أثر الضغوطات الاجتماعية على صحة وسلامة الشباب
أثر الضغوطات الاجتماعية على صحة وسلامة الشباب
كتبت/ روان عبدالعزيز
الانغماس في ضغوطات الحياة يؤثر على حياتنا بل أنه يُبدلها، فتبني وتهدم، تقوي وتضعف، تصلح وتكسر، والكثير من تأثيراتها ولكن الأكيد أنها تُعلمنا الكثير.
ابن العشرون في العمل خبراته تفوق ابن الخمسون وهو بالبيت، وهذا صحيح فالشارع والعمل والسوق والناس والشخصيات المختلفة التي تقابلنا ونتعامل معها والمواقف التي تواجهنا وتجعلنا نفكر في حلها تقوي من شخصيتنا المسؤولة وتجعلنا نعتمد على نفسنا أكثر وتساعدنا على الابتكار والثبات الانفعالي أكثر وأكثر.
ولكن ليس كل شيء ايجابي فبالرغم من الإيجابيات الكثيرة التي نكتسبها من سوق العمل إلا أنها لها الكثير من التأثيرات السلبية.
إن كثرة الضغوطات تسبب الكثير من المشاكل النفسية والجسدية والعصبية فلا تترك نفسك تحت وطأة الضغوط، ونتركها تقتل فيك بالبطيء حتى تُفنى.
فبصفة خاصة شبابنا اليوم الذي هو عماد الأمة ورمزها لا يجوز أن يهدر صحته في العمل في بداية حياته، صحيح أن هذه هي فترة بناء الشخصية وأن العمل فيها شيء مطلوب وغير سليم أو تترك نفسك للفرص التي قد لا تأتيك من الأساس، ولكن هذا لا يعني أن نموت ونحيا فقط للعمل، فتعلم أن تُوازن بين حياتك الشخصية والعمل بقدر الإمكان.
فلنفسك عليك حق فلا تهدر حقها، فأنت من حقك أن تأخذ وقتاً للترفيه والانطلاق بحرية بعيداً عن الحياة الجادة التي تجعلك عاقد حاجبيك طوال الوقت.
اخلع لباس العمل والحياة العملية لبعض الوقت، حتى عندما تعود لارتدائه يكون عندك طاقة وحماس لعملك ولا يصبح الأمر مع مرور الوقت مُمل روتيني.
وخاصةً الشباب فحينما يعملون في عملٍ جديد -هذا لأنهم في بداية حياتهم وخاصةً في أول عمل- يكاد أن يقتلهم الحماس، ويحاولون إثبات أنهم قادرون وفعّالون حتى يُمَيزوا عن غيرهم.
ولكن بالرغم من الضغوط النفسية والاجتماعية وكل أنواع الضغوط التي تحاصركم في العمل فيجب أن تتمكن من مواجهتها بمفردك بدون الاستعانة بأحد هذا لتكون أكثر قوة وشجاعة في مواجهة الأزمات.
ولكي نعالج هذه الضغوط يوجد بعض الأسس وهي :-
يجب أن تعرف مصدر الضغط وأسبابه حتى تستطيع التعامل معه ومعالجته فيما بعد بدون أن يترك أي أثر سلبي فيما بعد.
حاول ألا تتوتر وتقلب نفسك دائماً مما يزيد من حالتك المضطربة ويزيد من ضغوطك النفسية، فتجنب الوقوع فريسة للقلق.
حاول تغيير كل المعتقدات السلبية التي تزيد من اكتئابك أو تغيير مزاجك أو تسبب لك أي ضغوط وحاول دائماً التفكير بإيجابية.
ليس خطأ أن تطلب الدعم من مُحبيك، فإذا كنت تحتاج إلى المزيد من الكلمات المُشجعة والتي تزيد من هِمتك ونشاطك وتساعدك على الطمأنينة فلا داعي للتأخير، اطلبها لعلها تكون مساهمة في نجاحك وسيستحقون منك شكراً بعد هذا.
مارس علاقاتك العاطفية إذا كنت تحتاج لذلك فقد تساعدك على خلق نوع من التوازن بين حياتك الشخصية وحياتك العملية وقد تساعدك على الشعور بإيجابية وعدم التفكير في المشاكل باستمرار.
استخدم كل الأساليب التي تساعدك على الاسترخاء كالرياضة مثل الجري، أو الأنشطة التي تقلل من التوتر والضغط كاليوجا والتأمل، مارس الهواية التي تُحبها لعل هذا يجعلك تبتعد عن الضغوط والمشاكل، حاول التدريب على تمارين التنفس بانتظام فهذا يقلل من القلق ويساعد على الشعور بالراحة.
حب الذات فرض وإذا لم تُحب ذاتك فلا أحد سيحبك، لا تترك نفسك للمشاكل والضغوط أن تُفقدك شخصك الجميل الذي خُلِق ومُيزَ عن غيره بالكثير، فحاول دائماً اسعاد نفسك، فهي تستحق..