حتى لا ننسى فليُذكرنا ذلك التاريخ الـ٢٠١٣/٦/٣٠
ستظل دائما ثورة الــ 30 من يونيو نموذجاً مُلهِماً للعالم ، وللشعُوبِ كُلِها ، ونُقطة تحول مُضيئةً لتكاتف الشعب المصري العظيم في ملحمةٍ ، وطنية عظيمة لتحقيق إرادته ، واستعادة الوطن وتأسيس الجُمهورية الجديدة . ليُسجل التاريخ سطوراً في تاريخ مصر المعاصر كما سجل فى سابق العُصور .
دعونا نتحدث ونتحد شعبـًا واحداً يداً واحدة دون عُنصريه أو تحزُبية أو ايةَ اغراضٍ سياسية ، أو أخري دينية ، دعونا من كُل هذا وذاك من تفرُقاتٍ لم يكُن غرضها إلا شق الصفوف ، وإضعاف النفوس وشحبُ الهمم .
لم يكُن أياً منا مُخطأً ـ في ثورة الــ 30من يونيوولا في ثورة الــ 25 من يناير ، كما لسنا نادمُـون على خروج ايًا منا فى تلك أو ذاك الخطأ لم يكن فى خروجِنا ، فلم نخرُج في يناير ليأتي الإخوان، كما لم نخرُجَ في يونيو لتعود الدولة القديمة بما فيها من سلبيات بل خرجنا في الاثنتين لِـحلمٌ جميل كان هدفـهُ_ هو الوطن .
إن ثورة الــ 25 من يناير انقذت مصر من الفساد التى قد توحشها ، ومن الحاشيه التى نهبت مصر وثرواتها مُناديتاً بشعارٍ #عيش _ #حرية _ #عدالةّ اجتماعية .
وجاءت ثوره الــ 30 من يونيو التى اعتبـرُها بمثابة الثورةُ الصٰحوية _ لا التصحيحية لأننا كشعب مصر لم نُخطأ فى ايٍ من الثورتين ، بل خطأنا الوحيد إننا لم نــدرك ولم نعي ما كان يُحاكُ من حولنا إلا مُتأخراً ، وهو ما دفعنا بأن نصحو دفاعاً عن وطننا
مُدافعين عن تُراب ذلك الوطن مُضحينًا بكل عزيزٍ وغالياً من أجل الدفاع عنها من الإخوان ، والإرهاب وكل ما كان يُهدد سلامة أراضيها الغالية .
إن ثورة الــ 30 من يونيو تلك الثورةٌ العظيمةٌ بشعبها ثورةٌ قام بها شعبٌ صنفهُ العالم بالشعب الصامد فى التاريخ العربي بأكمله ، شعب خرج بالملايين ليسترد بلده حالما بغد أفضل وحياة كريمة .
إن مانحن فيه الآن من صعوباتٍ وضيق، وفقر ، وغلاء معيشي واوضاع اقتصادية ، وانقطاعٌ فى الكهرباء هو قليلٌ إذ ما نظرنا إلى الأوضاع السياسية والاقتصادية ، والاجتماعية بل والأمنية فى العالم من حولنا ، إذ ما نظرنا أيضا وتمعنا وتجردنا من العُنصريه بكافة أشكالها ، وتنحينا عن أية اغراضٍ شخصية ونظرنا فقط إلى حلم الوطن .
لرأينا بعين صائبة وبنظرةٍ ثاقبه إن حجم ما تم إنجازه خلال تلك الفترة الزمنية الصعبه في تاريخ مصر هو انجازٌ على خارطة الطريق الصحيح لمصر ، بل وهو تنميةٌ ، ونهضة حديثه لم يسبق لها عهد إلا منذ عهد “محمد على باشا “.
لكل مرحلةٍ من تاريخ مصر رجالِها ، وقادتها ، نسائها ، وشبابها ، شيوخها ، وصبيانِها ، طوائف شعبها بكلِ ما فيها الذين لعبوا دوراً هامًا في أحداثها ، اختلفنا مع تلك القادة أو اتفقنا ، ومهما حاول البعض طمس تاريخ هؤلاء الرجال أو تلك القادة أو تجاهله ، أو التقليل والتشكيك من حجم ما تم إنجازه فى تلك الحُقبةِ السياسية الهامه فى تاريخ مصر المُعاصر لأن أسمائهم ستظل مرتبطة بثورة الــ 30 من يونيو ارتباطاً شعبياً بل وتاريخياً.
إيـُها :- الشعبُ المصري الأبيه دعوا ، بل وتنحوا عن اختلافاتكم عن قادتكم جـنبًا ولتقفوا مُوحدين صفوفكم صفاً واحداً خلف قادتكم السياسية فى تلك الفترة العَصِيبة فى تاريخ مصر ولتعوا خطورة ما يُحاك من حولكم من صراعات داخلية وأُخرى خارجية للنيل من مُقدسات ذلك الوطن العزيز “مصر” .
كفوا عن الصياحِ عن اختلافاتكم ، وصحيوا نحو العلم ، والعمل والتنمية، نحو الإصلاح والتعمير والبناء ، لا الهدم _ والتخريب ، والوقوف ضد أعداء الوطن وقفةً كسابق عهدِكم وتاريخكم .
إن حروب اليوم ليست حروبٌ فقط بالصواريخ ، والدبابات ، بل هى حروبًا تـُدار لهدم العلم العقولِ والأخلاقيات ، لهدم وانتهاك الحريات والإنسانية والسلام . فـأفيقوا _ قبل فوات الآوان .
كل عام وشعب مصر الباسل فى الصمود والتحدي والعزيمة والإصرار عبر عصور التاريخ كُلها عزيزاً.
ولنرجو الله سبحانه وتعالى جميعاً ، ونبتهل إليه أن يمن على بلدنا الحبيب فى قادم الأيام باليسر بعد العسر، والسعة بعد الضيق وغدا افضل بإذن الله .
وبمناسبة هذه الذكرى المجيدة أتمنى لوطننا وشعبنا العريق كل الخير والاستقرار والازدهار بقيادة حكيمة من فخامة السيد رئيس الجمهورية .. وأن يحفظ مصر قيادةً وجيشاً وشعباً .