مقالات

الصحة في زمن الحرب .. تحديات الرعاية الصحية في فلسطين 

الصحة في زمن الحرب .. تحديات الرعاية الصحية في فلسطين 

 

كتبت / إيمان حامد

 

يعتبر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من أطول الصراعات في التاريخ فقد استمر لأكثر من 70 عامًا وقد أثرت حالة الحرب على الفلسطينيين من جميع النواحي وخاصةً على الرعاية الصحية لهم وتركت الكثير من الفوضى والمعاناة في الضفة الغربية وقطاع غزة مما لا شك فيه أن نظام الرعاية الصحية في فلسطين مُنتِج ومنظم إلا أنه يكافح من أجل توفير الخدمات الصحية المناسبة للسكان قد يرجع السبب في هذا إلى ترابطه مع الأنظمة الاجتماعية الأخرى مثل: التعليم والمرافق، وأيضًا ترابطه بالمستويات المرتفعة للبطالة والفقر والصراع والنزوح من المنطقة.

 

معوقات فاعلية الرعاية الصحية في فلسطين :-

 

يعمل أخصائيو الرعاية الطبية في فلسطين بلا كلل لرعاية السكان لكن هناك عدة عوامل تُعيق فعالية عملهم وتمنع الفلسطينيين من الحصول على رعاية صحية جيدة خاصة في أوقات الأزمات وهذه المعوقات مايلي :-

 

1/ النقص في أعداد الأطباء :-

 

تعاني فلسطين من النقص في أعداد أطباء طب الأسرة كما تعاني بعض المجالات الصحية مثل: طب الأعصاب والأورام وجراحة الأطفال والطب النفسي من نقص كبير في أعداد الأطباء، ويرجع السبب في هذا النقص إلى أن الأطباء المتخصصين في هذه المجالات يجب أن يغادروا فلسطين للتدريب ولكنهم لا يعودون دائمًا بعد انتهائهم من التدريب .

 

2/ مخيمات اللاجئين الفلسطينيين :-

 

أصبحت الرعاية الصحية في الضفة الغربية وقطاع غزة تواجه تحديات كبيرة في توسيع نطاق الرعاية الطبية الجيدة وذلك لتشمل مخيمات اللاجئين إذ يمثل الفلسطينيين أكبر عدد من النازحين في العالم ويعيش آلاف اللاجئين في مخيمات قطاع غزة والضفة الغربية.

 

كما يزدحم حوالي 500,000 من اللاجئين في الضفة الغربية و200,000 في غزة، في مساحات صغيرة مع الحد الأدنى من الخدمات، فقد أفاد 90% من عائلات اللاجئين في الضفة الغربية بالإضافة إلى 100% من اللاجئين في غزة، أن أطفالهم لا يتمتعون بصحة جيدة بسبب العديد من العوامل التي تؤثر في العديد من القضايا الصحية في المخيمات مثل: الفقر وسوء الصرف الصحي ونقص المياه الجارية وانقطاع الكهرباء، وكذلك انعدام الأمن الغذائي وقلة المرافق .

 

3/ البنية التحتية الصحية :-

 

لا يمتلك نظام الصحة العامة الفلسطيني بنية تحتية كافية لخدمة عدد هائل من السكان المحتاجين للرعاية الطبية وذلك لعدة أسباب منها:-

 

1/ انقطاع الكهرباء المستمر ونقص المياه :-

 

تسبب نقص المياه وانقطاع الكهرباء الرعاية الصحية عن ممارسة عملها الطبيعي، فإن انقطاع الكهرباء في كل من غزة والضفة الغربية لا يمكن التنبؤ به ويؤدي إلى صعوبة رعاية المرضى وحتى في حالة وجود المعدات الطبية قد لا يستطيع الأطباء تشغيلها لانقطاع الكهرباء بالإضافة إلى نقص المياه الجارية والتي يؤدي إلى تحديات كبيرة في الحفاظ على المرافق الصحية .

 

2/ القيود على الواردات الطبية التي استمرت لسنوات طويلة :-

 

نتج عن الحصار الإسرائيلي لغزة فرض الكثير من القيود على الواردات الطبية لذلك فإن نظام المستشفيات الفلسطينية يعاني نقص حاد في الإمدادات الطبية مثل: الأدوية والمعدات الطبية وأيضًا الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية بالإضافة إلى أن الصراع المستمر داخل الأراضي الفلسطينية خلف الدمار للعديد من المستشفيات والعيادات وكذلك القيود المفروضة على السلع تجعل من الصعب شراء الإمدادات لإعادة بنائها مرة أخرى.

 

4/ فرض القيود على إصدار التصاريح والسفر :-

 

فرض القيود على إصدار التصاريح للفلسطينيين للوصول إلى أماكن الرعاية الصحية مثال:-

 

توجد العديد من المستشفيات المتخصصة في القدس الشرقية، لكن الفلسطينيين غالبًا يُحرمون من إصدار تصاريح لهم بالسفر إلى هناك لتلقي الرعاية الطبية التي هم في أمس الحاجة إليها.

 

والجدير بالذكر ان غزة قد يكون الوضع أسوأ فيها لأنها تخضع لقيود شديدة خاصة، وهذه القيود لها تأثير معوق أكيد على رعاية المرضى وهناك ما يقارب واحد من كل خمسة مرضى في غزة ممن يتقدمون للحصول على تأشيرة رعاية طبية في القدس الشرقية أو الأردن أو الضفة الغربية، يتلقى رفضًا أو يواجه تأخيرًا كبيرًا، وتحد القيود المفروضة من إمكانية وصول الرعاية الطبية إلى الضفة الغربية .

MEU

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى