مستقبل العمل في ظل التكنولوجيا المتقدمة
مستقبل العمل في ظل التكنولوجيا المتقدمة
كتبت /روان عبدالعزيز
قديماً كان الإنسان يعمل بيده في كل شيء بأكل ويصنع ويزرع وكل شيء بيده وعقله فقط ولا يوجد أي وسيلة أخرى تساعده على المعيشة، ومع مرور الوقت أصبحنا على النقيض تماماً فاليوم نرى الإنسان البشري يجلس ويحمل بيده ريموت بحجم كف اليد يُحرك به كل شيء ويدير به مؤسسة كاملة.
بل أصبحنا نرى أشياء تتحرك وتعمل بمجرد الصوت أو النظرة أو الإشارة، والآن يمكننا سؤال أنفسنا سؤال هل هذا التطور الهائل الذي وصلنا له تقدم أم تخلف؟
الحقيقة سؤال مُحير، فقديماً كنت نرى فن وإبداع واختراعات الأيدي البشرية مما يدل على الذكاء الفائق الذي وضعه فينا الله، بالإضافة إلى النشاط والحركة الكثيرة وعدم الخمول والاعتماد على الذات ومحاولة إثبات أني استطيع -فأديسون حاول 999 مرة حتى نجح في المرة 1000 ليخترع المصباح الذي ينير حياتنا اليوم- وعلى الرغم من أن مَن اخترع الروبوتات والميكنات والآلات الحديثة وكل هذه التكنولوجيا هو العنصر البشري إلا أننا فقدنا عنصر ابداع اليد البشرية.
اليوم نجد الإنسان بعد كِده وتَعبه في اختراع كل هذا التطور الهائل، يصيبه حالة من الخمول في العمل تقتصر كل إبداعاته في كيفية الراحة وتسهيل الأعمال ورمي كل الأحمال والصعاب على الأجهزة الإلكترونية .
بالتأكيد الراحة جيدة ولكن الحالة من الملل التي يُصاب بها الإنسان لوجود كائن آخر يقوم بعمله كيف نحلها ؟
وفي ظل التغيرات الجسيمة التي تطفو على عالمنا اليوم هل تأثر العمل وهل سيتأثر في المستقبل القريب أو البعيد و هل الطفرة التي أحدثتها التكنولوجيا ستتسبب تأثيرتها بالإيجاب أم بالسلب؟
هذه بعض تأثيرات التكنولوجيا على العمل:-
توزيع القوى العاملة :
في عصرٍ سابق كان العمل مكانه معروف في المكتب أو الشركة أو المؤسسة التابع لها الموظف أو العامل وكان له مواعيد عمل ثابته وحتى أدواته كانت معروفة فكان يستخدم أدوات بدائية فبدأ الكتابة قديماً على جلود الحيوانات و جذع الأشجار وورق البردي وتطور حتي أصبح يستخدم الورقة والقلم والحبر والآلة الكاتبة – وهذا بعد التطور- أما الآن وبعد اختراع الهاتف وبعد أن كان مجرد وسيلة للتواصل أصبح اليوم بإمكانك إدارة مؤسسة كاملة من خلاله وأنت في قارة ومؤسستك في قارة أخرى.
الاحتياج للعديد من المهارات الجديدة في أماكن العمل بالمستقبل :
مع التطور اختلفت احتياجاتنا فبدلاً من اختيار موظف لمجرد أنه معه شهادة عُليا والمامه بعدة مهارات، فاليوم اختلف هذا الشيء فأصبحنا نحتاج موظفين قادرين على التعامل مع التطور الهائل والألمام بكل خبايا البرامج والتطبيقات المستحدثة التي تزيد من الإنتاج وهذا يجعل مجتمعنا أفضل فمن عام 2000 وصولاً لعام 2019 ازدادت نسبة الموظفين الحاصلين على مؤهلات على مستوى الدراسات العليا من 24% إلى 42%، بالإضافة لزيادة عدد الحاصلين على الوظائف التي تساعد في الابتكار وحل المشاكل الصعبة، فلا تكون في جيل التكنولوجيا وأنت مازلت متمسك بمهاراتك القديمة.
تغيير الأدوار في مكان العمل الرقمي:
بالرغم من الاعتماد الذي بلغ حد السماء على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، ورغم استبدال الأيدي البشرية بالمكينات إلا أنه لا يمكن الاستغناء عن العنصر البشري فهو يساعد في الكثير، فسيظل العنصر التكنولوجي مهما بلغت قوته وقدراته لا يمكن الاعتماد عليه بشكل كلي، فأصبح الطلب بكثرة وفي المقام الأول وبصورة قوية على المعرفة والمعرفة، فلا تخافوا من هروب القوى العاملة بسبب الذكاء الاصطناعي والروبوتات، والدليل على ذلك الاعتماد على القوى العاملة فحققت نجاحاً ويصل إلى 133 مليون دور جديد وهذا في عام 2022، وهذا دليل على عدم الاستغناء عن العنصر البشري في العالم كله.