كتبت: كريمة عبد الوهاب
يتجمع أفراد الأسرة في موعد واحد يومياً حول جهاز التلفزيون وهو أمر لم يعد شائعاً مع تغير نمط الحياة وتشعب انشغالات الآباء والأبناء وظهور التكنولوجيا غير أن هذا المشهد المحبب الذي يعيد أجواء الألفة إلى البيوت حيث يعود في شهر رمضان ويفرض نفسه مجدداً على الجميع من دون سابق إنذار ومن هنا تلعب البرامج التلفزيونية والمسلسلات الرمضانية دوراً بارزاً وهاماً في تجميع شمل الأسرة حول اهتمام مشترك حيث يكون غالباً غائباً في بقية أشهر السنة، ولا يعمل شهر رمضان على تهذيب النفس وترتيب مواعيدها فقط، وإنما يقوم بشكل تلقائي بتنظيم الأمور الحياتية، وفرض جدول زمني على أفراد الأسرة يجعلهم يلتزمون به تماماً ويعطونه أولوية كبيرة.
حيث يعتبر التلفزيون وجهة مفضلة وذلك لقضاء فترات المساء خلال شهر رمضان وتتنافس القنوات في ضخ وجبات من البرامج المنوعة وتكشف عن ذروة إنتاجها خلال رمضان، لتلبية حاجات المشاهدين والمتطلعين لاكتشاف قائمة برامج كل قناة ومحتوى ساعات البث لديها، ويأتي رمضان بالنسبة للمسلمين مناسبة سنوية لكي يقوم بتجديد مشاعر الرحمة والعطف، والتذكير بقيمة الصدقة والعطاء وبذل الخير، وبأهمية التراحم بين أفراد المجتمع الواحد بما في ذلك الفئات الضعيفة والمتواضعة اقتصادياً، وذلك لمساعدتها وإصلاح واقعها وتأهيل قدرتها على الشعور بتفاصيل شهر رمضان جنباً إلى جنب مع نظرائهم في المجتمع.
حيث تحاول بعض القنوات استقطاب هذا المعنى في دوراتها البرامجية، وتقارب عبر عدد من البرامج المبتكرة القيم الإنسانية والتي تزدهر خلال شهر رمضان، وتعكس مفاهيم الخير والبر والإحسان إلى الآخرين كما أن البرامج التلفزيونية المهتمة بتتبع الحالات الإنسانية ومساعدتها خلال شهر رمضان ليست أمراً جديداً على الشاشة، بل كانت مألوفة لا سيما خلال المواسم الدينية و التي تمثل فرصة خصبة لكي تربط الجمهور بالمعاني والقيم الكريمة.
وتنافس البرامج الإنسانية، بقية المحتوى المزدحم بالمسلسلات الكوميدية والتاريخية، وبرامج الطهي والمسابقات خلال شهر رمضان الذي أصبحت البرامج التلفزيونية إحدى سماته، وتركز على تتبع القصص والحالات، لإلقاء الضوء عليها والمساهمة في انتشالها من واقعها، كما تلفت تلك البرامج انتباه المشاهدين وتثير لديهم ردود فعل عاطفية، وتبث السرور في نفوسهم، في حال آلت الحلقة إلى إصلاح وضع، أو تغيير حال، والدفع بالقصة إلى النهايات الإيجابية.
