مقالات
تهديد التغيُر المناخي على صحتنا بين الواقع والحقيقة
كتبت: ضحى محمود
يُعد التغيُر المناخي ليس فقط مجرد تهديدًا مستقبلي، بل هو واقع يُغير كل شيء في حياتنا بل ويؤثر بشكل كبير على صحتنا وهذا ما لمسناه عند جائحة كورونا .
يتعرض كوكبنا الأرضي الآن لحالة تعرف” بتعرق الكوكب “من شدة حرارة الصيف هذا العام ، والذي يرجح مجموعة من العلماء أنه سيكون أكثر اعوام الأرض سخونة منذ بدء سجلات الطقس، إذ تُصبح عملية خفض انبعاثات الكربون أكثر إلحاحًا من أي وقتٍ مضى فى العصور السابقة .
فهل تعلم أن تغيُر المناخ سيتسبب بحوالي ٢٥٠ ألف حالة وفاة إضافية سنويًا بين غضون عامي ٢٠٣٠ و ٢٠٥٠ !؟
ومنْ منا لم يشعُر الآن بأثار التغيُرات المناخية على حياتنا اليومية والصحية فهيا بنا نتعرف سريعاً كيف يؤثر التغيُر المُناخي على حياتنا جميعاً ويـُعد الخطر الأكبر والأكثر تهديدا على حياتنا .
فعلى سبيل المثال يُمثّل إنتاجُ الفولاذ سنويا أكثرَ من ٧% من انبعاثاتِ غازات الإحتباسِ الحراريّ في العالم، وهو ما يزيدُ قليلاً عن انبعاثاتِ جميعِ السيّاراتِ في العالم ، ولا يزال حتى وقتنا هذا حوالي ٧٥٪ من الفولاذ يُصنع إلى حد كبير في أفران الصهر التي تعمل بالفحم، والتي تضخ كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
تُعَد صناعة الصلب واحدة من أكثر الصناعات الكثيفة سواءً في استهلاك الطاقة أو الكربون الناتج عنها ، إذ تمثل انبعاثات القطاع العالمي منها نحو ما يتراوح من بين ٧ إلى ١١ ٪ من إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية ، ويتزايد الطلب على الفولاذ الخالي من الأحافير بشكل كبير مع الاهتمام القوي من رواد السوق العالمي في السيارات والمركبات التجارية والسلع البيضاء والأثاث وما إلى ذلك ، وبالتالي فإن ما يُثار من صخب إعلامي واحاديث مجتمعيه ، وبحثية تُعد الأكثر أهمية حول “الفولاذ الأخضر”
إذ تؤكد التقارير العلمية الصادرة أيضا عن الهيئات الدولية أن خفض الانبعاثات بالحجم المطلوب لتفادي أثر السيناريوهات المناخية الكارثية، يتطلب اجراءات سريعة لتحضير القطاعات كثيفة الانبعاثات، وتقليل الكربون الصادر منها ، بينما في الآونة الأخيرة ظهر وتداولَ مُصطلحٍ جديد ضمن هذه الصناعة وهو “الفولاذ الأخضر” كما تم ذكره خلال قمة المناخ COP26 .
▪️فما هو المقصود بذلك المصطلح الجديد ؟
يصنع «الفولاذ التقليدي» باستخدام فرن من الصهر الكلاسيكي وينتج عن هذا ما يزيد على طنين من ثاني أكسيد الكربون لكل طن مصنوع من الفولاذ .
لكن “الفولاذ الأخضر “يهدف إلى استخدام عملية تصنيع جديدة لاستبدال فحم الكوك، المطلوب تقليديًا لصناعة الصلب القائم على الخام، بالكهرباء المتجددة والهيدروجين الأخضر؛ نتيجة لذلك فإن إنتاج الفولاذ يكون خاليًا من ثاني أكسيد الكربون.
وحسبما ذكر “أندرو فورست”؛ الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة Fortescue Future Industries، هناك طريقتان رئيسيتان لإنتاج الفولاذ الأخضر؛ الأولى: هي استبدال الفحم الموجود في الفرن بالهيدروجين الأخضر ثم الحصول على الفولاذ. ولكن بدلًا من انبعاث سحب كبيرة من ثاني أكسيد الكربون فإنك لا تنتج شيئًا أكثر من بخار الماء ، ولتقوية الفولاذ يمكنك ببساطة إضافة الكربون بشكل منفصل؛ إذ يرتبط بالمعدن بدلًا من التشتت في الغلاف الجوي.
بينما الطريقة الأخرى لصنع الفولاذ الأخضر هو اتخاذ النهج الجذري، وهي عبارة عن عملية التخلص من فرن الصهر تمامًا وزرع الخام بالكهرباء المتجددة.
تعمل الشركة بتجربة كلتا الطريقتين لكن “فورست” وفريقه ليسوا هم المبتكرين الوحيدين في هذه الصناعة؛ حيث يوجد حاليًا الكثير من الأبحاث العلمية ، وأساليب تطوير في صناعة الفولاذ الخالي من الأحافير.
لكن هناك تقنية أخرى وهي HYBRIT (تقنية صناعة الحديد من الهيدروجين)، وهي عبارة عن مبادرة مشتركة بين شركة تصنيع الصلب السويدية SSAB، ومنتج خام الحديد LKAB، وشركة الطاقة Vattenfall
ومنذ عدة أعوام قليلة سابقة صنعوا أول حديد اسفنجي مخفض للهيدروجين بالعالم في مصنع HYBRIT التجريبي وبينما تختلف عملية الإنتاج عن التصنيع التقليدي يحتفظ الفولاذ الخالي من الأحافير بخصائص الفولاذ التقليدي.
يذكر أيضا إنه في مصنع تجريبي أنتجت شركة صناعة الصلب« السويدية SSAB» أول فولاذ من مواد غير أحفورية باستخدام تقنية تكنولوجيا الهيدروجين ، وشركة «فولفو للسيارات» أول من اشترى “الفولاذ الأخضر” لتصنع به مركباتها الصديقة للبيئة وكان هذا بمثابة سبق عالمي .
هذا وكما تعرفنا سريعاً على “الفولاذ الأخضر” هناك مصطلح آخر ليس أقل اهميه إلا وهو “الهيدروجين الأخضر “.
▪️ماذا نعرف عن الهيدروجين الأخضر مستقبل الطاقة النظيفه والمتجددة ؟
الهيدروجين الأخضر
هو وقود عالمي وخفيف وعالي التفاعل، من خلال عملية كيميائية تُعرف باسم التحليل الكهربائي. تستخدم هذه الطريقة تيارًا كهربائيًا لفصل الهيدروجين عن الأكسجين في الماء، إذا تم الحصول على هذه الكهرباء من مصادر متجددة، فسننتج طاقة دون انبعاث ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
▪️ اُستخدم الهيدروجين الأخضر على نطاق واسع فى كلا من :-
▪️ السيارات والشاحنات الكهربائية التي تعمل بخلايا الوقود الهيدروجينية.
▪️ سفن الحاويات التي تعمل بالأمونيا السائلة المصنوعة من الهيدروجين.
▪️مصافي «الفولاذ الأخضر» التي تحرق الهيدروجين كمصدر للحرارة بدلاً من الفحم.
▪️ توربينات كهربائية تعمل بالهيدروجين يمكنها توليد الكهرباء في أوقات ذروة الطلب للمساعدة في تثبيت شبكة الكهرباء.
بديل للغاز الطبيعي للطبخ والتدفئة في المنازل.
▪️مزايا الهيدروجين الأخضر
١- مستدام
▪️ الهيدروجين الأخضر لا ينبعث منه غازات ملوثة سواء أثناء الاحتراق أو أثناء الإنتاج.
٢- قابل للتخزين:
▪️ من السهل تخزين الهيدروجين، مما يسمح باستخدامه لاحقًا لأغراض أخرى وفي أوقات أخرى غير مباشرة بعد إنتاجه.
متعدد الاستخدامات:
▪️يمكن تحويل الهيدروجين الأخضر إلى كهرباء أو غاز اصطناعي واستخدامه للأغراض المنزلية أو التجارية أو الصناعية أو التنقل.
٣- قابل للنقل
▪️يمكن مزجه مع الغاز الطبيعي بنسب تصل إلى 20٪ واستخدام نفس أنابيب الغاز والبنية التحتية، تتطلب زيادة هذه النسبة تغيير العناصر المختلفة في شبكات الغاز الحالية لجعلها متوافقة.
مِن الأخطار التى قد باتت متوقعه بل وحدثت بالفعل ، والتي تُهدد مستقبل البشرية أيضا خطرُ التصحر، وهو تدهور أراضي المناطق القاحلة أو الجافه وشبه القاحلة ، ومن أسبابه الأنشطة البشرية التي تُسرِّعُ من وتيرة التغيُّرات المناخية ليس هذا فحسب، وإنما يُعَدُّ الرعي الجائر ، وإزالة الغاباتِ سببًا من أسبابه.
مِن هنا، تحتفل الأمم المتحدة باليوم العالميّ لمكافحة التصحر والجفاف كل عامٍ في السابع عشر من يونيو؛ حتى يكون دعوةً عالميةً إلى تعزيز الوعي بجهود مكافحة التصحر وتأثيراته، ولكي يفطن الناسُ جميعًا إلى أنَّ التصحر طريق إلى مزيد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراريّ؛ وبالتالي تدهور البيئة، وتعطل عجلة التنمية المستدامة.
يمثل اليومُ العالميّ للبيئة طريقًا إلى تدعيم السلوكيات المسئولة للشركات والأفراد ، ويُعدايضا فرصة كبيرة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ، حيث أنَّ البشرَ لا يملكون سوى أرض واحدة لكي يحيوا حياةً مستدامةً. كذا المسئولية والشراكة الإجتماعية البيئية للشركات عبارة عن مجموعة إجراءات بتتخذها شركة لتقليل تأثيرها على النظام البيئي للكوكب .
إن تكاليف الأضرار المباشرة على الصحة بسبب تغير المناخ تترواح ما بين ٢و٤ مليارات دولار سنويا بحلول عام ٢٠٣٠ .
لذا علينا جميعاً أفراد المجتمع ، والشراكات والمؤسسات الحكومية والخاصة والدُولية مسئولية اجتماعيه مشتركه و أن نعمل على قلب رجل واحد على وضع حلول سريعه ومباشرة نحو البيئه .
من أجل أطفالنا وجيل المستقبل القادم وحاضرنا اليوم الذي نعيش فيه يجب علينا أنْ نطمع ونطمح إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة في كل القطاعات ، لذا سَعَتْ مصرُ إلى تحقيق هذا من خلال الاستراتيجيات المختلفة، ومنها “استراتيجية تنمية وإدارة الموارد المائية حتى عام 2050”.
لمصرَ أيضًا خطواتٌ مهمة في تقديم حوافز خاصة لدعم الاستثمار في مجال الطاقة المتجددة، مثل المشروع الذي دخل حيز التنفيذ الفعليّ ، الا وهو مشروع «حوافز الهيدروجين الأخضر» بالإضافة إلى هذا سعي مصر على المستوى الدولي إلى إنشاء “صندوق الخسائر والأضرار” ، وهذا من خلال COP27، الذي استضافته مصرُ عامَ 2022، حيث عملت علَى تحسين جودة وزيادة كمية التدفقات الدولية؛ لأجل تمويل العمل المناخيّ.
وفى الختام علينا جميعا أن ندرك حقيقة خطر التغير المناخي علينا شٌعوباً ودول منظمات ومؤسسات أن نتكاتف لدعم القضايا البيئية والحفاظ على البيئة بشتى الطرق والوسائل المختلفة لكي نبقي فى حياة بلا مزيد من الإنبعاثات الحراريه التى دمرت عالمنا البيئي .
إتبعنا