حلم التصنيع والاكتفاء الذاتي
حلم التصنيع والاكتفاء الذاتي
كتبت/روان عبدالعزيز
هل الطبيعي أن يرغب أحد في مساعدة الآخرين، وأن ينتظر أن تُمد له يد العون لأنه غير قادر على الاكتفاء وقضاء احتياجاته بمفرده، الأمر غريب ومُخذي جداً.
وهذا ما تحاول بلدنا الحبيب فعله وهي أن تُكفي نفسها بنفسها ولا تنتظر أحد أن يمنحها شيء ولهذا نحن في طريق الاكتفاء الذاتي، ولهذا يتم القيام بالعديد من المشروعات التي نحن في حاجة إليها .
وكان أول شيء يهتم به شعبنا هو الغذاء وكيف نوفر السلع الغذائية المطلوبة بسعر في متناول الجميع -خاصةً مع الارتفاع المهول في الأسعار في الفترة الأخيرة- وعليه قامت الدولة بمحاولات مُجدية لتجد حلولاً لهذه الأزمة.
وهذه بعض المشروعات الغذائية :
أول شيء يهم الشعب هو الغذاء والطعام والشراب وكيف أن الأسعار في منحنى خطير وفي غير متناول الجميع ولهذا فقامت الدولة بعمل خطة جيدة لإصلاح هذه المشكلة وقامت بتقسيم المشكلة لثلاث محاور حتى تتمكن من حلها وهم :
– المحور الأول هو استصلاح الأراضي:
فأول شيء يجب فعله حتى نوفر الغذاء والطعام هو الزراعة والفقر المائي، ولهذا قامت الدولة باستثمار ما يقرب مما يصل إلى ترليون جنية لتوفير مياه كافية للزراعة وهذا عن طريق تحلية مياة البحر أو محاولة معالجة مياه الصرف الصحي بجانب تطوير مياه الري الزراعي لتخفيض الهدر وتبطين الترع وهذا لضمان زراعة ناجحة.
والمرحلة الثانية في الزراعة هي مشاريع انتاج الغذاء، والتي تلي اصلاح الزراعة، وهي الأهم فكيف ننتج الزرع، وفي محاولة مكثفة لإنقاذ الموقف تم زراعة ما يقارب نصف مساحة مصر التي هي مقدارها 9 مليون فدان والخطة الموضوعة تنوي بزراعة 4 مليون فدان حتى عام 2026.
ومن أول المشاريع التي تم البدء فيها هو “مشروع توشكا” والذي يهدف لزراعة مليون فدان وبالفعل تم زراعة ربع مليون فدان والذي يضم معظمه القمح، وليس فقط زراعته وإنما المشروع يجمع معمل ومصنع لإنتاج البذور والأسمدة ومركز أبحاث لمراقبة جودة الإنتاج وتحسين شبكات نقل ومعدات حديثة للزراعة والنقل والتخزين.
والمشروع الثاني هو مشروع يضم أماكن متفرقة من جميع أنحاء الجمهورية بغرض الزراعة في كل مكان وإصلاح العديد من الأراضي في الأماكن المختلفة ” فمشروع المليون الفدان والنصف مليون فدان” يتم زراعته في الصعيد وسيناء والدلتا وجنوب الوادي وشرق العوينات وغيرهم.
والكثير من المشاريع التي تهتم بالزراعة وكيف نكفي هذا الجانب المهم لدى شعب مصر الحبيبة.
– المحور الثاني هو الإنتاج السمكي والحيواني:
والذي يعتبر من الأهتمامات الكُبرى عند الدولة وشعبها ، وقد حققت مصر نجاحاً في التوسع في هذين المجالين الصيد والاستزراع، وكان مشروع إحياء أسطول الصيد المصري في الحياة الغميقة في البحرين سواء الأبيض المتوسط أو الأحمر، من أولى تحركات الدولة لهذا الجانب وهذا من خلال طلق 100 مركب صيد مجهزة على أعلى مستوى بكل الوسائل والمعدات اللازمة لتحقق أفضل نجاح ممكن، وتدكي تزيد من مستوى الخبرات عند الشركات المحلية في مصر مع مرور الوقت، يالإضافة بكيفية بناء السفن وتزيد من قوتنا في هذا المجال.
ومن ناحية الاستزراع السمكي فقد قامت بعمل أكبر مزرعة سمكية وهي بِركة أو بحيرة غليون بمركز مطوبس في شمال محافظة كفر الشيخ والتي تبلغ مساحة كبيرة حوالي 4آلاف فدان والتي توفر رقم مهول من الأسماك فتنتج ٣ ،٣ مليون طن من الأسماك والجمبري وهذه بالإضافة أنها شركة مصرية صينية وهذا يعتبر أكبر مشروع سمكي في الشرق الأوسط.
وحينما نأتي للإنتاج الحيواني فيحتوي على مستويين، أولهما تشييد مجمعات ضخمة وأهمها مجمع الإنتاج الحيواني المتكامل بالفيوم والذي يحتل مساحة حوالي 500 فدان بطاقه استيعابية 100 ألف رأس وهو مجمع شامل لا ينقصه شيء و يحتوي على مصانع إعداد الأعلاف واللحوم وتعبئتها وتخزينها بالإضافة لمجمع آخر لإنتاج الألبان والمجازر الآلية.
والمستوى الآخر هو مبادرات تحفيز المزارعين الصغر لتشجيعهم على التربية وكمثال عليه المشروع القومي للبتلو الذي كان كلف مبلغ يقارب المليار جنيه لدعم المزارعين علي التربية وزيادة إنتاج اللحوم والألبان والذي حقق افادة ضخمة لما يقارب حوالي 42 ألف مواطن أتجه للتربية والتسمين في أكثر من نصف مليون رأس.
– وأخيراً المحور الثالث وهو هو رفع قدرات مصر على تخزين الغذاء:
وهذا يحفز زيادة قدرات مصر على توفير أكبر قدر ممكن من الغذاء والحبوب التي نحتاجها وأولها حبوب القمح والتي لأجل توفير السلع الاستراتيجية، قامت الدولة بعمل المشروع القومي الصوامع والتي تم تحويلها من قديمة لصوامع إلكترونية حديثة وهذا لحفظ الحبوب وتقليل الكمية التي تتلف منه الذي كان يبلغ 25٪ منها وحققت إنجازاً كبيراً في ذلك حيث أنها استطاعت رفع القدرات التخزينية للصوامع من 2 /1 مليون طن في عام 2014 إلى 3/6 مليون طن، وهذا ساعد في زيادة السعة التخزينية لترتفع من ثلاثة أشهر إلى تسعة أشهر، وبسبب النجاح الباهر الذي قامت بتحقيقه يتم الآن انشاء 60 صومعة جديدة وبصفة خاصة بجانب المشاريع الزراعية.
والجزء الثاني للحفاظ على السلع ومنعها من التلف هو إنشاء مخازن كبيرة لتحمل أكبر قدر من السلع كالزيت والسكر والأؤز والمكرونة وغيرهم الكثير من السلع الغذائية ومنذ 2023 تم البدء والهدف المراد تحقيقه هو بناء 7 مخازن عملاقة استراتيجية للحفاظ على السلع بأفضل الطرق وتكون جودتهم أعلى، وبالفعل تم افتتاح أول مخزن في يونيو 2023 بالسويس والذي تتسع مساحته ل10 افدنه وتم الاستثمار فيه لما يقارب من مليون ونصف والذي يوفر خدمات لأكصر من محافظة كالسويس والإسماعيلية وبور سعيد.