كيف يعلمنا رمضان الصبر على الابتلاءات
كيف يعلمنا رمضان الصبر على الابتلاءات
كتبت-كريمة عبد الوهاب
يعد رمضان هو شهر الصبر ولهذا ورد عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه سمى شهر رمضان شهر الصبر، والصبر ينقسم إلى ثلاثة أنواع وهم صبر على طاعة الله، وصبر عن محارم الله وأقدار الله المؤلمة، حيث تجتمع هذه الثلاثة كلها في الصوم، فهو فيه صبرًا على طاعة الله، وعما حرم الله على الصائم من الشهوات، وعلى ما يحصل للصائم من ألم الجوع والعطش، وضعف النفس والبدن، وهذا الألم الناشئ من أعمال الطاعات يثاب عليه صاحبه بثواب كبير.
ويتبين لنا عظم الارتباط بين الصوم والصبر وأن الصوم سبيل إلى اكتساب خلق الصبر ذلك الخلق العظيم الذي أمر الله به وأعلى منارة، وأكثر من ذكره في كتابه، وأثنى على أهله القائمين به، ووعدهم بالأجر الجزيل عنده، قال تعالى: «وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ» ، وقال تعالى: «وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ»
ويستفيد الصائم المحتسب دروسًا جمة في الصبر من جراء صيامه، فهو يدع الطعام والشراب والشهوة حال صيامه، فيستفيد درسًا عظيمًا في الصبر، حيث يتعود فطم نفسه عن شهواتها وغيها، والصائم المحتسب إذا أوذي أو شتم لا يغضب، ولا يقابل أي إساءة بمثلها، ولا تضطرب نفسه، فكأنه بذلك يقول لمن أساء إليه افعل ما شئت فقد عاهدت ربي بصومي على أن أحفظ لساني وجوارحي، فكيف أخيس بالعهد، أو أسيء إليك كما أسأت إلي.
كما أنه لا يثور لأتفه الأسباب كحال لم يتسلحوا بالصبر، ممن يظنون أن الصوم عقوبة وحرمان، فيخرجون عن طورهم، وتثور نفوسهم، وتضطرب أعصابهم، أما الصائم المحتسب فيكون هادئ النفس، ساكن الجوارح، رضي القلب، والصائم المحتسب يطرد روح الملل، لأن صيامه لله وصبره بالله، وجزاءه على الله، والأمة الصائمة المحتسبة تتعلم الانضباط الصبر على النظام، والتحرير من أسر العادات.
فضل الصبر
١- له ثواب عظيم جداً في الآخرة حيث قال الله تعالى: «إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ»
٢- تتحقق معية الله للصابرين حيث قال الله تعالى: «وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ».
٣-خير العطاء من الله للمؤمن الصبور فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنْ الصَّبْرِ».
٤-لذة الإيمان وحلاوته لمن صبر على ترك المعاصي، «وكذلك ترك الفواحش يزكو بها القلب وكذلك ترك المعاصي فإنها بمنزلة الأخلاط الرديئة في البدن».
أنواع الصبر
١- الصبر على البلاء ويتم ذلك عن طريق منع النفس عن التسخط والهلع والجزع.
٢-الصبر على النعم وهو تقييدها بالشكر وعدم الطغيان والتكبر بها، وكَانَ ما يلقى الْعَبْد فِي هَذِهِ الدار لا يخلو من نوعين أحدهما يوافق هواه ومراده، والآخر مخالفه وَهُوَ محتاج إِلَى الصبر فِي كُلاً منهما، أما النوع الموافق لغرضه مثل الصحة والسلامة والجاه والْمَال وأنواع الملاذ المباحة.
٣- الصبر على الطاعة ويتم ذلك عن طريق المحافظة والدوام عليها حيث أن النفس بطبعها تميل إلى الشّهوات.
٤- الصبر على المعاصي وهو كف النفس عنها.