
تقارير وتحقيقات
«التنمية المستدامة» هى خارطة الطريق لمستقبل مصر والعالم
كتبت ضحى محمود
إن مفهوم “التنمية المستدامة ” مُصطلحٌ بدأ تدارُجهُ على مسامعِ القرن الواحد والعشرين ، وكذا بدأت جميع دول العالم تُـولي اهتمامًا بالغاً لتطبيق مفاهيم ومنهجية الاستدامة فى كافة المجالات الحياتية.
فهل تعرف ما المقصود بـــ التنمية المستدامة؟
إن مفهوم “التنمية المستدامة “ يكمن في دمج القضايا البيئية مع ضرورات “التنمية الاقتصادية” من أجل تلبية الاحتياجات الفورية للسكان دون تَـعرض تطلعات الأجيال القادمة للخطر .
وهى أيضا تلك “التنمية التي تلبي احتياجات الأفراد فى الحاضر دون المساس أو الاحتفاظ بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها الخاصة ، ومع ذلك فقد اتسع معناها ليشمل أفكار العدالةِ والتكافل، ليس فقط بين الأجيال، ولكن بين دول الأرض وشعوبها المُتعايشة الآن .
وسرعان سرعان ما كان من أولويات التنمية المستدامة هو تقديم دعوة عالمية للعمل للقضاء على الفقر وصون ،وحماية الأرض وتحسين المُعايشة في كل مكان ، وتغطي هذه الأهداف جميع جوانب الحياة الاقتصادية،والبيئية بل والاجتماعية.
كما قد تبنت كافة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة هذه الأهداف التى استخرجها مفهوم التنمية المستدامة فى سبعة عشر هدفاً في غضون عام ٢٠١٥ ، بوصفها جزء لا يتجزأ من جدول أعمال التنمية المستدامة بل إنـ تلك الأهداف بمثابة التخطيط لوضع الرؤية ، والأهداف الاستراتيجية لخارطه العالم لعام ٢٠٣٠ ،والذي حددت الدول الاعضاء خُطَّة مدتها ١٥ عامًا لتحقيق تلك الأهداف الموضوعه .

تتركز الأهداف السبعة عشر للتنمية المستدامة فيما يلى :-
١- القضاء على الفقر
٢- القضاء التام على الجوع
٣- الصحة الجيدة والرفاه.
٤- التعليم الجيد
٥- المساواة بين الجنسين
٦- المياه النظيفة _ وبيئة صحية
٧- طاقة نظيفة واسعار مقولة
٨- العمل اللائق ونمو الاقتصاد
٩- الصناعة والابتكار والهياكل الأساسية
١٠- الحد من أوجه عدم المساواة
١١- مدن ومجتمعات محلية مستدامه
١٢- الإنتاج والاقتصاد المسؤولان
١٣- العمل المناخي .
١٤ – الحياة تحت الماء
١٥- الحياة فى البر .
١٦- السلام والعدل والمؤسسات القوية
١٧- عقد الشراكه لتحقيق الأهداف .

إن موضوع التنميه المستدامة لا يستكفيه مقالاً واحداً بل عدة مقالات وذلك لتشعب أهدافه وطُرق ومنهجِيات الدول العربية والعالمية فى تحقيق أهدافه ، وكذا المنظمات الدُولية التي شاركت فى تحقيق أهدافه وعلى رأسها منظمة «اليونيسيف »، وتعمل اليونيسف على الحد من العوائق أمام التغذية الجيدة، مع التركيز على منع جميع أشكال سوء التغذية وهذا هو الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة.

وسأتحدث اليوم عن هدفًا واحداً من أهداف التنمية المستدامة إلا وهو “الحياة في البر”
إن المُشكلات البيئية التى هى صنيعة البشر أصبحت تُشكل تهديداً مباشراً ، وإنذار بالخطر ليس بحسب على المجتمعات فقط بل ، وعلى الغذاء أيضا ، فظهر مصطلح “المناخ في مقابل الطعام! ” فبسبب المشكلات البيئية مثل التغير المناخي أصبحت ندرة الغذاء خطرًا يُهدد كوكبنا بل عالمنا كله ، لأن استمرارنا في التعدي على البيئة من حولِنا خاصة الأراضي الزراعية يجعل سكان الأرض والحياة البرية عامةً أمام مشكلة غذائية كبيرة جدا.
لذا ينبغي أن ندرك مدى أهمية الطبيعة لبقائنا، فهي ليست فقط تمُدنا بالأكسجين، بل تنظم لنا أيضا المناخ الصحي ، وتمنحنا الطعام ، إذ لا يمكن بإى حالاٍ من الأحوال توفير الغذاء في ظل غلاف جوي يُحاط بكل ما هو مُلوث من حولنا .
يؤدي تغير المناخ، والنزاعات والحروب ، وكذا الأمراض الحديثة مثل جائحة كوفيد-19، والأزمات الاقتصادية إلى حرمان الأطفال من فرصتهم بالازدهار. وإذا لم نتصرف الآن، فإننا نخاطر بخسارة ملايين الأرواح لأسباب يمكن منعها بسهولة من قبيل الأمراض، أو وقف نزيف الحروب والصراعات ، وسوء التغذية، والمياه غير المأمونة.
ومن الآن علينا أن نُفكر جيدا ما هي العلاقة بين المناخ والغذاء؟!! وأن نعمل أيضا ونجد ونجتهد فى الأبحاث العلمية والعملية فى ذلك الموضوع الحيوى حتى نستطيع أن نلحق بِركب التنمية المستدامة .
