مقالات

دور الشفافية الإدارية في مكافحة الفساد الإداري

دور الشفافية الإدارية في مكافحة الفساد الإداري

طالب غلوم طالب

كاتب ومستشار إداري

 

بِبساطةٍالشفافية الإدارية تعني إتاحة المعلومات والبيانات المتعلقة بأعمال المنظمات للجمهور والمتعاملين وأصحاب المصلحة بشكل واضح ومباشر ومستمر .

أهمية الشفافية الإدارية :

تُسهم الشفافية الإدارية في مكافحة الفساد الإداري من خلال كشف أي ممارسات غير قانونية أو غير أخلاقية.

فالشفافيةُ الإداريةُ تساهم في تعزيز الثقة بين المنظمات وأصحاب المصلحة المباشرة مثل الموظفين والمتعاملين والشركاء والموردين من في حُكمهم ، كما تساعد على تحسين الأداء المؤسسي من خلال إتاحة المجال للمساءلة والتحسين والتطويرالمستمرينِ. كما أنها تعزز مشاركة أصحاب المصلحة ( موظفين – متعاملين ) في صنع القرار الإداري الرشيد.

المبادئ الأساسية للشفافية الإدارية :

هناك مجموعة من المبادئ التى تسهم في تحقيق الشفافية الإدارية أولها (الإفصاح ) الذي يعدُّ من أهم مبادئ الشفافية الإدارية حيث يجب على المنظمات الإفصاح عن جميع المعلومات المتعلقة بأعمالها بشكل واضح ومباشر ومستمر ومنتظم.

ومن أهم مبادئ الشفافية أيضا (سهولة الوصول) حيث يجب أن تكون المعلومات متاحة للجميع بسهولة ويسر ، كما أن (الدقة) تعدُّ من المبادئ الأصيلة لتحقيق الشفافية الإدارية ، فيجب أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة ، و أخيراً توافر (الموضوعية) فيجب أن تُقدّم المعلومات بشكل موضوعي دون تحيُّز.

آليات تطبيق الشفافية الإدارية:

إن نشر المعلومات من أهم آليات تطبيق الشفافية الإدارية حيث يمكن للمنظمات نشر المعلومات على موقعها الإلكتروني أو من خلال تقارير دورية على أصحاب المصلحة أيًا كانت صفتهم.

كما أن عقد اجتماعات مفتوحة مع أصحاب المصلحة لمناقشة أعمالها تُسهمُ في تحقيق الشفافية المؤسسية، و كذلك إنشاء آليات للشكاوى لتمكين أصحاب المصلحة من الإبلاغ عن أي ممارسات غير قانونية أو غير أخلاقية في هذا السياق.

التحديات التي تُواجه تطبيق الشفافية الإدارية:

مقاومة التغيير : قد تواجه المنظمات مقاومة من بعض الموظفين الذين لا يرغبون في الكشف عن المعلومات خاصة الشلل الوظيفية ، كما أنه قد لا تمتلك بعض المنظمات الموارد اللازمة لتطبيق الشفافية بشكلٍ كامل ، وقد لا تكون الثقافة التنظيمية لبعض المنظمات مُحفّزة للشفافية.

الشلة الوظيفية : تُعدُّ من أهم تحديات تحقيق الشفافية الإدارية وهي مجموعة من الأشخاص داخل المنظمة الذين يرتبطون ببعضهم البعض بعلاقات شخصية مُحدّدة أو مصالح مشتركة ، ويستخدمون نفوذهم بشكل غير أخلاقي لتحقيق مصالحهم الخاصة على حساب المصلحة العامة .

كيف تُعيق الشلة الوظيفية الشفافية الإدارية؟

قد تستخدم الشلة الوظيفية نفوذها لإخفاء المعلومات عن الجمهور أو عن أصحاب المصلحة أو تزييفها ، كما أنها قد تُسيطر على سهولة وصول المعلومات ، مما يجعل من الصعب على الجمهور الحصول عليها، وقد تستخدم الشلة الوظيفية نفوذها لنشر معلومات مضللة أو غير دقيقة ، إضافة إلى أنها قد تستخدم نفوذها لمنع المساءلة عن أي ممارسات غير أخلاقية.

الشفافية الإدارية والحد من تأثير الشلة الوظيفية:

تساعد الشفافية في كشف أي ممارسات غير أخلاقية من قبل الشلة الوظيفية و تُساعد الشفافية على تعزيز المساءلة من خلال جعل الشلة الوظيفية مسؤولة عن أفعالها مسؤولية تامّة. وكما تساعد في تُمكين المتعاملين من مراقبة عمل المنظمة ومنع أي ممارسات غير أخلاقية و تساهم في تعزيز ثقافة النزاهة داخل المنظمة

كيف تُساعد الشفافية في مكافحة الفساد؟

تُساعد الشفافية في كشف أي ممارسات غير قانونية أو غير أخلاقية من خلال إتاحة المعلومات للجمهور وعلى تعزيز المساءلة من خلال جعل المنظمات مسؤولة عن أفعالها وقراراتها و منع الرشوة من خلال إتاحة المعلومات حول العمليات المالية والإدارية للمنظمات.

كما تُعزز الشفافية الثقة بين المنظمات والجمهور، مما يُقلل من فرص الفساد الإداري.

دور القيادة الإدارية في تعزيز الشفافية:

تلعب القيادة الإدارية دورًا هامًا في تعزيز الشفافية من خلال:

خلق بيئة مواتية للشفافية و التأكيد على أهميتها وقيمتها ، ووضع آليات لتطبيق الشفافية ، مثل نشر المعلومات الدورية وعقد اجتماعات مفتوحة وتقديم الدعم للموظفين الذين يُساهمون في تطبيق الشفافية ومعالجة التحديات التي تواجه تطبيق الشفافية، مثل مقاومة التغيير ونقص الموارد .

MEU

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى