
مقالات
لصمــتِ الحبِ..حــديثٌ آخـــر
كتبت ضحى محمود
اليوم ـ ها أنا وقفتُ على بابِ نفسى اُحدثها ؛؛
ما بكِ يا نفس!!؟ وما ازحم افكارك ؟! واتعب ،وأنهك عقلُكِ ، واشرد بهِ فى جنباتِ الفكرِ والتأمل ،،،،،
لمَّا كل ذاك الوقت من التفكير وما هذا الزحامُ والشرودِ بالأفكار فى بحورٍِ ليس لكِ إليها سبيل .
أكان من المفترض عليَه ألا اُحِبُك ، ألا اقترب مِنك ــ أكان عليَه إلا اتبحرُ فى بحورٍِ هواك ، أكان عليَه ألا اُصارع نفسي فى هواها الذي كان يهواك …. أكان عليَه أكان … وكان… وكان … أم.!!!

لماذا اتيتني تشدو بالهوى ، وأن هوايا هو الهوى الذي كُنتَ ترجاه ؟
لماذا قلبتَ فى دفاتريِ واسردتُ صفحةً بيضاءً من الهوى ، ورسمتَ فى نهايتها وردةٍ حمراءٌ بدمي الذي يهواكَ ، وكتبتَ فى نهايتها توقيعًا أن هٰوانا ليس لهُ موعدٍ بل هو قدرٌ شاء لهُ الإلهُ أن نستهواه .
اتسألُ ــ لماذا ؟ تركتَ لى البابَ مفتوحاً أكُنت تقصدُ أن أأتي إليك ، وأن ادخُلَ على عجل أم كُنت تقصد أن تعبثَ بى رياحَ ، وعواصُفُ هَواك من الهوى .
لماذا فعلت بي كل هذا؟! وتركتتي وانت تعلمُ أنني كُنت صفحةً بيضاءً فى هواك ، وأنني اعطيتُك من هوايا مالم يكن أحدًا غيري اعطاك إياهُ فى الهوى .
لماذا تركتني فى حيرةً من امري ؟!! أكان ما بيننا وهمـاً أم كان ألماً جُرحُه فى القلب الذى استهواك .
سيظلُ اللقاء الأخير الذى كان بيني وبينك عالقاً فى مُخيلتي مثلما كان لـِقائُنا الأول .
في آخر حديثٍ دار بيننا حاولتُ مراراً بل وتكراراً أن أُعانق صوتُكَ ، أن أُتشبسُ فى روحكِ لكي تفهم أن ما أريدهُ أنا من هواك ليس الذي كُنت ترجاه ــ لكن صمتُكَ كان سيد اللحظة ولا أدري أكان هذا هو استخفافاً بمشاعري أم أنك تعودت على لعبة الهوى من دوني أن تُدرك أن هوايا ليس كهوى من عرفتهم من ــ قبلي .
كُنتُ استشعرُ صمتُك وكأنما مرارةً فى حلقي لماذا لم أري منك إلا الجفاء ولا استشعر لهفة البداية التى كانت أول لقاء .
هل لأنك كُنت ترغب بل تبحث عن شيء ما ، فوجدتُه فى هوايا ــ لذةً استشعرتها وملكة زمام مملكتي واقتحمتُها .
فلما استخلط عليا الأمر.. قررت الرحيل عنك بل موعد، وبل توقيت ، وبل انتظار منك أن تبحث عني أو رجاءً إليها أن أعود من جديد .
ولــکن!! أريدُكَ أن تعرف ، وأقول لك كلماتٍ رُبما لم تفهمها ، ورُبما تراها غريبةً ، ورُبما لم تُدرك معانيها الآن !!
قتلتني كل تلك المرات التى أعطيتُك فيها فرصً أُخري بالرغم من إنه كان يجب عليا أن انهي كل شيء لأنهُ كان عليا من البداية ألا اقترب منك اكثر ، واكثر من ذلك .
لأنني كُنت أعلم بل ، واتيقن أن طريقي إليك كان هو عُبوري لذاك الجسرُ المقطوع ، والأملُ الذى كان فيك ليس بمدود ، والخيطُ الرفيعُ الذي بيني وبينك كان مبتور .
وأن مجرد التفكير فيك هو ذاك العشقُ الممنوع و ها تلك الظروف جميعُها ضدي بل و ضدك أيضا فلا مفر لي ولك من أى مفترقٍ قريبٍ أو بعيد .
رغم كل ذلك ـــ اقولُها عُلواً ليس بصوتي ، بل بصرخاتُ قلبي إنني احببتُك ليس لأني أُريدُ ذلك بل لأن الله قذف شعورًا بحُبِكَ في قلبي قذف شعورًا كالتيارِ الجارف لا قوةً تصمدُ ضده ، ولا قوانين تعترفُ به ، هو ذاك الصعبُ بل المستحيل!! هكذا انجرفتُ بعواطفى نحو السيل الذي جرفني إليك ، وإبتلتني الأقدارُ بحبٍ لا كلمة لي فيه ولا قرار أمامهُ ، غزاني غزواً استعمرني ، و استَسْلَمَتْ له كُـلَ دفاعاتي و توَقَّفتْ عن رده كُـلَ أسلحتي وذخيرتي ، بل عجزت كل حواسي ذهولاً أمامهُ .
كما أن الحنين يلعب دوراً آخر فى ذلك الحب فماذا أنا فاعلتٌ في الحنين إليك ؟ صدى صوتك يملأ مسمعي كأنما صمتُك إجتاح الكون فبات هو كل الأصوات.
وعندما استدعاني قاضى الغرام يستقصَ أحوالي قلت له:- أ أنا أشهدُ على غريب جعل من روحي وطنا له دون استئذان ، وكأننا التقينا في عالم أثيري لا تحكمه قوانين و لا منطق و لا عقل .
وها ـ ها بعد معافرةٍ مع أفكاري تأكدتُ أنني..نعم لا أشبه أحد ولا أحد يشبهني استثنائية لا أقبل التقليد ربما لم اكون تلك المرأةُ الفائقةُ الجميلةُ بالملامح والشكل ، ولكنني لديّ قلبٌ لا يُعوض أبدً وطباعٌ مُتفرده .




