مقالات
الظلم الاجتماعي
كتبت: إيمان قاسم
تتعدد أشكال الظلم الاجتماعي في المجتمع حيث يتجلى في التمييز في الأسرة وعدم المساواة في مكان العمل، ويعد من أخطر الآفات التي تصيب المجتمع، ويهدد بانهيار النسيج الاجتماعي وفقد الأمان والاستقرار وزيادة حدة التوترات الاجتماعية.
الظلم على مستوى الأسرة
يستند الرجل في المجتمع العربي على حق الرجل في التعدد بماء في القرآن الكريم في قوله تعالى: “فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاع”، متناسين شرط العدل بين الزوجات؛ فيفضلون واحدة على الأخرى، وقد نبه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: “من كان له امرأتان، فكان يميل مع إحداهما على الأخر، ببعث يوم القيامة أحد شقيه ساقط”.
وقد يقع الظلم على الزوجة من أم الزوج ويحدث ذلك غالبًا بسبب غيرة الأم من زوجة الابن اعتقادها أن سيطرتها عليه يجب أن تظل حتى بعد زواجه، وإن من حق الزوجة أن ينصرها زوجها ويكف الضرر عنها، وعلى الزوج أن يمنع والدته عن الظلم وايقاع الضرر بالآخرين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أنصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا” فقال رجل: يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوما، أرأيت إن كان ظالمًا، كيف أنصره؟ قال: “تحجزه أو تمنعه من الظلم، فذلك نصره” .
غياب القانون
إن ما يفرق بين الدول المتقدمة والأخرى المتخلفة هو احترام القانون، وتعد مخالفة القوانين وعدم احترامها تقويض لأسس الدولة والتلاعب بالقواعد والتشريعات التي تنظم أحوال العباد، ومن البديهي أن من يمتثل للقوانين ويطبقها هو المواطن العادي، بينما تنتهك الشرائح الاجتماعية المتسيدة للقوانين واستغلال ذلك في الكسب المادي، وإن ذلك كله بشعر المواطن البسيط بالظلم وربما يلجأ للتحايل على القانون لتحقيق مصالحه، إدراكًا منه بغياب القوانين وعدم أهميتها وأنها مجرد حبر على ورق.
الظلم في العمل
من إحدى صور الظلم الاجتماعي التي يواجهها الموظفين في العمل هي مماطلة صاحب العمل في أداء الحقوق إلى العمال، وفي ذلك نهي من رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف فقال: “ثلاث أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطى ثم غدر، ورجل باع حرًا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرّا فاستوفى منه ولم يعطه أجره”؛ وإن البعض يمعن في إذلال العامل. التقليل من شأنه وجهده ومعاملته معاملة سيئة.
على الجانب الآخر، فإن انتشار نظام الوساطة في الحصول على وظيفة، تهدم آمال الشباب وتضيع جل سعيه وجهده سدى لكونه لا يوجد لديه واسطة.
ختامًا، إن الظلم الاجتماعي قضية معقدة تتطلب تضافر الجهود لتحقيق العدالة والمساواة، وإن معالجتها لا تتم بصورة فردية إنما بصورة جماعية بالتعاون مع الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني، بذلك يمكننا بناء مجتمع أكثر عدالة وإنصاف.
إتبعنا