الدروس المستفادة من رمضان لحياة يومية أفضل
الدروس المستفادة من رمضان لحياة يومية أفضل
كتبت-كريمة عبد الوهاب
يوجد الكثير من الدروس التي علمها لنا رمضان ويجب الثبات عليهم حتى بعد انتهاء الشهر الفضيل وأولها درس التقوى، حيث يقول عز وجل: “وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ۚ ” والمعنى هنا أن يجعل العبد بينه وبين ما يخشاه من غضب الله وسخطه وقاية تقيه من ذلك وذلك بفعل طاعته واجتناب معاصيه، فمبدأ التقوى هو السر الحقيقي في الصوم، كما يقول الله عز وجل: “كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون”، والتقوى هنا ليست محصورة في أيام أو في عبادات معينة، بل إنها شاملة لحياة المسلم كلها، وعليه أن يتقى عذاب الله بطاعته، ويتقى الله في حواسه وذلك عن طريق جعلها في طاعته، وأن يتنزه عما حرم الله.
حيث تكون التقوى مع النفس وذلك عن طريق إلزامها الحق وتجنبها لأي باطل، حيث يقول الله سبحانه وتعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ” والتقوى مع الأولاد بتجنيبهم مواطن الردى: “يا أيها الذين آمنوا قو أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة”، كما يجب أن تكون التقوى حاضرة مع المسلم، في كل مكان، بيته، وعمله، ومع نفسه، وزوجته، وأولاده، وزملائه.
وتعد ثانى الدروس هو درس الإرادة، فالمسلم في رمضان يخالف عاداته ويتحرر من أسرها، حيث يترك مألوفاته التي هي مما أحل الله لعباده، فتراه ممتنعاً عن الطعام والشراب والشهوة في نهار رمضان امتثالاً لأوامر الله عز وجل، وهكذا يصبح الصوم عند المسلم مجالا رحبا لتقوية الإرادة الجازمة؛ فيستعلي على ضرورات الجسد، ويتحمل ضغطها وثقلها إيثارًا لما عند الله تعالى من الأجر والثواب.
وثالث الدروس هو درس المداومة على الطاعة، فرمضان موسم تنوع الطاعات، والقربات، والمسلم في هذه الأيام الفاضلة يتقلب في أنواع من الطاعات والعبادات، وهو مع ذلك كله حريص عليها، فإذا كان رب رمضان هو رب جميع الشهور، فحري به أن يخرج من مدرسة رمضان بالإقبال على الصلاة والخشوع فيها، وأن يجعل من القرآن الكريم منهج حياة له بتلاوته وتدبره، وما أجمل أن يداوم المسلم على قراءة القرآن بعد رمضان، حيث يعيش معه، ويكون له بكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها .