ضرورة تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية
كتبت/ روان عبدالعزيز
أحياناً نضيع بين أعباء الحياة وننسى أن الحياة فترات ومراحل وأوقات واهتمامات وأولويات والكثير من حرف الواو، ولكن نضع نفسنا ف زجاجة ولا نطلع من عُنقها، فننغمس في العمل ومشاكله وضغوطاته.
لا نتذكر أن الحياة بها من المتع الكثير ولكن نحن من نغفل عن هذا، وندفن أنفسنا بعملنا، ونحرم نفسنا من الاستمتاع بالحياة وهي التي بها كل ما تشتهيه الأنفس.
إن الإنسان المُكبل بهموم الحياة والعمل والضغط المُلازم له يُفقدنا جزءًا من عافيتنا وعفويتنا و حماسنا للحياة ويزيد على عمرنا عمراً آخر.
فلماذا لا تمتع نظرك ببديع صُنع الله وتحاول الاستمتاع بكل مرحلة ف حياتك وتستغل كل لحظة فيها لتحول النكبة إلى نعمة، وتعيش مع كل موقف جيد أم سيء وتتأمل فيه وتفهم مغذاه وبماذا سُيعود عليك في المستقبل ولماذا صار أصلاً، حَوّل كل مواقفك السيئة لذكرى تتذكرها فيما بعد وتتعلم منها.
الحياة رحلة على سفينة فلا تتجنب رزاز الماء، بل غوص في الماء بأعماقك حتى تشعر به جميع خلاياك، تعرف على جميع المُتع والنعم التي منحها لنا الله واستغلها وهذا لأن عند الوصول للبر -الموت- لن تستطيع الرجوع مرة أخرى.
حاول دائماً أن توازن بين العمل والحياة الشخصية، لأن العمل المتواصل يؤدي للإرهاق والتعب وأحياناً الكلل، فنحن دائماً نحتاج لوقت راحة لشحن طاقة الإنسان من جديد وتستعيد فيه نشاطك وحماسك وقدراتك على الإبداع في عملك.
لا تستنزف طاقتك مرة واحدة ودع لجسمك وعقلك ونفسيتك فرصة للاستيعاب حتى تستطيع انتاج عمل بدون أخطاء ومُجدي.
وهذه بعض النصائح التي تساعدك على التوازن بين حياتك الشخصية وحياتك العملية:-
إدارة الوقت :
حاول أن تُعطي كل شيء وقته الذي يحتاجه، عملك وعائلتك وأصدقائك ووقتك الشخصي -مُهماً جداً أن يكون لك وقتاً خاصاً بك بعيداً عن الجميع- وهذا بدون أن تُهمل جانب من الاثنين فقط أعطِ كل شيء حقه بدون إسراف أو بخل.
حدد أولوياتك :
حتى إذا كنا متشابهين في شيء فهذا لا يعني أن أولوياتنا متشابهه، كل شخص له أولوياته وعنده ترتيباته الخاصة، فرتب نفسك دائماً وبشكل يومي على فعل الأهم فالمهم فالأقل أهمية حتى يسير يومك بنظام ولا تنسى شيء بسبب انشغالك طوال اليوم، وليس بشكل يومي فقط بل في الحياة عموماً يجب أن ترتب حياتك حتى تشير كما تريد، فضع خطة بما تريد فعله واطلع عليها دائماً وإذا ما كنت تريد إضافة شيء أو إزالة شيء مع مرور الوقت.
الوضوح مع الآخرين:
كن صريحاً وواضحاً مع اصحابك وعائلتك و زملائك و مديرك في العمل ولا تتصنع ولا تكذب ولا تحمل نفسك شيئاً فوق طاقتها، فكن شفافاً بالنسبة لهم واحكي إذا كنت تريد المشاكل والضغوطات التي تواجهك في حياتك العملية والشخصية -ولكل مقامٍ مقال فلا تحكِ شيئاً يخص العمل لأصحابك ولا شيء خاص جداً لمديرك- ولا تتقبل شيء قد يضعك في ضغوط أخرى.
طلب المساعدة:
إذا احتجت مشورة أو مساعدة من أحد لا تتأخر في طلبها، فالإنسان يظل دائماً يتعلم، ولا تخجل من كونك تجهل معلومة فمادمت سألت فها أنت قد سلكت نصف طريق النجاح وهذا يكون أفضل ممن يظل جاهل بالمعلومة لمجرد الخجل من كلب المعونة من الآخرين، فإذا احتجت معلومة عن العمل اسأل مديرك أو زميلك، وإذا كان الاحتياج شخصي فافضي مع أصدقائك وعائلتك، فدعم الجميع لبعضهم وحب بالتعاون بينكم يجعل الحياة أخف و العمل أمتع، بالإضافة أن الإنسان يحب دائماً أن يجد من يدعمه.
اهتم بسعادتك:
ابحث عن سعادتك بين طيات الحياة فلا تترك نفسك لمشقات الحياة بدون أن تفصل نفسك لفترة صغيرة من الوقت تمارس فيها هواياتك أو الأنشطة المُحببة إليك أو رياضة تفضلها أو افعل شيء حتى لو النوم فقط لتساعد نفسك على الاسترخاء وسمي هذا الوقت باسمك فقط – وقت س- ولا تدع أحد يتعدي على هذا الوقت، فبعدها تخرج مرة أخرى لممارسة أعباء العمل ولكن بنشاط وحيوية وتتمكن من إبداعاتك مرة أخرى.
استمتع برحلتك ولا تدع فرصة للسعادة إلا وأن تشرب منها حتى الثُمالة فالفرصة التي تضيع لن تأتي مرة أخرى، اختر نفسك قبل أي شيء فلا شيء سيفيدك بعد أن تجد عُمرك ضاع هباءًا في مشقة العمل وتبحث عن نفسك فلا تجدها، اقتنص السعادة من كل شيء حولك فلحظة سعادة واحدة تُضاهي حياة كاملة..