مقالات

حوار استثنائي: التحول من الحياة الدراسية إلى الحياة العملية

حوار استثنائي: التحول من الحياة الدراسية إلي الحياة العملية

كتبت رحمه نبيل

تعد السنة الجامعية الأخيرة نقطة تحول حاسمة، إذ تختتم رحلة أكاديمية مليئة بالتحديات وتفتتح مرحلة مهنية جديدة. في هذه السنة، يختبر الطلاب معارفهم من خلال مشروعات التخرج، التي تعكس إبداعهم وتطبيقهم العملي.

تمنح هذه المشروعات الطلاب فرصة لاستكشاف مجالات اهتمامهم وتطوير حلول مبتكرة، مما يعزز مهاراتهم ويؤهلهم للنجاح المهني. كما تترك السنة الأخيرة ذكريات لا تُنسى من العمل الجاد والصداقات الجديدة.

في هذا اللقاء الخاص، نسعى لتسليط الضوء على الإبداعات والأفكار المبتكرة لمجموعة من طلاب كلية العلوم جامعة الإسكندرية الذين على وشك إكمال رحلتهم التعليمية.

بدأنا الحوار بسؤال لأحد أفراد المجموعة، الخريج”مروان محمد”، عن الفكرة الأساسية التي يقوم عليها مشروعه.
أوضح أن مشروع تخرجه يتمحور حول دراسة حالة لمنطقة “Groningen” في هولندا، وهي من أكبر المناطق إنتاجًا للغاز الطبيعي في العالم.
يهدف المشروع إلى إجراء دراسة دقيقة حول تلك المنطقة، تاريخ الإنتاج بها، وأهم المشاكل التي واجهت استخراج الغاز الطبيعي.
تشمل الدراسة الأحداث التكتونية وكيفية تكوين الغاز الطبيعي وكيفية التغلب على الصعوبات في الإنتاج، لا سيما أن المنطقة معرضة للزلازل المحلية المرتبطة باستخراج الغاز.

و أضاف أنهم يقومون بمحاكاة ودراسة المنطقة على الحاسوب باستخدام برمجيات Petrel وTechlog، من خلال إدراج البيانات والمعلومات المتوفرة حول المنطقة ثم عمل محاكاة للحقل.
يختتم المشروع بتقييم المخاطر وتحديد أماكن آبار جديدة تكون واعدة للإنتاج المستقبلي. و أن الفكرة الأساسية للمشروع هي تنمية وتطوير الفكر الخاص بدراسة مشروع متخصص في مجال الجيولوجيا والإنتاج البترولي وتقييم المخاطر، مع القدرة على إدخال التفكير الإبداعي في تحديد آبار جديدة.

طرحنا سؤالاً أيضًا عن المشرف الأكاديمي للمشروع وكيف كان تأثيره:
أشار إلى أن المهندس “صلاح عمر عباس”، الذي عمل في شركة SLB، كان المشرف الأكاديمي، ولعب دور القائد بشكل ممتاز من خلال توجيهاته ودعمه الفني والمعنوي. فبدون مساعدته، لما كان المشروع ليكون بهذه الجودة.

تناولنا دور الأساتذة والمشرفين في دعم الطلاب خلال السنة الأخيرة.
أكد “مروان” أن المشرفين، بمن فيهم المعيدين قدموا الدعم بشكل دوري وأسبوعي، وفي بعض الأحيان يومي، ولم يملوا من تقديم واجبهم بجودة عالية طوال فترة المشروع.

استفسرنا عن دور السنة الأخيرة في إعداد الطلاب للحياة العملية.
و أوضح “مروان”أن السنة الأخيرة كانت بمثابة مسك الختام، حيث أعدتهم أكاديميًا لتلقي معلومات متقدمة ومقررات مهمة من شرح المهندسين في شتى المجالات، مثل: تسجيلات الآبار المتقدمة وهندسة الخزان وجيولوجيا الإنتاج وتقييم المخاطر والاستكشافات.

انتقلنا إلى الخريج “عمر نبيل” وسألناه عن النصائح التي يقدمها للطلاب الذين سيبدأون العمل على مشروعات تخرجهم قريبًا.
حيث نصح باختيار موضوع يهتم به الطالب وله أهمية أكاديمية أو عملية، وتقسيم العمل إلى مراحل محددة بمواعيد نهائية، والحفاظ على التواصل المنتظم مع مشرف المشروع للحصول على التوجيه والنصائح، ومراجعة كل جزء من المشروع بدقة لتجنب الأخطاء.

تناولنا تأثير السنة الأخيرة على التطور الشخصي والمهني للطلاب، حيث أشار “عمر” أن هذه السنة قامت بتعليمهم العمل الجماعي، تحويل المواقف السلبية إلى إيجابية، وتحسين جودة العمل. من الناحية المهنية، زادت السنة من تعاملهم مع المهندسين وفهم الفكر المهني لتحقيق أعلى ربح بأقل خسائر.

و انتقلنا إلي سؤال آخر لإحدي المتخرجات “ديانا حمدي”
هل كان المشروع فرديًا أم جماعيًا؟ وإذا كان جماعيًا، كيف كان توزيع الأدوار بين أعضاء الفريق؟

المشروع كان جماعيًا بالتأكيد، لأنه من الصعب إنجاز مشروع كبير بشكل فردي. كنا نعمل جميعًا بقدر استطاعتنا. الشباب تولوا جزء البرمجة لأن لديهم أجهزة الحاسوب، بينما نحن البنات ركزنا على كتابة الخطوات والمتطلبات المتوقعة أثناء المناقشة.

و أضاف “ادهم عبد الحكيم”كيفية تمكنه من تحقيق التوازن بين دراسة المواد والعمل على مشروع التخرج:

أحد مميزات مشروع تخرجي أنه يجمع بين كل ما أدرسه. كان من المهم جدًا أن أهتم بالمواد الدراسية لأنها تساهم بشكل مباشر في إتمام مشروع التخرج. تخصصي في جيولوجيا البترول ساعدني كثيرًا، حيث أن كل مادة دراسية تضيف لمشروعي الذي يركز على تحديد مواقع جديدة لحفر آبار البترول. هذا التكامل بين الدراسة والمشروع جعل من السهل تحقيق التوازن بينهما.

كما ذكرت “هاجر سعيد” عن مجهود الكلية في توفير فرص للتدريب العملي و الزيارات الميدانية حيث أوضحت أنه كانت هناك فرص تدريبية حيث نظمت الكلية تدريباً لهم لمدة يوم في شركة Schlumberger. كما قاموا برحلة ميدانية إلى الأقصر، القصير، والغردقة، ودرسوا مواضيع متعلقة بالجيولوجيا التي ساعدتهم في مشروع التخرج.

و أجابت “رنا حمدي” عن سؤال هل شاركت في أي نشاطات أو منظمات طلابية خلال السنة الأخيرة؟ بالتالي:
نعم شاركت في أنشطه طلابيه في البداية
كنت OC member في AAPG
و لكني اصبحت فتره President AAPG.

و تم طرح سؤال للجميع عن ما هي خططهم بعد التخرج و أجابوا بالتالي:
ذكر “مروان محمد”: رغبته في المشاركة في برنامج الأمل لتنمية مهاراته في مجال الجيولوجيا والبترول، بجانب بدء البحث عن فرص عمل في المجال الذي درسه، آملاً في الحصول على وظيفة تليق بجهودهم التي استمرت لمدة أربع سنوات كاملة بتوفيق من الله عز وجل قبل اي شيئ.

و أضاف “عمر نبيل”: عن رغبته ايضاً في الالتحاق ببرنامج الأمل لتطوير مهارته و يسعي لإيجاد فرصة عمل بشركة إيني الإيطالية أو البحث عن منحة لدراسة الماجستير بالخارج.

أجابت “ديانا حمدي” أن خططتها بعد التخرج هي البحث عن عمل ، أيضاً متابعة الدراسات العليا.

كما ذكر “ادهم عبد الحكيم” أنه بدأ في البحث عن فرص عمل فور انتهاء الامتحانات، وأيضًا يبحث عن منح دراسية في جامعات مثل جامعة الملك فهد وجامعة الملك عبد الله في السعودية، بالإضافة إلى بعض الجامعات في أوروبا وأمريكا وأستراليا.
و أضاف:منحت نفسي بضعة أشهر لتحقيق هذه الأهداف، وإذا لم أوفق في إيجاد وظيفة أو منحة دراسية، سأكمل خدمتي العسكرية ثم أعيد المحاولة مجددًا.

و في النهاية اضافت “رنا حمدي” أنها بالتأكيد خططت للعمل و إنها تريد البدء في الدراسات العليا و إن كان هناك فرصة للدخول في مشروع الامل.

حيث ذكروا إنه يتم مساعدتهم في إختيار مواضيع مشروعاتهم وتقديم التدريب العملي. و يتضمن ذلك توفير بيانات سيزمية وآبار غير مفسرة للعمل عليها طوال العام الدراسي، مما يعزز من خبراتهم في صناعة البترول. كما يتم التأكيد على أهمية تحديث المشروعات سنويًا لمواكبة التقدم الصناعي. تشمل البرامج أيضًا رحلات حقلية لجمع البيانات الجيولوجية في صحراء مصر، مما يساعدهم على تطوير قدراتهم في تحليل البيانات السطحية والتحت سطحية.

وأشاروا إلى بعض المعايير التي تقيم مشاريع التخرج التي تركز على عدة جوانب منها: الالتزام بالحضور، العمل الجماعي، والمشاركة في القسم، بالإضافة إلى تقييم العروض التقديمية ومدى شموليتها وجودتها.
وفي الختام، وصفوا تجربتهم هذه السنة بأنها مميزة بسبب رغبتهم الكبيرة في التعلم والعمل الجاد، وتفانيهم في تحسين مشاريعهم، مما أدى إلى نجاح مشروعاتهم بشكل ملحوظ وإشادة المهندسين بجودة عروضهم و تميزهم.

وأخيرًا كان هذا يوماً مميزاً جدا وملئ بالابتهاج و الفرحة وإنهم نموذج مشرف للشباب.

MEU

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى