك ميزة استراتيجية في تعزيز المرونة في العمل.

4/ غرس الأمل :-

هو حجر الزاوية في المرونة وذلك من خلال التركيز على ما يمكن أن يسير بشكل صحيح بدلاً من التركيز على الإخفاقات المتوقعة فإنك تخلق نبوءة نجاح ذاتية التحقق وهذا لا يعني تجاهل حقيقة المواقف بل اختيار التعامل معها بثقة في قدرتك على التغلب على العقبات، عندما تواجه الأزمات ذكر نفسك بانتصارات الماضي واستخدامها كوقود لمواصلة المضي للأمام .

5/ بناء العلاقات :-

عندما تكون العلاقات القوية في العمل يمكن أن تكون مصدراً مهماً للدعم والتشجيع، قم بتنمية الروابط مع زملائك الذين يرفعونك ويقدمون تعليقات بناءة تخلق هذه الروابط شبكة أمان يمكنها الإمساك بك عندما تتعثر وتدفعك نحو النجاح وحل المشكلات بشكل تعاوني مما يجعل التحديات أقل صعوبة.

6/ تحديد أهداف واقعية :-

يمكن أن يمنحك تحديد أهداف قابلة للتحقيق اتجاهاً واضحاً وإحساساً بالهدف في عملك قم بتقسيم الأهداف الأكبر إلى مهام أصغر يمكن التحكم فيها لمنع الشعور بالإرهاق احتفل بكل إنجاز مهما كان صغيراً حيث تساهم هذه الانتصارات في إحساس عام بالإنجاز وتعزز معنوياتك، وتعزز عقليتك المرنة.

وأخيرا أن المرونة لا تقتصر في مكان العمل على التعافي من التحديات فقط بل بالتعامل مع كل يوم بعقلية تعزز القوة والقدرة على التكيف من خلال الموقف والنظرة الإيجابية يمكنك تعزيز قدرتك على التعامل مع الضغوط والتغييرات المرتبطة بالعمل من خلال الطرق العملية التي تناولها المقال لتعزيز روح المرونة في حياتك المهنية مما يضمن أنك لا تنجو فقط بل تحقق نجاح أيضاً وسط الصعود والهبوط في حياتك المهنية

MEU

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى