محظورات الإحرام الشرعية للنساء
كتبت- كريمة عبد الوهاب
محظورات الإحرام الشرعية للنساء يعد أداء مناسك العمرة له عدة ضوابط شرعية وشروط يجب ألا يخرج عنها المعتمر خلال فترة الإحرام، بالإضافة إلى التحلي بآدب الإسلام بشكل عام، الأمر الذي قد يكون البعض غير ملم به بشكل مكتمل وخلال فترة الإحرام يجب أن يقوم المحرم بالامتناع عن بعض السلوكيات وفقًا للشريعة، وذلك لكي لا يُبطل إحرامه، وفي السطور التالية سوف نقوم بعرض محظورات الإحرام الخاصة بالنساء.
تشير كلمة محظور إلى الأمور التي يُمنع منها كلا الجنسين أو أحدهما بسبب الإحرام، وممّا تجدر الإشارة إليه أنّ الحكمة في حظر ومنع بعض المباحات حال الإحرام تكمن في عدّة أمور، ومنها ما يأتي:
١- تذكير المحرم بالعبادة والنسك الذي يقوم به، فيتذلل إلى الله تعالى ويتقرب إليه.
٢- تربية النفس على المغايرة في العيش بين التقشف والترف توافقاً مع نهج رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.
٣- إرساء مبدأ المساوة بين الناس، فلا فرق بين غني وفقير، وعربي وأعجمي.
٤-تعزيز مبدأ مراقبة النفس.
محظورات الإحرام للنساء
يوجد العديد من محظورات الإحرام للنساء ومنها ما يشترك فيها الرجل، ومنها خاصٌ بالمرأة، وهي كما يأتي:
١- يعتبر لبس النقاب والقفازين وهو المحظور الخاصّ بالنساء من بين المحظورات المذكورة، حيث يحرم على المرأة المُحرمة أن تتنقّب وتلبس القفازين، وذلك لقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم (ولَا تَنْتَقِبِ المَرْأَةُ المُحْرِمَةُ، ولَا تَلْبَسِ القُفَّازَيْنِ) إلّا أنّه يُستحب لها ستر وجهها عن الرجال الأجانب بغطاءٍ وساترٍ على أن تضعه من فوق رأسها دون ربط أو غرز، ولا يضرّها في حال مسّ الغطاء وجهها وهذا عند المالكية والحنابلة، وقد دلّ على ذلك ما ثبت عن فاطمة بنت المنذر قالت (كنا نُخمِّرُ وجوهَنا ونحن مُحرماتٌ ونحن مع أسماءَ بنتِ أبِي بكرٍ الصدِّيقِ).
٢- الفسق والجدال
يعتبر الفسق هو خروج المسلم عن طاعة الله تعالى وعصيانه، وهو محرّم وأشد ما يكون حرمة في حال الإحرام، أمّا الجدال فهو المخاصمة؛ بأن يجادل المسلم صاحبه حتى يغضبه، حيث قال الله تعالى (وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ)، وهنا يجدر الذكر بأنّ ما يحتاج إليه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من جدال ونقاش لا يدخل ضمن الجدال المحظور.
٣- حلق شعر الرأس
يعد حلق الشعر أو نتفه أو قصه من محظورات الإحرام، ويُقاس ذلك على شعر الرأس وباقي شعر البدن، بحيث لا يجوز للمرأة إزالة شيء منه إلّا لعذر من مرضٍ أو نحوه، فيلزمها حينئذ الفدية، وكذلك يحرم إزالة الأظافر، وقد دلّ على ذلك قول الله تعالى (وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَة مِّن صِيَام أَوْ صَدَقَة أَوْ نُسُكٍ).
٤- الطيب
لا يجوز للمحرم التطيب في بدنه أو ملابسه، وذلك لقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم (اغْسِلُوهُ بمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَكَفِّنُوهُ في ثَوْبَيْهِ، وَلَا تَمَسُّوهُ بطِيبٍ، وَلَا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ، فإنَّه يُبْعَثُ يَومَ القِيَامَةِ مُلَبِّيا).
٥- النكاح
يحرم على المحرم إتمام عقد النكاح، ولطن إذا تمّ ذلك فإن عقد النكاح يعدّ باطلاً، وقد دلّ على ذلك قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم (إنَّ المُحْرِمَ لا يَنْكِحُ، وَلَا يُنْكَحُ).
٦- الصيد
يحرم على المحرم أن يقوم بالصيد البري، أو إعانة الغير على مسكه، أو الإشارة إليه والدلالة عليه، وقد دل على ذلك قول الله تعالى (وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا)،أمّا صيد البحر فلا حرج في ذلك، لقول الله تعالى (أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ).
٧-قطع شجر الحرم وحشيشه
يحرم على المحرم وغيره قطع شجر الحرم وحشيشه باستثناء الإذخر، وهو يعتبر نبات طيّب الرائحة، وذلك لقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم فتح مكة (فَهو حَرَامٌ بحُرْمَةِ اللَّهِ إلى يَوم القِيَامَة، لا يُعْضَد شَوْكُه، ولَا يُنَفَّر صَيْدُه، ولَا يَلْتَقِط لُقَطَتَه إلَّا مَن عَرَّفَهَا، ولَا يُخْتَلَى خَلَاهَا وقد قالَ العَبَّاسُ يا رَسولَ اللَّهِ، إلَّا الإذْخِرَ فإنَّه لِقَيْنِهِمْ ولِبُيُوتِهِمْ، قالَ: قالَ إلَّا الإذْخِرَ).
