كتبت: نورهان أسامة
عيد شم النسيم هو من أقدم الأعياد عند المصريين الذي يمثل عيد الحياة وبداية الخليقة ولا زال يحتفل بيه المصريون حتى وقتنا الحالي ويرجع إسم شم النسيم إلى الكلمة المصرية القديمة “شمو” التي ترمز إلى بعث الحياة .
ارتبط شم النسيم عند المصريين القدماء بالسنة الزراعية والتقويم الزراعي، حيث أن المصري القديم قسم السنة الزراعية إلى ثلاث فصول حيث يبدأ رأس السنة بعيد الفيضان ” آخت “، ثم يأتي فصل بذر البذور وهو “برت”، وفصل الحصاد وهو “شمو” والتي تعني الصيف كما ذكر في كتاب اللغة المصرية القديمة للدكتور عبد الحليم نور الدين وجاءت التسمية الحالية من كلمة “شم”، وهي تحريف كلمة شمو، واضيفت لها النسيم وتعني اعتدال المناخ، فكان عيد شم النسيم من أقدم الأعياد الإجتماعية والدينية التي احتفل بها المصرين القدماء حيث احتفلوا به منذ أكثر من ٤٥٠٠ سنة قبل الميلاد حيث كانت حياة المصري القديم لم تقتصر على إقامة الشعائر الدينية بل امتزجت بمظاهر البهجة والاحتفال بمباهج الحياة.
كما اعتبروها بداية سنة جديدة يستهلون بها نشاطهم لعام جديد كما سجل المصري القديم في نقوشه على جدران المقابر مظاهر الإحتفال ومنها أن يقوم المصري القديم في بداية هذا اليوم باهداء زوجته زهرة من اللوتس ويجمع المصرييون أمام الوجهه الشمالية للهرم قبل الغروب ليشهدوا غروب الشمس، ومنها أن الناس كانوا يخرجون في جماعات إلى الحدائق والحقول للتنزه، والاستمتاع بالطبيعة الخلابة ويأخذون الطعام معهم مثل البيض الذي كان يرمز إلى نظريه بدء الخليقة، وأيضًا تجفيف السمك وأكله مملح كما ذكر هيرودوت والبصل الذي كان المصري القديم يقدسه، فكان يعالجهم من بعض الأمراض.
وهذه الطقوس ممتدة إلى الآن ومترسخه في عادات المصريين إلى الآن من حيث الخروج في هذا اليوم في الحدائق للإستمتاع بالطبيعة والمناظر الخلابة، وتلوين البيض وأكل السمك المملح أي الفسيخ والرنجة والبصل.