
كيفية الاحتفال بالعشر الأواخر من رمضان
كتبت / روان عبدالعزيز
عظيم شهر رمضان، وكل يوم فيه من الثواب والتعظيم و القدر بدرجة كبيرة، ولا يجب أن يفوت يوم في هذا الشهر لا تستفيد به أعظم استفادة وتحقق فيه نجاحاً وتقدماً في علاقتك مع الله، فقد تم تقسيم الشهر المبارك لثلاث مراحلة كل مرحلة عشرة أيام وكل عشر أيام لهم العظمة والثواب.
ويمكن اختصاص آخر عشرة أيام نظراً لوجود “ليلة القدر” بينهم وهي أعظم ليلة في الشهر والعام كله لنزول القرآن الكريم فيها وقد قال الله تعالى عنها في كتابه الكريم :-
{ بسم الله الرحمن الرحيم..《 إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ · وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ · لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ · تَنَزَّلُ
الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ · سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ 》 صدق الله العظيم } .
توجد الكثير من الأفعال التي تجلب علينا الثواب في الشهر المبارك، المهم هو المحاربة مع الذات للحصول على أكبر كم من الحسنات وألا نتركه يضيع من بين أيدينا كالماء بدون أن نستغله أفضل استغلال، فآخر عشرة أيام لهم من الثواب ما تدمع له الأعين وقد قالت عنه في الحديث:-
«عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله ﷺ قال: “تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان”».
ولكن ماذا نفعل لنحظي بالثواب كاملاً طوال الشهر ؟؟
المواظبة على قراءة القرآن بشكل مستمر وألا نتكاسل أو ننشغل بأشياء أخرى، كرس أكبر جزء من وقتك للعبادة وطاعة الله والعمل الصالح والدعاء بالمغفرة والتوبة من الذنوب وحاول أن تحفظ جزءاً ممتازاً من القرآن حتى تضيف على حسناتك وتزيد من رصيدك عند الله -عز وجل- فقراءة القرآن تضفي على روحك بعض من السكينة والطمأنينة والصبر والراحة بالإضافة أنك تأخذ حسنات بأضعاف مضاعفة، فاجتهد في الطاعة وحفظ وقراءة القرآن الكريم لعله شفيع لك يوم القيامة، وينير لك قبرك ويرحمك من عذاب القبر والنار.
أما عن إحياء الليل فهو أمر آخر ضروري وعظيم فقد ثبت في الصحيحين :-
<<عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شدَّ مئزره، وأحيا ليله وأيقظ
أهله. صددق رسوا الله صلى الله عليه وسلم >>، فقد كان صلى الله عليه وسلم يُحيي الليل كاملاً، وهذا المقصود بالأحياء أن تسهر الليل كاملاً لتحيي الله بالصلاة والذكر والعبادة والدعاء.
ونضيف على ذلك ونفعل أيضاً كما كان يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم فمن أعماله أنه كان إذا دخلت الأيام العشر شد المأزر و هذا كما يوجد في الصحيحين ومعنى ذلك أنه قام باعتزال النساء في هذه العشر وانشغل بالعبادة وذكر الله وطاعته وهذه رغبةً في صفاء نفسه عن الأكدار والمشتهيات فتقترب أكثر لسمو القلب إلى معارج القبول وأزكى واطهر للنفس لتعانق الأجواء الملائكية في وقت تختفي فيه الشياطين من الكوكب وهذا ما يجب فعله للسالك بلا ارتياب صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً.
ومن ضمن الهداية علية الصلاة السلام كان لا يفعل الخير وحده بل كان يوقظ أهل بيته ليصلوا ويعبدوا الله معه ليحظوا بالثواب والحسنات، في هذه العشر: أنه يوقظ أهله للصلاة كما في البخاري عن عائشة، وهذا حرص منه
على أن يعلم أهل بيته صلى الله عليه وسلم من فضائل ليالي هذا الشهر المبارك ولا يقتصر على العمل لحاله فقط ويأخذ الثواب وحده ويترك أهله في نومهم، كما يفعل البعض الآن وهذا لا يوجد شك أنه خطأ ذريع وتقصير واضح.
وأخيراً وليس آخراً، الاعتكاف و من ضمن الأشياء التي يجب الحرص عليها بشدة في هذه الأيام العشر التي اقسم بها الله تعالى في سورة الفجر في الآية الثانية وقال :-
{ بسم الله الرحمن الرحيم ” وَلَيَالٍ عَشْرٍ ” صدق الله العظيم }.
الاعتكاف في المسجد الذي تصلي فيه، فقد كان هدى النبي صلى الله علية وسلم دائم الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله كما في الصحيحين عن عائشة، ولكن كان يعتكف في هذه العشر التي تطلب فيها ليلة القدر قطعاً لانشغاله وتفريغاً للياليه ورغبة في طاعة الله وذكره ودعائه.
وكان يحتجز حصيراً يختلي فيه بمفرده فلا يخالط الناس ولا ينشغل بهم وقت العبادة غير للضرورة، وقد روى البخاري أنه صلى الله عليه وسلم اعتكف في العام الذي قبض فيه عشرين يوما.
و قال الإمام الزهري : «عجباً للمسلمين تركوا الاعتكاف مع أن النبي محمد ما تركه منذ قدم المدينة حتى قبضه الله عز وجل».