مؤسسه تكوين
مؤسسة تكوين وأهدافها الخبيثة
الغدر الفكري
نستطيع من قلب التراث أن نجدد التراث
هذه الكلمات كانت افتتاحية لمؤتمر تكوين الفكري المزمع إقامته سنويا والذي بدأت فعالياته وللاسف بمصر
هذه الكلمات التي تبدو في ظاهرها بسيطة وتنشد التطوير الفكري والتراثي إلا أن في باطنها ضرب ثوابت الدين والقضاء على السنة المحمدية
وقد أعلن المؤتمر انطلاق فعالياته وقد ترأس أمناء المجلس عدد يعتبرون أنفسهم مفكرون وأدباء العرب في العصر الحديث وهما يوسف زيدان والاعلامي ابراهيم عيسي والمجهول وظيفته اسلام البحيري من مصر وفراس السواح من سوريا والدكتورة الفي يوسف من تونس والدكتورة نجلاء ابي نادر من لبنان
وهذه الأسماء، معروفة لدى الوسط الأدبي وأكثر ما تشتهر به هذه الأسماء هي الميول الفكري المضاد للسنة وثوابت الدين وتم تعريف اتجاهات هذه المؤسسة أنها تهدف لوضع الفكر والثقافة العربية في إطار فكري جديد يتناسب مع تطور العصر الذي نشهده ويهدف لإعادة صياغة الفكر والتراث بالوطن العربي بأكمله لذلك يحدد اختيار أعضائه من العديد من الدول العربية مثل سوريا ولبنان وتونس ومصر
وتحاول هذه المؤسسة في اجتماعاتها القادمة جذب المزيد من
الاعضاء من مختلف الدول العربية الاخري
ولكن عند إنشاء أي مؤسسة فكرية ادبية يجب توضيح أهدافها
علي سبيل المثال
من يمول هذه المؤسسة ؟
وما هي أهدافها واتجاهاتها الفكرية ؟
لماذا لم تضم عناصر متنوعة من المفكرين والأدباء ورجال الدين والسياسين ؟
الفكر والفكر الآخر
من قام باختيار هذه المجموعة لتكون أمناء المؤسسة ؟
يجب تعريف كنية هذه المؤسسة لأن ترك هذه الأسئلة بدون إجابات تثير الشكوك والقلق حول من انشائها وبالاخص من أمناء المؤسسة الذين تحوم الشبهات حول ميولهم الفكرية
العقائدية
فكل مفكر منهم لديه اتجاهه الفكري المختلف نهائيا عن الاخر في الكتابة والنظرة الفكرية ولكنهم جميعا يتفقون في فكر واتجاه واحد خارج اعمالهم الادبية وهو الضرب الدائم في ثوابت الدين والسنة باستثناء اسلام البحيري فهو لا مفكر ولا أديب ولا يمد للمثقفين بصلة ولكنه متخصص ايضا في ضرب ثوابت الدين والتطاول المستمر على العلماء والفقهاء على مر العصور وجميعنا نتذكر عندما تم سجنه لمدة عام بتهمة التطاول على الأديان
من وراء تمويل المؤسسة ؟
في الفترة الاخيرة تم ذكر ان من وراء التمويل هي دولة الإمارات ولكن حتى الآن لا نجد مصدر مؤكد لهذه المعلومة وإن كانت الإمارات او غيرها من الدول فالهدف هو اسقاط قيم المجتمع المسلم وهدم ثوابته وأفكاره
أصبحنا نواجه الآن الحرب علي الاسلام وبصورة علنية
علي مر العصور تم انشاء الاف من هذه المؤسسات مع اختلاف المسميات ولكن في النهاية ظل الدين كما هو بل اقوي واندثرت هذه المؤسسات ولم يعد يتذكرها التاريخ ولكن المختلف عن ما سبق التجاهر
أصبحت هذه المؤسسات تمارس أهدافها دون الخوف من أحد
لقد أعلنت مؤسسة تكوين إن من أهدافها تطوير خطاب التسامح وفتح آفاق الحوار والتحفيز على طرح الأسئلة حول المسلمات الفكرية
والنظر في الثغرات التي تعيق تحقيق المشروع النهضوي
وأنها مؤسسة عربية ومفكرين وأدباء عرب بهدف تعزيز الحوار البناء والإصلاح الفكري
وانها تهدف الى ترسيخ قيم الحوار والتنوير وقبول الآخر والإيمان بمبادئ السلام العالمي بين الثقافات والعلماء والأديان
وتسعى لإيجاد مستقبل مشرق للوطن العربي والإسلامي من خلال الاتصال بين الثقافة والفكر الديني المستنير
وأنها تعمل على الإصلاح للفكر الديني الذي سيعيد للدين مكانته ووضعه الطبيعي لمواكبة التقدم في كافة المجالات العلمية والفكرية
ويعتبر يوسف زيدان هو المؤسس لفكرة تكوين وهو من مواليد 1958 وتخصص في التراث العربي المخطوط وحصل على الماجستير وقدم رسالته عن الفكر الصوفي
وحصل ايضا على الدكتوراه في رسالته عن الفلسفة الإسلامية عن الطريقة القادرية فكرا ومنهجا وسلوكا
وايضا كاتب للمقالات وروائي ومؤلف وهو الذي أسس قسم المخطوطات في مكتبة الإسكندرية عام 1994
وأثناء فعاليات مؤتمر تكوين اتسم حواره بالغرور والتكبر
علي سبيل المثال سؤاله الذي تم توجيهه للكاتب السوري فراس السواح
من افضل انت ام طه حسين ؟
فرد المفكر السوري
انا وانت افضل من طه حسين
والسؤال ده من وجهه نظري هو نفس فكر ركوب (الترند) محاولة منه للفت نظر الجميع للمؤتمر وفاعليته
ابراهيم عيسي
اشتهر في الفترة الماضية بآرائه التي تثير الجدل
حول السنة المحمدية بوجه خاص والاسلام بشكل عام
ودائما ما يحاول إنكار السنة المحمدية ووصفها بالتراث
ليرفع عنها قدسيتها وابعادها عن حياتنا اليومية
وكثيرا ما شن عليه حملات واسعة على مواقع التواصل
الاجتماعي بسبب محاولاته النيل من السنة
؛نا نجد ترابط واحد بين الثلاثه
وهو إنكار السنة ومحاولة هدم الثوابت
نعود سريعا لأهداف تكوين التي ذكرناها قبل الحديث
عن يوسف زيدان
هذه الأهداف تعتبر أهداف مبطنة في ظاهرها التطوير والتسامح وفتح أفق للحوار وبين الكلمات والكلمات صراع فكري عقائدي ايدلوجي
عندما قرأت هذه الكلمات الرنانة لم استطيع ان ابعد عقلي
عن الربط بين أهداف تكوين
وبين فكرة السلام الابراهيمي
آراء ربط قوي بين الاثنين فأهداف تكوين لا تختلف
عن أهداف وشعارات ( السلام الابراهيمي ) أو الديانة
( الابراهيمية ) وكأن عقلي يحاول ربط تكوين
بالسلام الابراهيمي ( التسامح – الأخوة – تطوير الفكر الديني – الربط بين الأديان – مواكبة الدين لتطور العصر – الرأي الآخر )
نفس الكلمات ونفس المعني وبداية لتطبيق الهدف الاكبر السلام الابراهيمي
وما المقصود بالرأي الآخر ؟
هل هو رأي علماء الدين والأزهر ؟
بالتأكيد لا
فالرأي الآخر هو رأي الملحدين والمنكرين لثوابت الدين
أري راية الإلحاد تلوح في آفاق هذا المؤتمر وترفرف
مفهوم الإلحاد الغربي ……
إنه لا يعترف بالدين أو بوجود ( إله )
ولا يتدخل في أي ديانة حتى ولو بإبداء الرأي يكتفي بإلحاده فقط ولا يتطاول على حريات الآخرين في العبادة او الايمان بالخالق
وفي معظم الحالات لا يذكر إلحاده حتى لأقرب الأقربين إليه
أما في وطننا العربي الإلحاد يختلف مفهومه وبشدة
يبدأ الملحد إلحاده دائما بالتجاهل والتطاول علي الأديان أو الذات الإلهية وكأنه بهذه الطريقة يعلن إلحاده
ينكر ثوابت الأديان وينكر الكتب المقدسة وليس بالفكر او الحوار بل بالتطاول والقذف والسب
وجميع من تحاورت معهم ملحدين لمست ان اهم سبب لإلحاد هم دائما هو تقييد الديانات للحريات المحرمة وأن أهم سبب لإلحاد معظمهم هو حبهم لما حرمت الديانات كالخمر والزنا والعلاقات المحرمة فهو في صراع نفسي بين حبه للمحرمات وخوفه من العقاب الإلهي فلا يجد عقله سوى إنكار الأديان وإنكار وجود ( الله )
ليعطي لنفسه الحق في الخوض في جميع المحرمات دون خوف من عقاب شديد ينتظره
نعود للسؤال حول طه حسين ولماذا تم ذكر هذا الأديب علي وجه الخصوص ؟
من المعروف أن طه حسين هو أول من قاد حملة التنوير
وخصوصا ان الاديب طه حسين الريفي البسيط القادم من صعيد مصر
بدأ حياته العلمية بمنحة لعاصمة النور ( فرنسا )
والتي شهدت في هذا الوقت إنطلاقة قوية للتحرر من القيود
الدينية والمجتمعية والحريات لذلك سميت بعاصمة النور
تأثر الأديب طه حسين بهذه الثورة الفكرية الحديثة
والتي أسهمت في كتاباته وإضافة بصمة خاصة على كتاباته المتميزة
فأصبح يكتب بعقل متحرر ومستنير
لذلك أطلق عليه قائد الفكر التنويري
وهنا يجب علينا توضيح مفهوم مصطلح ( التنوير ) وبأسلوب مبسط وهو
( لا سلطان على العقل إلا العقل فقط )
وهو ببساطة عندما يبدأ الكاتب في كتابته او روايته يفرض عليه ما يسيطر عليه عقله من فكر علي أي ثوابت سواء اجتماعية او اخلاقية او دينية
حتى ولو كانت الأديان وثوابتها
التنوير هو فرض ما يدور في العقل على القيم أو الأديان
أو بمعنى آخر تحرير العقل من الثوابت
اكتب ما يراه عقلى دون النظر للحق المجتمعي او الديني
ببساطة أكثر
لبعض الأدباء والمفكرين هو مجرد تجسيد
( لأرض الواقع ) ولا يمد للإلحاد بصلة
لذلك تم ذكر الأديب طه حسين
واستغلال مؤلفاته بالزج به باتجاه الإلحاد عن طريق
( الفكر التنويري )
وهذا ليس إثبات للشئ
وفي النهاية
تكوين ليست سوى تكوين مشبوه يهدف لهدم ثوابت الدين وهدم المجتمعات العربية المسلمة
تكوين مثلها مثل آلاف المؤسسات التي تم تكوينة للقضاء على السنة المحمدية والإسلام ولكن التشابه الوحيد القوي بينها وبين أي مؤسسة أخرى إن التاريخ لن يتذكرها ونهايتها معروفة كالمؤسسات الأخرى إلى مزبلة التاريخ
تنتهي تكوين
ويظل الإسلام كما هو إلى يوم الدين شاء من شاء وابى من ابى
والتاريخ خير دليل
مقال رائع ولامم بكل الموضوع كاتب متميز دائما تحياتي،لك