
مقالات
الفن التشكيلي.. تاريخه وتطوره
كتبت: إيمان قاسم
يعد الفن التشكيلي العربي مصطلح يشتمل على قسمين من الفنون أحدهما يسمى الفنون الجميلة والأخر الفنون التطبيقية؛ وإن الفنان يبدع في الفنون الجميلة لأجل قيمها الجمالية، والتطبيقية لقيمها النفعية الاستخدامية ومع تغير الأزمان تغيرت ملامح الحياة ومن ثم الفنون فباتت الفنون الجميلة نفعية والتطبيقية كالخزف والنسيج أضحت جمالية.

الفن التشكيلي الإسلامي
مع ظهور الإسلام فكان له تأثير جلي على مناحي الحياة وامتد تأثيره إلى الفن؛ فتجلى تميزه عن سائر الفنون في العالم، ويعتبر فن النحت من أول الفنون التي غيرها الإسلام، وقد ارتكز فن النحت قبل مجئ الإسلام على التماثيل والتي اتخذها الغربيون والشرقيون آلهة، وتم تجسيد البعض منها مثل بوذا وكرشنا، واتخذ العرب في الجاهلية الآلهة للتقرب إلى الله.
وحينما نزل القرآن وقد اتضح للعالم فساد اعتقادهم وأن نحت التماثيل واتخاذها كآلهة وعبادتها شرك بالله، فكان من الطبيعي كل من آمن بالله أن يتوقف عن نحت التماثيل بغرض العبادة أو تخليد ذكرى حاكم أو قائد عظيم، واتجه النحاتون في ذلك الوقت إلى نحت أشياء مفيدة للبشرية كالزخارف المستوحاة من الأشجار والأزهار والأشكال الهندسية، تزيين جدران المساجد والمباني.
كما قاموا بنحت الأقوال المأثورة والحكم، فضلًا عن كتابة الأحاديث على الحجر والرخام، وتم نحت الخشب وصناعة محاريب للمساجد، إضافة إلى نحت العاج وصناعة أشياء عديدة يتم استخدامها لأغراض مختلفة.
وأضاف العرب المسلمون الخط العربي كفنًا جديدًا إلى الفن التشكيلي حيث يعتبر من أهم الفنون الإسلامية،. قد حظى باهتمام الناس في سائر العصور فكان الخطاط يكتب المصحف الشريف والأحاديث الشريفة والكتب ورسائل الحكام، ويعد الخط الكوفي من أعرق الخطوط ظهر في الكوفة، ثم توالى انتشاره بعد ذلك في سائر البلدان العربية، وينقسم إلى قسمين التقوير، وأخر يسمى البسط يستخدم الخط الكوفي المقوى في المراسلات العادية، أما الخط الكوفي المبسوط فقد كثر استخدامه في النقش على المحاريب وعلى أبواب المساجد وجدران المباني.
