كيفية تحسين تجربة التعلم عبر الإنترنت
كيفية تحسين تجربة التعلم عبر الإنترنت
كتبت / سلمي محمد
مع استمرار انتشار فيروس كوفيد-19، تحولت المدارس والجامعات في جميع أنحاء العالم إلى التعلم عبر الإنترنت في محاولة لإبطاء انتشار المرض، بحسب احدث تقارير الأمم المتحدة فان ١،٦ بليون طالب قد تأثر بشكل او اخر في ١٩٠ دولة في جميع القارات. ولا يوجد في الأفق جدول زمني للعودة الى الوضع الطبيعي ومقاعد الدراسة في معظم دول العالم ناهيك ما هو شكل الوضع الطبيعي الجديد.
أفكار تساعد في تعزيز ونجاح التعلم عبر الإنترنت للجامعات والتعليم الأساسي خصوصا خلال الأوضاع الغير طبيعية
التخطيط ثم التخطيط ثم التخطيط
يشير المختصون بمجال تكنولوجيا التعليم إلى إن عدد قليل من المدارس والكليات أدمجت التعليم الرقمي ومتطلباته الفنية والأكاديمية والتدريبية ضمن ممارساتها وذلك بفضل التخطيط المسبق واستشرافها اهمية هذا التوجه الدولي، تعتبر هذه المؤسسات واساتذتها وطلابها متقدمين عن غيرهم وكانوا اقل تأثرا بالجائحة. بينما في الجانب الاخر نلاحظ ان غالبية المدارس والجامعات وكوادهم لم يُضمنوا التعليم الرقمي وبنيته التحتية ضمن ممارساتها اليومية والاستراتيجية، فلذلك كان التأثر شديد لدرجة ان بعض المؤسسات الخاصة قد تغلق أبوابها قريبا. ينصح المختصون التربويون بأهمية اخذ المتطلبات الاجتماعية والعاطفية للطلاب بعين الاعتبار وليس فقط الاكاديمية ضمن الخُطط.
الاستثمار الحقيقي في التعلم عبر الانترنت
تظهر الأدلة والأبحاث وجود استثمارات قليلة أو معدومة لتمكين التعلم عبر الإنترنت من قبل العديد من المدارس والجامعات وحتى الحكومات. قد يكون هذا بسبب عدم فهم الاتجاهات العالمية في التعليم وغالبا يقصر الاستثمار بتكنولوجيا التعليم على اللوحات الذكية داخل الغرفة الصفية واستخدام الكمبيوترات اللوحية لاستعراض الكتب الدراسية وبعض المحتوى المعرفي. بينما يجب أن يشمل الاستثمار في التعليم عبر الإنترنت نظام إدارة التعلم المناسب ، وأدوات التصميم التعليمي الثنائية وثلاثية الابعاد لتجربة تفاعلية افضل ، تدريب المعلمين والمحاضرين ، تدريب الطلاب ، وتوفير الدعم التقني بواسطة موظفين اكفاء.
ضمان العدالة الرقمية
يٌعتبر توفر الأجهزة الرقمية والحاسوبية وخدمة الانترنت أكبر التحديات التي واجهت التعليم عبر الانترنت وخصوصا خلال جاذحة كورونا في البلدان النامية. على الجهات المختصة استطلاع المدرسين والأساتذة والطلاب وعائلاتهم مسبقا لمعرفة هذه الاحتياجات. سيمكن ذلك لتخطيط أفضل وتطوير المحتوى المناسب للجاهزية الرقمية. يشير الباحثون في مجال تكنولوجيا التعليم إلى أن معظم العائلات ليس لديها جهاز كمبيوتر واحد لكل شخص وقد يعمل الاهل أيضًا من المنزل، مما يعني أن العديد من الأشخاص قد يتنافسون على جهاز كمبيوتر واحد أو اثنين. لذلك، يجب مراعاة تلائم المحتوى المعرفي مع تطبيقات والرؤية من خلال أجهزة الهاتف المحمول او الأجهزة اللوحية كخطة بديلة. بالنسبة للأساتذة أو الطلاب الذين ليس لديهم شبكة Wi-Fi في المنزل، يجب على الجهات المختصة شراء أو استئجار اجهزة اتصال Wi-Fi المحمولة ومن ثم وضع خطة لتوزيعها عدلا حسب الحاجة.
توقعات واضحة للكادر التدريسي وأولياء الأمور
ينصح المختصون بمجال التكنلوجيا والتعليم وخصوصا في بيئة التعلم عبر الإنترنت أن تكون قنوات التواصل والاتصال متكررة وواضحة وموجزة بين الإداريين والمعلمين وأولياء الأمور والطلاب وهي أكثر أهمية من أي وقت مضى.
على الإداريين والكادر التدريسي إعداد وثيقة الأسئلة الشائعة التي تحدد جميع تفاصيل كيفية العملية التدريسية وخطط التدريس الفصلية والتقييم والواجبات المنزلية، والية وضع العلامات ونشرها لأولياء الأمور في موقع المؤسسة الالكتروني وجعلها متاحة في اغلب مواقع التوصل، تقديم هذه التوقعات عبر مقاطع فيديو مسجلة من قبل الإداريين والمدرسين.
إعداد دليل ارشادي (خطوة بخطوة) حول كيفية الوصول إلى أدوات التعلم عبر الإنترنت والمناهج الدراسية واستخدامها. ضرورة استخدام طرق مختلفة لتقديم هذه المعلومات بما في ذلك الفيديو والنصوص المكتوبة وتضمين أدوات حديثة مثل Screen Casting , التأكد من أن جميع الطلاب وخاصة الصغار عمرا يعرفون كيفية تسجيل الدخول إلى التطبيقات التوصل الدائم مع أولياء الأمور
التطبيق العملي للتعلم عبر الانترنت
وضع جدول زمني يومي واضح بشأن الوقت لتسجيل دخول المعلمون والطلاب إلى الحصص او المحاضرات. مراعات تجنب قضاء المعلمين والطلاب خصوصا الصغار منهم وقتا طويلا أمام شاشات الأجهزة الالكترونية بأنواعها، مع مراعاة ان بعض العائلات قد تتشارك جهازًا واحدًا. يقترح المختصون تقسيم ساعات الحضور لفترتين صباحية ومسائية او بعد الظهر لتمكين أولياء الأمور تنظيم جدول الدراسة لأولادهم.
توجهت بعض المدارس لإعادة تنظيم الجدول اليومي من خلال توزيع حصص يوم واحد على يومين. يحضر الطلاب ثلاثة حصص دراسية في الصباح ويمضون فترة بعد الظهر للعمل بشكل مستقل والتفاعل مع المعلمين خلال “الساعات المكتبية”. في اليوم التالي، يحضرون بقية حصصهم عبر الإنترنت في الصباح وبعد ذلك لديهم ساعات عمل مع المعلمين في فترة بعد الظهر.