هناك عدة مواقع أثرية ينجذب إليها العديد من الزوار والرحالة وهي أكثر من مجرد استكشاف منها معالم مدينة البتراء الأثرية الأردنية، أو زيارة معبد أنغكور وات الهندوسي في كمبوديا، أو حتى التجوال في أروقة مدرج الكولوسيوم الروماني العملاق بوسط العاصمة الإيطالية روما وشبكة من الجزر العتيقة العائمة الواقعة في منطقة ميكرونيزيا، ومدينة تقع تحت الأرض في منطقة الأناضول نُحتت تكويناتها المعمارية بالكامل من الصخور البركانية.
نستعرض من خلال المقال عدة مواقع أثرية من عجائب الدنيا القديمة التي لا تحظى بالشهرة هي :-
1/ نان مادول ” ميكرونيزيا ” :-
تم تشييدها في عام 1200 قبل الميلاد في ميكرونيزيا وهي من سلسلة جزر صناعية صغيرة المساحة تتكون من البازلت وتفصل شبكة من القنوات بينها وبين بعضها البعض
و تقع على جزيرة بونبي القابعة في قلب المحيط الهادي على بعد أكثر من 3600 كيلومتر شرقي الفلبين وهي تشكل على ما يبدو “المجمع السكني الذي تقطن فيه نخبة الجزيرة، وكانت كل جزيرة صغيرة ” من تلك التي تتألف منها المدينة ” مخصصة لغرض معين مثل بناء قوارب الـ كانوي أو الطهي، أو العناية بالمرضى.
وتتميز تلك الجزر بأنها مغطاة بأسقف من الأخشاب وأوراق النخيل المجدولة على نحو يجعلها شبيهة بالقش.
2/ نيوغرينج بمقاطعة ميث ” إيرلندا” :-
قبة نيوغرينج وهي ذات التكوين هائل الحجم دائري الشكل
ويبدو هذا التكوين كما لو كان جسم فضائي غامض، من تلك الأجسام الطائرة المجهولة ولكن برأس تكسوها الأعشاب وعلى السهول ذات اللون الأخضر الزمردي الواقعة في مقاطعة ميث الايرلندية.
يحيط بها طوق من أحجار الكوارتز بيضاء اللون أضيف لها خلال عمليات ترميم جرت في سبعينيات القرن الماضي
تتكون القبة من تل ضخم يكسو قمته العشب والحشائش، من طبقات متعاقبة من الطين والصخور ويغطي هذا التل الذي يبلغ قطره 76 مترا وارتفاعه 12 مترا، مساحة تقدر بنحو 4,500 متر مربع من الأرض.
تم تشييدها قبل أكثر من خمسة آلاف عام خلال حقبة العصر الحجري الحديث التي سادت الأرض في نحو عام 3200 قبل الميلاد ويحفل الفلكلور الأيرلندي بقصص وروايات حول ذلك الموقع الأثري الذي يعد من بين أهم المواقع التي تضم نُصُّب وشواهد حجرية ضخمة في أوروبا.
كما يوجد ممر محفور في الصخور يمتد لمسافة 19 مترا، وينتهي بثلاث غرف صغيرة يُعتقد أنها كانت تستخدم قديما مواقع للدفن.
ولكن هذه القبة يوجد به سر كامن وهو يشكل أداة تحديد الوقت بدقة على نحو لافت فهي مصممة بحيث تتماشى مع حركة الشمس لدى شروقها، كما أن الضوء يغمر الغرف الموجودة فيها عند حدوث ما يُعرف بالانقلاب الشتوي في النصف الشمالي للكرة الأرضية ” الذي يحل هذا العام في 21 ديسمبر/كانون الأول”
و مع ارتفاع الشمس عاليا في كبد السماء، تصبح الغرفة بأكملها مضيئة على نحو دراماتيكي هدف بناة هذا المكان كان يتمثل في الإشارة إلى بداية العام الجديد.
3/ مدينة درينكيو ” تركيا” :-
تقع مدينة درينكيو علي بعد 750 كيلومترا جنوب شرقي مدينة إسطنبول التركية؛ وبالتحديد في منطقة كابادوكيا التابعة لمحافظة نوشهير تقبع بلدة صغيرة تحمل اسم درينكيو و تحتوي عليه من مدارس وكنائس واسطبلات للخيول.
يوجد بها أكبر منظومة كهوف نحتها البشر على مر التاريخ تلك التي تحمل اسم درينكيو وتشكل ما يبدو وأنه مدينة تركية سرية تقع في جوف الأرض، وتتقاسم مع نظيرتها الأكثر تقليدية الواقعة على السطح ذات الاسم.
ولكن بدلا من أن تنتصب ساحات وأماكن التجمع في تلك المدينة فوق الأرض كالمعتاد فإنها حُفرت في صخور بركانية ذات صلابة متوسطة أقرب إلى اللين على عمق يتراوح ما بين 60 إلى 85 مترا تحت سطح الأرض.
وعلى الرغم من أن هذه المنطقة صمِمت لكي تشكل مأوى مؤقتاً فإن المرافق المتوافرة فيها كانت مثيرة للإعجاب نحو 600 بوابة تقع فوق الأرض لإتاحة الفرصة للدخول إلى المدينة القابعة في الأسفل، وقرابة 15 ألف منفذ تهوية بدخول الهواء النقي كما يوجد بها العديد من الأقبية والأماكن المعدة لعصر العنب بهدف تصنيع النبيذ، وشبكة معقدة من الممرات والأنفاق والدهاليز.
وتم تشييد هذا المجمع من المباني المقامة تحت الأرض في الفترة ما بين القرنين السابع والثامن قبل الميلاد، وذلك ليكون حماية من هجمات الجيوش المغيرة على تلك المنطقة.
4/كهوف “أجانتا” و”إلورا” بولاية ماهاراشترا ” الهند ” :-
يقع كهوف أجانتا وإلورا على بعد نحو 30 كيلومترا إلى الشمال الغربي من مدينة أورانغاباد الهندية وتقع كهوف إلورا التي يُنظر إليها باعتبارها تمثل ذروة فن إقامة بنى معمارية منحوتة ومحفورة في الصخور في الهند.
هذه الكهوف الـ34 الموجودة في هذا الموقع حُفرت في صخرة تقع في واجهة تلال تشاراناندري في الفترة ما بين القرنيّن السادس والتاسع الميلادييّن.
كما تشكل الرسوم والأشكال الأثرية المنحوتة في هذه الكهوف إحدى أكثر العناصر التي تكسبها قيمة كبيرة إذ أنها تعتبر أحد أبرز روائع الفن البوذي الذي يشكل بدوره مؤشرا على ميلاد الفن الهندي التقليدي.
وقد تم حفر هذه المغارات هائلة الحجمبين القرنين الثاني والسابع الميلاديين بين المنحدرات الموجودة في هذه المنطقة، وذلك لتأوي بداخلها معابد بوذية وأضرحة وقاعات للصلاة وأماكن للإقامة والنوم.